أسامة الأزهري
أسامة الأزهري


قصور فى الحجة وفقر فى المنطق

بعد أن فقد الحوار آدابه.. معارك «المشايخ».. إسفاف وسب وقذف

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 13 يناير 2021 - 04:34 ص

كرم من الله السيد


كل من يقف على آداب الإسلام وأخلاقياته في الحوار، يدرك أن ديننا الحنيف يرتقى بأدب الحوار بين الناس، حيث يعلمنا كيف نتحاور بأدب، وكيف نختلف من دون شجار، وكيف نتجنب النزاع الذى ينتهى بنا إلى إفساد علاقات المودة والرحمة، وإهدار فرص التواصل والاتفاق على ما يحقق صالح الدين والوطن بعد رصدنا لنقاشات ساخنة كان أكثرها حدة بين الدكتور احمد كريمه والشيخ مظهر شاهين في الفترة الأخيرة نرصد في هذا التقرير ردود أفعال العلماء عن ثقافة الاختلاف في الرأى.


فى البدايه يؤكد الشيخ أسامة الأزهرى مفتى هاتف بدار الإفتاء أنه إذا كان من حق الإنسان أن يكون له رأيه الخاص ووجهة نظره المستقلة، فعليه أن يعطي هذا الحق ذاته للآخرين، فيحترم آراءهم ويستمع إليهم وهم يمارسون حقهم في الدفاع عن وجهات نظرهم بكل احترام وتقدير، وهنا لا يجوز لإنسان، مهما كان علمه وفكره وثقافته، أن يضيق صدراً بالآراء المخالفة لرأيه، سواء في الأمور الدينية أو أمور الحياة العادية، ولا يجوز لطرف من الأطراف أن يدعي لنفسه امتلاك الحق المطلق، وعلى الجميع أن يتذكر قول الإمام الشافعي وهو يجسد أرقى صور التسامح الفكري واحترام آراء المخالفين: «رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب» إن واجب العلماء والمفكرين ودعاة الإسلام أن يكونوا قدوة ومثلاً في الحوار، وأن يعلموا الأجيال الجديدة كيف تتحاور من دون شجار، وكيف تختلف في إطار أدب الإسلام وأخلاقياته الرفيعة، وأن يرفضوا المشاهد المؤسفة لحوارات بعض المثقفين والمفكرين، حيث يمارسون إسفافاً في حواراتهم ومناقشاتهم، وكثيراً ما تحدث مشادات عنيفة تخرج بهم عن نطاق الموضوعية، وربما يتطور الأمر إلى تماسك بالأيدي بين الأطراف المختلفة في الرأي، لأن كل جانب يريد فرض رأيه بشتى السبل. ولا يقتصر ذلك على المشتغلين بالسياسة والشأن العام فقط، بل ينسحب على شريحة لا يستهان بها من المشتغلين بالفكر والثقافة بصفة عامة، حيث يصل الأمر في أحيان كثيرة إلى حد الخروج من مناقشة الفكر بالفكر إلى الشتائم والتجريح الشخصي الذي لا صلة له بالنقاش الموضوعي. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على ضحالة في الفكر وقصور في الحجة وفقر في المنطق، وهذا سلوك لا يليق بالإنسان عموماً، ولا يليق بمسلم على وجه الخصوص، حيث أدبنا الإسلام بأدب الحوار، ولا ينبغي أن نفرط في ذلك.


ما أحوج المسلمين اليوم إلى التأدب بأدب الإسلام في الحوار ليقضوا على ما بينهم من نزاعات، ويحققوا التقارب والتفاهم بينهم، ويثروا حياتهم الفكرية والسياسية، ويسهموا في حل مشكلاتهم الاجتماعية والاقتصادية، كل هذا وغيره مما نشاهده من إسفاف في الحوار بين الناس، في كل مكان تذهب إليه، يؤكد أننا في حاجة ماسة إلى التأدب بأدب الإسلام فى الحوار.


ويقول الدكتور رفاعى أبو زيد كلية الشريعة والقانون حرص الإسلام على الحوار الراقى والتفاهم والتلاقى بين الناس جميعاً، وهذا الحرص لا يعني غياب الاختلاف والتنوع الفكري والثقافي، فالقرآن الكريم وهو دستور حياة المسلمين يقرر أن من طبيعة البشر أن يختلفوا في رؤاهم ومشاربهم ومعتقداتهم وأذواقهم وما يحبون ويكرهون، ولذلك لم يصادر حقهم في الاختلاف، حيث يقول الحق سبحانه: «ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك»، وإن الاختلاف بين الناس لا ينبغي أبداً أن يكون منطلقاً للصراع، أو مبرراً للشقاق والتنابز بالألقاب، وتبادل الإسفاف والإهانات، كما نرى الآن في حوارات كثير من المسلمين، بل يجب أن يكون هذا الاختلاف وذاك التنوع دافعاً إلى التعارف والتآلف بين الناس من أجل تحقيق ما يصبون إليه من تبادل للمنافع، وتعاون على تحصيل الأهداف الإنسانية والاجتماعية، وإثراء الحياة بكل ما هو نافع ومفيد، والنهوض بالمجتمع فكرياً وثقافياً وحضارياً.
 

اقرأ أيضا

أسامة الأزهري يهنئ المستشار حنفي الجبالي لاختياره رئيسا لمجلس النواب


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة