د. عبد العزيز النجار و د. عبدالله النجار ود. عبد الغني هندي
د. عبد العزيز النجار و د. عبدالله النجار ود. عبد الغني هندي


المواطنة حق وحياة| ما بين القبول والمنع.. أزهريون عن دراسة الأقباط في الأزهر

أحمد الشريف

الأربعاء، 13 يناير 2021 - 02:20 م

◄| د. عبد العزيز النجار أحد علماء الأزهر الشريف: غير مسموح لغير المسلمين الالتحاق بالأزهر

◄| د. عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: دراسة الأقباط في الأزهر أو دراسة أزهري في معاهد تابعة للكنيسة.. أمرا ليس ممنوعا

◄| د. عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية: لو جاء مسيحيو العالم أجمع للدراسة في الأزهر.. فأهلا وسهلا ومرحبا

 


الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره، وتحمل أمانة الرسالة الاسلامية إلى كل الشعوب، وتعمل على اظهار حقيقة الاسم وأثره في تقدم البشر ورقي الحضارة وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس في الدنيا وفي الآخرة.

 

 كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمي والفكري للأمة العربية، وإظهار أثر العرب في تطور الإنسانية وتقدمها، وتعمل على رقي الآداب وتقدم العلوم والفنون وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والقيم الروحية، وذلك وفق القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها.

 

وتشمل جامعة الأزهر العديد من الكليات الدينية التي تختص بدراسة الإسلام، لكن هناك بعض الكليات المدنية؛ مثل كليات التجارة والزراعة والعلوم والهندسة والطب والتجارة والصيدلة واللغة العربية واللغات والترجمة، لنطرح سؤال: لماذا لا يدخل مسيحيون تلك الكليات المدنية؟ وهل يسمح لأزهريون بالدراسة في المعاهد القبطية؟.. لتحقيق مزيدا من التقارب بين قطبي الأمة وإرساء قواعد المواطنة بمفهومها الشامل..

 

طلب قديم وغير مسموح
د. عبد العزيز النجار أحد علماء الأزهر الشريف، قال في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن مطالب دراسة الأقباط في الأزهر قديمة وسبق وأن تم طلبها من الإمام الراحل الشيخ محمد سيد طنطاوي رئيس الأزهر السابق، وكان رده: «يحفظوا القرآن، ويجوا»، لأنه شرط حفظ القرآن، للدراسة في الأزهر.

 

وأضاف النجار، أنه غير مسموح لغير المسلمين الالتحاق بالأزهر، لأنها تخرج دعاة، وحين تم فتح الدراسة بالكليات العلمية تم الاشتراط أن يكون خريج الثانوية الأزهرية، بخلاف حفظه للقرآن كاملا، وأن يكون درس فقه وحديث وتفسير وشرط أن يكون مسلم، مشيرا إلى أنه ضد فكرة أن يدرس مسيحي في الأزهر، لأن هناك اختلاف عقائد.

 

اقرأ أيضا| المواطنة حق وحياة| أقباط في رحاب الأزهر.. وأزهريون تحت مظلة الكنيسة!

 

الهدف الدعوة
وأوضح النجار، أن الأزهر معني بتخريج دعاة لكل دول العالم، مستنكرا بسؤال: هل حينما يدرس القبطي سيخرج للدعوة للدين الإسلامي وهو مسيحي؟!، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي للأزهر منذ أن تم إنشائه هو تدريس العلوم الدينية والشرعية فقط، واليوم من يتخرجون من الأزهر نعتبرهم دعاه أيضا، مستطردا: ما الحاجة إلى دخول الأقباط إلى الأزهر، فهم لديهم معاهدهم، مؤكدا أن دراسة القبطي في الأزهر ليس لها علاقة بالمواطنة تمام، ولكن المواطنة تتحقق بأن تمارس شعائرك بمنتهى الحرية، لافتا إلى أن هناك تقارب بين مؤسستي الأزهر والكنيسة، وهناك زيارات متبادلة ونتبادل التهنئات في مختلف المناسبات.

 

الدراسة ليست ممنوعة
بدوره، اختلف د. عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مع النجار، وقال في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن دراسة الأقباط في الأزهر أو دراسة أزهري في معاهد تابعة للكنيسة، أمرا ليس ممنوعا، وليس هناك قانون يمنع ذلك، بالدليل أن هناك في مدارس الراهبات هناك مسلمين يدرسون فيها، ولكن الإشكالية أن الأزهر  يشترط دراسة في العلوم العربية والشرعية، والأمر لا يقف عند الأقباط بل حتى ولو كنت مسلما ولكن حاصل على الثانوية العامة، فأنت أيضا لا تستطيع الالتحاق بالأزهر لأنك فاقد للشروط.

 

وبين أنه إذا جاء قبطي وانطبقت عليه الشروط، من حقه أن يدخل جامعة الأزهر، لأنه ليس هناك موانع أو مساس بالمواطنة، مشيرا إلى أنه من ضمن رسائل الأزهر أن يصل العلم للجميع، وسبق وأن احتضن الأزهر رواق كان يسمى رواق الأقباط، كان يدرس فيه الأقباط بعض العلوم الإسلامية، ولو قدر الآن أن هناك من الأقباط من يريد أن يدرس في الأزهر سيتم الترحيب به من الجميع، المهم أن تنطبق عليه الشروط، مبينا أن الرواق تم إغلاقه عام 1918 من قبل الإنجليز وليس من الأزهر، لأن أروقة الأزهر قديما كانت تنفق عليه الأوقاف، وحينما جاء الإنجليز في عام 1902 أغلق الأوقاف وبالتالي تم إغلاق الرواق لعدم وجود مصادر للتمويل.

 

وأشار إلى أنه إن لم يستطع الطالب القبطي أن يلتحق بالأزهر لعدم توافر الشروط به، هناك طرق أخرى لتعلم العلوم الإسلامية من خلال كلية آداب أو دار علوم، بخلاف الدورات التدريبية، ففي النهاية هو مرحب به طالما هو يحب أن يدرس ذلك، لكن الشروط هذه شروط عامة الجميع ملتزم بها، مضيفا أن الدراسات التابعة للأوقاف والدراسات الحرة متاحة للجميع، ضاربا مثالا بذلك بحصول الدكتور نبيل لوقا بباوي على دكتوراه في الشريعة الإسلامية والتي أشرف عليها د.محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف السابق.

 

وأوضح أن هناك أزهريون يدرسون في معاهد تابعة للكنيسة ولكنها حالات قليلة ولكن من يرغب في الدراسة يتم الترحيب بذلك، لأننا كأزهريون ندرس دراسات قبطية ومختلف العقائد، بخلاف أنه لا يوجد قانون يمنع ذلك لأن نص قانون 103 لعام 1961 لا يمنع ذلك.

 

العلم متاح للجميع
د. عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، اتفق مع هندي، قال في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن الأزهر له أحكامه وأصوله ومبادئه، والعلم متاح للجميع، ولا توجد أي مشكلة لدراسة قبطي في الأزهر، ولكن المؤسسة تشترط حفظ القرآن الكريم ودراسة الحديث وعلوم القرآن لأنها مواد خادمة لمن سيدعو للإسلام، لكن إن أرادوا التعلم فهذا متاح، مشيرا إلى الأزهر لا يمانع أن يلتحق قبطي للدراسة به طالما انطبقت عليه الشروط، مؤكدا أن ذلك يعد شيئا إيجابيا أن يدرس مسيحيا؛ الإسلام من منابعه، أو مسلم أن يدرس المسيحية من منبعها.

 

وأشار إلى أنه في التقارب الإسلامي المسيحي، كنا نؤكد على أن يعلم دين الآخر من منبعه الأصلي، مستطردا أنه من وجهة نظره أن من يريد أن يتحصل على العلم فذلك متاح وسهل، لافتا إلى أنه لديه كل كتب الفقه المسيحي، ويتأمل النصوص والاختلافات، لأن العلم مثل الغذاء، وهناك اختلاف بين العلم والعقيدة، وأنه حين تقف أمامه نصوص تحتاج للفهم يتواصل مع أشخاص من الكنيسة للاستفسار منها عن النص، لأنه ليس هناك تضاد في النصوص الدينية لأن الخلاف فقط في الفروع.

 

وقال إن البابا كان لديه فتاوى في أحد الجرائد وأنه كان حريصا على أن يقرأ فتاواه في الزكاة والصيام والمعاملات، وكنت اقرأ الفتاوى كلمة كلمة واستفيد منها، مستطردا نحن نقرأ أيضا الفلسفة الأجنبية، فأي شيء متعلق بالعلم نحن ننهل منه، مشيرا إلى أنه لتحقيق آلية لتعاون كامل بين الأزهر والكنيسة وتبادل العلم نحتاج إلى دراسة وتهيئة ثقافية واجتماعية، وليس كل العقول ستتقبل ذلك.

 

وعن تحقيق المواطنة بشكلها الكامل، ومزيد من التقارب بين قطبي الأمة؛ قال النجار: «لو جاء مسيحيو العالم أجمع للدراسة في الأزهر.. فأهلا وسهلا ومرحبا»، متابعا: «لكن الطالب المسيحي سيُظلم لأنه سيدرس ما لا يطيق، والذي تحصل عليه الطالب المسلم منذ المرحلة الابتدائية»، لافتا إلى أنه معظم أصدقائه مسيحيون ويتواصل مع الفقهاء منهم عن المعلومات المتعلقة بالدين المسيحي، لأن العلم متعة، واستفيد منهم، لأن مصدر الأديان واحد، وهناك أسس اتفقت عليها الأديان كالمصالح الضرورية والحالية مثل المحافظة على العرض والمال والحياة، كلها مبادئ متفق عليها في الأديان كلها..

 

اقرأ أيضا| المواطنة حق وحياة| مسيحيون بـ«الجبة والقفطان».. حين كان للأزهر رواقا للأقباط

 


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة