الثلاثاء، 12 يناير 2021 - 10:24 م

تستعد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتطبيق خطة تطوير التعليم الفني تحت قيادة الدكتور محمد مجاهد نائب وزيرالتعليم، والتي تستهدف تحويل مناهج التعليم الفني إلى نظام الجدارات على مدى السنوات الدراسية الأربعة القادمة، حيث أكد الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون التعليم الفني، في تصريحات خاصة لـ «بوابة اخباراليوم»، انه سيتم الانتهاء من تحويل كافة مناهج التعليم الفني وفقا لمنهجية الجدرات فى بداية العام الدراسي 2024/2025.

واشار د.مجاهد، إلى أن الوزارة انتهت بالفعل من تحويل مناهج 48 مهنة إلى نظام الجدارات، 36 مهنة فى سبتمبر 2019 بالاضافة إلى 12 مهنة فى سبتمبر 2020، موضحا أنه يتم تطبيق هذه المناهج المطورة فى عدد 105 مدرسة فنية من اجمالي 1200 مدرسة تعليم فني سيطبق بهم نظام الجدارات تدريجيا خلال السنوات القادمة، مؤكدا انه يتم التركيز فى نظام الجدارت على اكتساب الطالب المهارات المهنية المطلوبة فى سوق العمل .

وقال نائب الوزير، أنه حتى يحقق تحويل المناهج إلى نظام الجدارات أهدافه، ويظهر تأثيره الإيجابي على خريجي التعليم الفني المصري، لابد من تحقيق عدة عوامل هامة علي رأسها، ضرورة توفير التمويل الكافي لشراء خامات التدريب لكل طلاب التعليم الفني الذي يزيد عددهم حاليا عن 2 مليون طالب، ومن الجدير بالذكر أن معدلات تمويل توفير خامات التدريب للطالب الواحد سنويا مازالت على مستوياتها منذ عشرات السنين، وبالتالى أصبحت قيمتها الشرائة غير كافية لتوفير الخامات خاليا.

 وقد أثبتت الدراسات التي قام بها قطاع التعليم الفنى انه يجب مضاعفة معدلات التمويل الحالية لتوفير الخامات من 6-7 مرات على الأقل حتى يمكن ضمان وجود الخامات الكافية فى كل مدرسة تعليم فنى، ويقدر إجمالى التمويل المطلوب للخامات لكل طلاب التعليم الفنى حاليا حوالى 280 مليون جنيه سنويا بينما يبلغ مايتم توفيره لهذا الغرض مبلغ 45 مليون جنيه فقط، وهو مالا يكفي لتوفير خامات التدريب، ويعد هذا احد الأسباب الرئيسية في انخفاض مستوي الخريج وعدم اكتسابه للمهارات التي يتطلبها سوق العمل.

واضاف، ويجب ضرورة تغيير نظام الامتحانات العملية المتبع حاليا في السنة النهائية، من امتحان تقليدي يمتحنه الطالب فى مدرسته إلى امتحان يهدف إلى التحقق من اكتساب الطالب للجدارات المخططة المطلوبة، على أن يجري هذا الامتحان عن طريق جهة مستقلة عن وزارة التربية والتعليم التي تقدم الخدمة التعليمية، ونحن ندرس آليات عقد هذا الامتحان العملى المجمع حاليا وسنطبفه فى نهاية العام الدراسي الحالى على طلاب ثلاث مدارس للتكنولوجيا التطبيقية سيتخرجون فى نهاية هذا العام الدراسي.

وتابع د.مجاهد ، قائلا " نأمل في احداث زيادة مضطردة فى ميزانية وزارة التربية والتعليم ونسبة المخصص منها للتعليم الفني حتي نستطع القيام بالتطوير والاصلاح وتطبيق نظام الجدارات، وتغيير نظام التقييم ليصبح أكثر مصداقية، وتخفيض كثافة الطلاب في الفصول، وهو ما نعمل عليه حاليا بجدية، ونأمل أن يكتمل هذا التحول مع بدء العام الدراسي 2024/2025"

ولفت د.مجاهد ، إلى أن الانتهاء من تحويل مناهج 48 مهنة الى منهجية الجدارات وتطبيقها فى 105 مدرسة فى بداية العام الدراسيى 2020/2021، وسيصل عدد مناهج المهن المطورة الى منهجية الجدارات الى 88 منهجا يتم تطبيقها فى عدد 405 مدرسة قى بداية العام الدراسي 2021/2022.

واضاف د.مجاهد ، انه من المستهدف طبقا للخطة تحويل مناهج 130 مهنة الى منهجية الجدارات واكتمال تطبيقها فى 900 مدرسة فنية فى بداية العام الدراسي 2022/2023، ويتم تباعا فى الاعوام الدراسية التالية بناء مناهج المهن المستحدثة المرتبطة باحتياجات سوق العمل وتطبيقها فى بقية مدارس التعليم الفنى خلال عام 2023/2024، ليكتمل تحويل مناهج كل المهن وتطبيقها فى جميع المدارس خلال العام الدراسي 2024/2025.

وأضاف نائب الوزير أن عدد مدارس التعليم المزدوج التى تطبق منهجية الجدارات منخفض جدا حاليا، وتخطط الوزارة للتوسع تدريجيا فى هذا التطوير ليكتمل التحول والتطبيق لمناهج 60 مهنة فى التعليم المزدوج خلال العام الدراسي2023/2024.

واوضح نائب الوزير، أن قطاع التعليم الفني يدرس حاليا أحداث تغيير جذري في أسلوب تقييم طلاب التعليم الفني من حيث طريقة الامتحانات العملية لتصبح متوافقة مع المناهج المبنية بنظام الجدارات، مؤكدا على أن عدم قدرة الطالب على اثبات اكتسابه للجدارات المطلوبة يعني عدم حصوله علي شهادة الدبلوم، وعدم تخرجه حتى يثبت اكتسابه للجدارات المطلوبة في المهنة، مشيرا الي أن تقييم الطالب فى التعليم الفنى يعتمد فى الأساس علي اتقان المهارات العملية، فضلا عن كل طالب يطور خلال سنوات دراسته مايسمى بملف الانجاز الذى يسجل فيه الطالب كافة الانشطة والمشروعات العملية التى انجزها الطالب خلال سنوات الدراسة الثلاث.

وأضاف د. مجاهد أنه بعد تحويل مناهج التعليم الفني لنظام الجدارات سيحصل طالب التعليم الفني عند تخرجه على شهادتين " شهادة امتحانات تحريرية وشهادة اخري بقائمة الجدارات التي اتقنها الطالب" ، موضحا أن هذه الشهادة المهنية تمكن الطالب من الحصول على عمل في اي مكان في العالم ، خاصة بعد اعتمادها من قبل الهيئة الجديدة التي نعمل علي انشاؤها حاليا لضمان جودة برامج التعليم الفني والتقني .

واستدل د.مجاهد ، علي ذلك بأن هناك ٣ مدارس تكنولوجية تطبيقية سيتخرج منها طلاب فى نهاية هذا العام الدراسي في تخصصات مختلفة ، لافتا الي أن طلاب هذه المدارس سيتم امتحانهم وتقييمهم بطريقة مختلفة عن السنوات السابقة بواسطة جهات مستقلة عن وزارة التربية والتعليم وسيشارك فى الامتخان ممثلون للصناعة المختصة ، وطلاب بعض هذه المدارس سيتم اعتماد شهاداتهم من قبل الغرفة الالمانية للتجارة والصناعة ليكون الخريج المصري مناظرا للطالب المناظر في جمهورية ألمانيا الاتحادية ، مشيرا الي ألمانيا تعد من الدول المتقدمة اقتصاديا حيث تعد الدولة الرابعة علي العالم تقدما في الصناعة والاقتصاد واقتصادها رقم واحد في اوروبا .

واوضح نائب الوزيرللتعليم الفني ، ان لكل طالب ملف انجاز يدون به كل شيء ، لافتا الي ان هذا الملف يمكن تشبيهه بالكشكول الالكتروني للطالب يحتوي علي كل الانشطة العملية التي مارسها الطالب داخل المدرسة منذ الصف الاول الثانوي الفني وحتي التخرج ، وبعض الطلاب سنطالبهم بكتابته ورقيا بخط ايديهم.

 كما سيسمح للطلاب بتحميل بعض المواد الالكترونية عليه كالفيديوهات الخاصة به اثناء ممارسته الانشطة العملية حتي يثبت الطالب انه قام بكل هذه الانشطة العملية بنفسه ، اضافة لذلك انه يتم التحقق من ذلك باكتساب الطالب للمهارات والمعارف من خلال امتحان الطالب امتحانا عمليا في شهادة الدبلوم " الصف الثالث الثانوي الفني".

ويمكن أن يصل وقت هذا الامتحان الى 3-4 ساعات يختبر الطالب خلالها في مجمل الجدارات التى اكتسبها بما فيها السلوكيات والمعارف والمهارات المهنية، ويمكن ان يتضمن الامتحان جزء شفوى للتأكد من اتقان الطالب للمعرف المرتبطة بالمهارات المهنية، مؤكدا أن رسوب الطالب فى الجدارات يعني عدم حصوله علي شهادة الدبلوم ، مشيرا الي ان تقييم الطالب فى التعليم الفنى المطور يعتمد بصفة أساسية على اتقان المهارات المهنية

وقال نائب الوزير لشؤون التعليم الفني ،ان خطة إصلاح التعليم الفنى" نحو تعليم فنى جديد فى مصر"، تستهدف الوصول بعدد مدارس التكنولوجيا التطبيقية بحلول العام الدراسي 2022/2023 إلى 40 مدرسة والى 100 مدرسة على الاقل بحلول عام 2030 ،موضحا انه تم اطلاق مبادرة إنشاء شبكة من مدارس التكنولوجيا التطبيقية فى سبتمبر عام 2018 ، كنموذج جديد للتعليم الفنى المطور، موضحا أن النموذج يرتكز على الشراكة بين الحكومة متمثلة فى وزارة التربية والتعليم وأحد مستثمري القطاع الخاص وأحد مؤسسات ضمان الجودة، وتهدف هذه المدارس الى حصول المدرسة وخريجيها وبرامجها الدراسية على الاعتماد الدولى ، وقد تم إنشاء 3 مدارس للتكنولوجيا التطبيقية فى سبتمبر 2018، كما تم إضافة 8 مدارس فى سبتمبر 2019، وتم إضافة 5 مدارس أخري فى سبتمبر 2020، ليصبح الإجمالي الحالى 16 مدرسة للتكنولوجيا التطبيقية، وهناك خطة لزيادة عدد مدارس التكنولوجيا التطبيقية تدريجيا وانتشارها جغرافيا الى مختلف المحافظات بشكل مستمر.

واشار نائب الوزير ،الي ان تجربة الدول التي سبقتنا في التقدم الاقتصادي اكدت علي ضرورة توفير فنيين مهرة للمستثمر، حيث أن هذا يساعد علي زيادة الاستثمار الاجنبي المباشر للتمكن من احداث تنمية اقتصادية في مصر ، فيجب ان يكون لدينا فنيين مهرة والمهارة ليست بالمعرفة فقط ، ولكن لابد ان تكون المهارة مرتبطة بالمعرفة ومرتبطة أيضا بالسلوكيات ، وهذا هو نظام الجدارات الذي هو عبارة عن مجموعة من المعارف والمهارات والسلوكيات .
وكشف د.مجاهد، اننا رصدنا شكاوى رجال الصناعة فى السنوات السابقة من خريجي التعليم الفني، من أن الخريج قد يتقن المعارف لكن ليس لديه المهارات، أى أن مكونات الجدارة غير مكتملة وبالتالي فان تحويل مناهج المهن المختلفة الى منهجية الجدارات سيعالج هذه النواقص، كما تم رصد شكاوى أخرى عن مدي التزام الطلاب فى مواعيد العمل والحفاظ على البيئة والالتزام بقواعد الصحة المهنية.

 هذا مكون مهم فى نظام الجدارات فاتقان المهارات والمعارف فقط لايكفى لتكوين الفنى الجيد وانما لابد ان يكون لدى الطالب السلوكيات المرغوبة فى اداء المهنة، ا ،وهذا الامر يستلزم تغيير طريقة تقييم الطالب من حيث تطوير الامتحان العملي بحيث يكون الامتحان مجمع يمتحن فيه الطالب في مكونات مجمل الجدارات التي درسها خلال السنوات الدراسية الثلاث، كما أنه سيتم تقييمه من قبل جهة مستقلة وليس الجهة التي تدرس له حتي يكون هناك مصداقية في عملية التقييم.

وأكد نائب الوزير لشؤون التعليم الفني، انه يجب أن يكون لدى الطالب معرفة كافية لاتقان المهارة بشكل جيد، وأيضا سلوكيات محددة كالحفاظ على البيئة والسلامة المهنية والالتزام بالمواعيد واحترام الوقت والصبر، وبالتالي كلمة الجدارات تعني مجموعة المهارات والمعارف والسلوكيات التي تؤهل الطالب لاتقان المهنة .

اقرأ ايضا| ثقافة المنيا تنظم ورشة فنية لرسم الملامس المختلفة بالرصاص