صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


من أخلاق الفراعنة.. الانحناء أمام رئيسك سريع الغضب «حتى لو أهانك»

شيرين الكردي

الأربعاء، 13 يناير 2021 - 01:25 م

 

يكشف الباحث الأثري الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية، عن أخلاق المصريين القدماء التي التزموا بها وحثوا غيرهم على التحلي بها؛ ذلك الخلق الفاضل؛ الذي ما انتشر في مجتمع إلا وغشيته المحبة وسادته الطمأنينة، ذلك الخلق الذي بيّن لنا ديننا الحنيف بأن الله يحب صاحبه، فقد روي مسلم في صحيحه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس المنذر: "إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ".

 

فخُلق الحِلم، وتجنب الغضب والقسوة في التعامل مع الآخرين؛ صفات حرص المصري القديم على الالتزام بها، والدعوة إلى التحلي بها.

 

ويجدر بنا هنا أن نذكر حقيقة الغضب من خلال تلك الصورة الأدبية الرائعة التي يُتحفنا بها الحكيم "آمون أم أوبي" عندما يشبه لنا الرجل الحليم بالشجرة المثمرة؛ والرجل الثائر بالشجرة اليابسة؛ فيقول: ولكي يكون المرء كاملا؛ عليه أن يظهر دائما باحتشام ورقة وتواضع، فالشخص الثائر كالشجرة التي تنتهي بأن تصير وقودا، أما الوديع فهو كالشجرة التي تحمل ثمارا في الحديقة، فلا تسعَ وراء صحبة الثائر ولا تقترب منه لمبادلته الحديث.

 

 

كما ينصح أمون أم أوبى ابنه أيضا بأن يكون سلوكه طيبا أثناء حدوث مشاجرة، فيقول: في كل مشاجرة ومشادة مع أعدائك لا تضع ثقتك في نفسك، بل اترك نفسك بين ذراعي الرب فصمتك سيسقط أعدائك.


بل ينصحه بأن يتصرف بحلم -ربما نراه غير مقبول -حتى مع رئيسه الغاضب؛ فيقول: عليك أن تنحني أمام الرئيس سريع الغضب حتى ولو أهانك فإنه سيصلح الأمر في اليوم التالي.

 

إقرأ أيضاً | نصيحة فرعونية .. كيف تهدأ من رئيسك الغاضب ؟

 

كما نرى الملك خيتي – أحد ملوك الأسرة العاشرة – ينصح ابنه مري كا رع، بأن يتحدث في لطف؛ لأن الكلام أقوى من العراك، كما يحثه على التعامل بهدوء وتأني مع الرعية وأن لا يقسو عليهم، ويحذره من معاقبتهم بقسوة، فيقول: لا تقتل فإن ذلك لن يكون ذا فائدة لك بل عاقب بالضرب والحبس فإن ذلك يُقيم دعائم هذه البلاد، إلا من يثور عليك وتتضح لك مقاصده فإن الرب يعلم خائنة القلب، والرب هو الذي يعاقب أخطاءه بدمه، لا تقتل رجلا إذا كنت تعرف مزاياه.

 

في حين نرى الحكيم بتاح حتب؛ يدعو ابنه أيضا إلى التأني والهدوء، ويحذره من اتباع الهوى؛ ويبين له عاقبة ذلك؛ فيقول: ينساق الفتى إلى الإثم والعقل ينهاه، فلا تفعل الإثم فالإثم عار، وانقذ نفسك من تأنيب الضمير كل نهار، ومن أطاع هواه انتهى إلى الثمن دون سواه.
كما يدعوه إلى البشاشة والسماحة وتجنب مواطن الغضب والشجار، فيقول: كن سمح الوجه ما دمت حيا، فإن ما يخرج من الشونة لن يعود فيدخلها، واتقِ الشجار بين الناس.

كما يحذره من جحود القلب وقسوته، خاصة مع أهله وأقاربه؛ فيقول: لا تقس قلبك حين القسمة، ولا تبتغ ما لا يخصك، ولا توغر قلبك إزاء أقاربك، فإن التماس الوديع أجدى من تصرف العنيف، وإنه لتافه ذلك الذي يستأسد بين أهله وهو محروم من حصائد الحكمة، وإذا أحببت أن يجمُل سلوكك، وأن تبرئ نفسك من كل سوء، فاتق لحظة جحود القلب، فإنه داء وبيل مستعص، يعكر صفو الصديق الصدوق، ويُسيء الآباء والأمهات والأخوال، ويُطّلق زوجة الرجل، إنه مجمع كل الشرور، وعيبة كل ما يعاب، أما قاسى القلب فلا مثوى له.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة