المصاطب تساهم فى رفع مستوى الإنتاجية
المصاطب تساهم فى رفع مستوى الإنتاجية


البركة فى قمح المصاطب

«المصطبة» توفير 1.5 مليار متر مكعب مياه سنويا بزراعة 3 ملايين فدان

مصطفى علي

الإثنين، 11 يناير 2021 - 11:19 م

منذ سنوات طويلة، كانت "المصطبة" مرتبطة بالبيوت الريفية، توفّر تواصلا اجتماعيا فريدا من نوعه، وتستضيف اجتماعات الأهالى بعيدا عن الجدران المُغلقة. تغيّر الزمن واختفت المصطبة، ولم تعد معروفة لأبناء الأجيال الجديدة، الأكثر ارتباطا بمصاطب إليكترونية، لا تحتفظ بمزايا نظيرتها القديمة.

مؤخرا قررت وزارة الزراعة إحياء فكرة المصطبة، ليس لاستخدامها فى الجلوس وسط الحقول، لكن لاستضافة المحاصيل الشرهة، بهدف ترشيد استخدام المياه، ورفع مستوى الإنتاجية. وبالفعل بدأ تطبيقها فى زراعة القمح، بتقسيم الحقول إلى خطوط متوازية، وتوسعت فيه عاما بعد عام، مما ساعد فى توفير المياه والتقاوى، فضلا عن زيادة جودة المحصول.

ويؤكد د. محمد عبدالعال رئيس قطاع استصلاح الأراضى بالوزارة أنه تم تطبيق التجربة فى محافظة الفيوم، مما ساهم فى زيادة الإنتاجية وتوفير معدل التقاوى المستخدمة فى زراعة القمح، بنسب تتراوح بين 25 و40%، بالإضافة لتوفير 25% من مياه الرى، وزيادة كفاءة استخدام الأسمدة خاصة السماد الآزوتى، حيث تقل عملية غسيل السماد نتيجة إحكام الرى، وانخفاض كمية المياه المستخدمة، مما يؤدى إلى استغلاله بشكل أمثل.

وأضاف "عبدالعال" أن الزراعة على مصاطب تؤدى إلى انخفاض فرص مرض رقاد القمح بعد الرى فى حالة هبوب الرياح، ويزداد حجم السنابل ووزن الحبوب، مما ينعكس على الإنتاج الكلى، نظراً لانخفاض كمية التقاوى المستخدمة، كما يزداد التفريع.

وأشار إلى أن هذا النظام يتم من خلال مواصفات علمية وفنية دقيقة، إذ يصل عرض المصطبة إلى 120 سنتيمترا، ويُزرع بواقع 7 خطوط قمح على المصطبة الواحدة، وتُروى هذه الخطوط عن طريق "النشع" المتتابع، مما يقلل من استهلاك المياه، لأن مياه الرى تجرى فى الخطوط فقط.

ويوضح د. صلاح عبدالمجيد - الأستاذ بمركز البحوث الزراعية - أن الزراعة على مصاطب تؤدى للحصول على إنتاج وفير من المحاصيل، يفوق ما يتم الحصول عليه بوسائل الزراعة التقليدية. كما تساهم فى ترشيد المياه، ويقول: بفرض أنه تم توفير 500 متر مكعب من المياه للفدان، فهذا يعنى أن تطبيق التقنية بشكل صحيح يعنى توفير 1.5 مليار متر مكعب من المياه عند زراعة 3 ملايين فدان قمح فى الموسم الواحد، فضلا عن أن الوقت اللازم لرى الحقول المزروعة ينخفض إلى النصف، مما يساهم فى توفير أجور العمالة وكميات الوقود بماكينات رفع المياه.

وأشار إلى أن المزارعين الذين استخدموا "المصاطب" أكدوا أنهم يحصلون على محصول يتراوح بين 26 و29 أردبا للفدان، بدلا من 23 أردبا على الأكثر فى الزراعة التقليدية، وتتيح هذه الطريقة للمزارع فرصة المرور بين المصاطب، والتعرف على الإصابة بالحشائش وأنواعها، واكتشاف أية إصابات حشرية أو الإصابة بالأصداء، مما يساعد فى سهولة نزع الحشائش الضارة باليد، ورش المبيدات الفطرية والحشرية.

وأكد أن كميات الإنتاج تتزايد، لأن المسافات بين المصاطب تعطى مساحة أكبر للنبات للتفريع وإنتاج سنابل ذات حجم كبير، كما تساعد قلة التقاوى وطريقة الزراعة فى دخول أشعة الشمس إلى التجمعات النباتية، ورفع كفاءة التمثيل الضوئى وانتقال العناصر الغذائية من التربة والأوراق والسيقان إلى السنابل، وبالتالى الحصول على حبوب ذات وزن أكبر.

80% من المزارعين الذين استخدموا هذه الطريقة استمروا عليها، لأنهم اقتنعوا بها، أما النسبة الباقية فواجهوا عائق كيفية إقامة المصاطب، لذا تم التسهيل عليهم بأن يتم الزراعة بطريقة التسطير بالسطارة العادية أولا، ثم إقامة المصاطب بالخطاط العادى على أن تكون المسافة بين أسلحة الخطاط 120 سم.

ومن جانبه أكد الخبير الزراعى مهندس محمدى البدرى أن الزراعة على مصاطب تستخدم بنجاح خصوصا فى زراعات القمح، لأنها تحمى القمح من الرقاد وتعمل على زيادة عملية التفريع، خاصة عند وجود ملوحة بالتربة أو المياه، وهناك اتجاه كبير حاليا من المزارعين لزراعة أصناف عديدة من الخضراوات والمحاصيل المختلفة على مصاطب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة