صالح الصالحي
صالح الصالحي


يوميات الأخبار

غزوة الكونجرس.. والديمقراطية الأمريكانى

صالح الصالحي

الإثنين، 11 يناير 2021 - 11:16 م

كشفت تظاهرات الأربعاء الماضى فى مبنى الكونجرس الأمريكى حقيقة الديمقراطية الأمريكاني.. إلا أنى اعتقد أن الإدارة الجديدة سوف تختذلها فى ديمقراطية ترامب.

ترامب الرئيس الأمريكى.. المغرور.. العنيد.. النرجسى.. الذى لم يتبق على ولايته سوى أيام معدودة ويصبح بعدها الرئيس الأسبق.. ساعات ويغادر البيت الأبيض سواء بسبب نهاية فترته أم لعزله من منصبه أو هروبه.

ترامب الذى تحدى فيروس كورونا واستخف به.. فما كان من الفيروس إلا أن هاجم الأمريكيين بشراسة وأصاب وقتل عددا كبيرا منهم.. بل أصاب ترامب نفسه ليردعه.. فالفيروس لا يعرف دولة عظمى أو صغرى.. ولا يفرق بين رئيس أفقر دولة ورئيس أقوى دولة.

ترامب لم يستوعب درس كورونا جيداً.. فتتبعه الفيروس وكان سبباً رئيسياً فى خسارته الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة..

ترامب الذى تحدى وسائل الإعلام.. ودخل معهم فى صراع وصل إلى حد التراشق وتبادل الاتهامات.. صراع رأيناه لأول مرة بين رئيس أكبر دولة واعلامها.

ترامب تسلح فى مواجهة وسائل الإعلام بوسائل التواصل الاجتماعى "فيس بوكتويترانستجرام".

وجعلها نافذته التى يطل منها على شعبه ومؤيديه.. وبالفعل شكلت قوة كبيرة له.. فبلغ عدد متابعيه 88 مليون متابع يستطيع التواصل معهم بتغريداته وآرائه التى يطلقها دون أى قواعد أو بروتوكولات أو حسابات.. يطلقها فى أى وقت.. هذه الوسائل التى تخلت عنه فى أحرج الأوقات.. وأغلقت حساباته لديها.. بعد أن سبقها حذف تغيرداته.. بحجة انه يستخدمها لحث مؤيديه على التظاهر.. فحرمته من هذا التواصل.. ومن ممارسة هوايته فى إطلاق تصريحاته التى كانت غالبا ما تحدث ضجيجا سواء على مستوى المجتمع الأمريكى أو العالم الخارجى.

ترامب الذى شهد عصره مظاهرات تندد بالعنصرية.. عقب مقتل مواطن أمريكى أسود على يد رجال شرطة.. وخرجت المظاهرات التى شهدت أعمال عنف فى أماكن عديدة تطالب بمحاكمة القتلة.

ترامب الذى لا يريد الاستسلام ورفع الراية البيضاء.. فرغم خسارته فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة.. إلا أنه رفض الاعتراف بهذه الخسارة.. وخرج مشككا فى الانتخابات.. وفى نزاهتها.. وطعن بتزويرها.. وتواصل مع مؤيديه ومع 75 مليون مواطن أمريكى حصل على أصواتهم، ومعظمهم ينتمون للحزب الجمهورى، الحزب الذى يمثله ترامب.. وبطريقة أو بأخرى استطاع ترامب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى ايصال رسالته إلى مؤيديه.. والذين فهموا رسالته بطريقتهم.. فخرجوا فى مظاهرات.. واقتحموا فى مشهد فوضوى مبنى الكابيتول "الكونجرس".. وملأوا المكان بالفوضى.. مطالبين بإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية التى جرت فى نوفمبر الماضى.. أو تعديلها لصالح ترامب.. "نسيت أقول أن التظاهرات جاءت فى وقت اجتماع الكونجرس للتصديق الرسمى على خسارة ترامب فى الانتخابات أمام جو بايدن" وكانت محاولة لتعطيل الجلسة.

أعود مرة أخرى للمظاهرات والتى تصاعدت حدتها وتحولت إلى عنف.. تدافع المتظاهرون وتشاجروا مع رجال الشرطة المكلفين بتأمين الكونجرس.. ومع تطور الأحداث وسقوط قتلى ومصابين أعلن الكونجرس حالة الطوارئ وإغلاق أبوابه، ونشر الحرس الوطنى حول المبنى وفرض حظر التجول فى مناطق مجاورة للعاصمة واشنطن وتم القبض على عدد من المشاركين فى التظاهرات والتحقيق معهم.

وفى ظل هذا المشهد الرهيب والعجيب، واصرار ترامب على الاستمرار فى الحكم ومع اقتراب يوم 20 يناير موعد تركه البيت الأبيض واستلام بايدن الحكم ومفاتيح البيت الأبيض.. تحرك الحزب الديمقراطى والذى ينتمى له بايدن فى محاولة لعزل ترامب من منصبه حتى لا يتمكن من ممارسة السياسة أو حتى مجرد الحديث فيها مرة أخرى.. ويتم خرسه إلى الأبد.. ولم لا فهى فرصة لغريمته نانسيى بيولس رئيس مجلس النواب.. فرصة للانتقام منه.. فهى تبادله كرها بكره..

نانسيى أصدرت تعليمات لأعضاء حزبها بمجلس النواب لطرح مشروع لمساءلة ترامب ومن ثم عزله من منصبه.. وذلك إذا لم يتقدم باستقالته بعد الأحداث الأخيرة التى كان سببا مباشرا لها.

وقد وجه الديمقراطيون اتهامات لترامب بالتحريض على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة الأمريكية فى محاولة لقلب نتيجة الانتخابات التى خسرها.. وأكدت نانسى فى مداخلات صحفية أن ترامب ارتكب أمرا خطيرا للغاية يستوجب مقاضاته.

لم يستسلم ترامب وعدد من انصاره فى الحزب الجمهورى لهذا التحرك الديمقراطى وكثفوا اتصالاتهم لوقف محاولة الديمقراطيين لعزله عن منصبه خلال الأيام المقبلة. كما أنه وانصاره يشجعون الحلفاء على التصدى للمساءلة المحتملة وذلك عبر بيانات تم نشرها كتغريدات على موقع تويتر جميعها يؤكد ادانة خطوة عزله.

ترامب الذى أُنتهكت حقوق الإنسان فى عهده.. ولم يبال بالديمقراطية.. بل أنهى عصره بتوجيه ضربة قوية للديمقراطية الأمريكية.. هذه الديمقراطية التى تدافع عنها أمريكا وتسوقها للعالم على أنها الراعية والحارسة عليها.

ترامب لم يعترف بنتائج الانتخابات وشكك فيها ووصفها بالمزورة.. وحث أنصاره على التظاهر لتمكينه من الاستمرار فى الحكم لفترة ثانية بالقوة غير الشرعية.

هل تصدق أن هذا المشهد يحدث فى أمريكا فعلاً وأنه ليس فيلماً سينمائياً ابتدعه الأمريكان فى هوليوود.. ولا يعلم أحد مداه؟. هل ينتهى بعزل ترامب من منصبه.. أم أن ترامب وأنصاره سوف ينصاعون للأمر ويعلنون استسلامهم؟.. هل سيترك ترامب منصبه دون أن يقوم بإجراءات تسليم وتسلم السلطة المعتاد عليها فى أمريكا عند خروج رئيس وقدوم آخر؟ أم أنه سيستمر وأنصاره فى محاولاتهم؟ هل سيدخل بايدن البيت الأبيض باستخدام القوة؟.. وماذا سيفعل ترامب بعد تركه الحكم؟

لأول مرة يحدث هذا المشهد فى أمريكا.. ولا أحد يعلم ماذا تخبئ الأيام القادمة من أحداث.. فمع ترامب المفاجآت واردة.

أخيرا هل ما حدث فى أمريكا فى ظل حكم ترامب يكشف حقيقة أمريكا.. فهذه هى الديمقراطية الأمريكانى.. وهذه هى حقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية.. أم أنها فقط ديمقراطية ترامب؟ وهل تستمر أمريكا فى تسويق الديمقراطية الكاذبة، وحقوق الإنسان الوهمية للعالم.. بعد أن كشف ترامب المستخبى.. وكما نقول النار اللى تحت الرماد.

حصرى بالمصرى

- كيف يستفيد الدين من التكنولوجيا؟ هل تقتصر الاستفادة على نشر الأحاديث النبوية والأدعية والأقوال المأثورة خاصة فى صباح ومساء كل يوم ويوم الجمعة تحديدا ثم نلحقها بـ"ليك وشي"حتى نحصل على الثواب.

هناك استفادات عديدة من التكنولوجيا يمكن عن طريقها نشر الدين الصحيح، الاسلام الوسطى.. ونصل بحقيقة الدين الإسلامى للعالم أجمع.. نقدم لهم المفهوم الحقيقى للإسلام فى قوالب مختلفة تتناسب مع التكنولوجيا والانترنت.. ممكن عن طريقها تصحيح صورة الإسلام فى أذهان الكثيرين.. بأنه دين سلام وليس دين إرهاب.

الأمر يحتاج بذل الجهد من كبار علماء الدين وخاصة الأزهر الشريف.. ودعما من الدول الإسلامية الغنية.

- ما علاقة الدين بالحداثة والمعاصرة؟

الدين يدعو إلى التطور والحداثة والأخذ بأسباب العلم والتقدم والنمو.. والحداثة لا تخالف الدين بل داعمة له.. وهى مدخل مهم لتوضيح مفاهيم غائبة أو خاطئة.. انطلاقا من القاعدة التى مؤداها أن الدين صالح لكل زمان ومكان.

الحداثة فرصة للنظر فى قوالب جامدة ابتعد عنها الاجتهاد خشية الاتهام بتحريف الدين، رغم انها قوالب وضعها بشر من علماء المسلمين.

ويستطيع بشر من علماء المسلمين أيضا تعديلها أو تغييرها وفقا للعصر ومتغيراته ووتيرته.. فربط الدين بالحداثة سوف يحل أشكاليات عديدة.. ويسهل أمورا بلغت من التعقيد ما يصعب حلها.. خاصة فيما يقبل الاجتهاد.. فالاجتهاد وليد مكانه وعصره.

- من أين نبدأ بناء وعى المواطن وإلى أين ننتهى؟

عملية بناء الوعى لا تتم على أرض ممهدة بل فى ظل تحد خطير وظروف غير عادية.. فهناك من يحاول سرقة الوعى أو تزييفه أو اختطافه أو تجريفه.. فنحن لا نبدأ بناء الوعى على أرض مستوية ويجب علينا أن نمهد الأرض قبل زراعتها.

- لماذا لا تجمع الدراما بين الواقع والمأمول؟

الدراما احدى قوى مصر الناعمة.. وستظل كذلك خاصة وانها تشهد فى الآونة الأخيرة تطورا وتنوعا حقيقىا فى تناول القضايا المختلفة.. وعليها فى ظل ذلك أن تعمل على الارتقاء بالذوق العام لا تستسلم للعشوائية.. عليها أن تستخدم الفاظا ومصطلحات تعلو وتسمو بالمجتمع وبسلوك المواطن وتحد من الألفاظ السوقية البذيئة.

هل نأخذ لقاح كورونا؟ وأى نوع نأخذ؟

هذا السؤال يواجهنى به المقربين.. وفى الحقيقة بحثت فى الأمر كثيرا ولكنى وجدت أن الاجابات عديدة ومتضاربة أحيانا ولا تمكن المواطن العادى من اتخاذ قراره فى هذا الشأن. ولانها تصدر من متخصصين وخبراء تجعلنا نشك فى المصل بل نتخوف منه.. وتجعل لسان حال معظمنا "الفيروس أرحم من اللقاح".. فالفيروس عرفنا ديته إما يصيبنا ونشفى وقد يترك أثرا لبعض الوقت أو نموت ونرتاح.. أما اللقاح فلا نعرف له توجها ولا مدى فاعليته فى مواجهة تحورات الفيروس، ومن ثم أثره على الإنسان فى المستقبل.
وهو اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفهوش.

على فكرة أنا سوف احرص على أخذ المصل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة