علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


فضفضة

أى حياة تلك؟

علاء عبدالهادي

الأربعاء، 13 يناير 2021 - 07:57 م

عششت فى رأسى الهموم والمخاوف.

مخاوف من كل شىء وأى شىء.

أخاف أن أفتح باب مكتبى أو حتى باب بيتى، أخاف أن أغلق أى شباك، أو لمس أية طاولة أو مكتب، فقد تكون يدا مصابة بفيروس "كورونا" اللعين قد سبقتنى إليها، أخاف من نفسى على أولادى، وعلى من أحب، أو حتى لا أحب، أنه الخوف الذى يصل إلى مرحلة "الرهاب".

أخاف أن أفتح "الفيسبوك"، حتى لا أفاجأ برحيل عزيز جديد.

وكأن "الفيروس اللعين" سوف يهاجمنى عبر شاشة المحمول، البوم ينعق عبر صفحات التواصل الاجتماعى، بعد ان اتشحت باللون الأسود، وتحولت إلى نذير شؤم تنعى لنا كل لحظة أحد أقاربنا أو أحبائنا.

ففى الوقت الذى كنا فيه على وشك إلتقاط الأنفاس والعودة إلى حياة أقرب إلى الطبيعية، رجعنا فجأة إلى المربع صفر، وربما أسوأ، فيروس "كورونا اللعين" يزداد شراسة ويتحور ويتلون حتى يفلت من كل محاولات حصاره ليوقع المزيد من الإصابات.

إنه لا يرحم شيخا أو شابا يافعا، أو حتى طفلا.

لا طعم لأى شيء، لا حماس لنوم أو ليقظة، لا توجد رغبة فى عمل أى نشاط، نال "كورونا" من رغبتنا فى الحياة تماما كما نال من حواس التذوق ودمر الرئة.

أكثر الناس تشاؤما لم يكن يدر بخلدهم أن عاما مر على زيارة هذا الضيف الثقيل للكرة الأرضية ولازلنا نتحدث عن إغلاق بلاد، ووقف رحلات طيران، وتباعد اجتماعى.. وكأننا فى ذروة البدلية، وربما أسوأ.

صحة الإنسان النفسية تبدأ من لمسة يد، وحضن أم وفى "لمة عيلة" الآن نوصى بعضنا البعض بأن نتباعد ففى "التباعد حياة".. أى حياة تلك التى تخشى فيها على أمك فلا تحتضنها وتتنسم أنفاسها؟!!

لا ندوات، ولا مهرجانات، ولا تجمعات من أى شكل، ولا معارض.. إنها حياة بلا حياة!

لم يبق لنا غير الكتاب نتدثر به فى ليل طال واستطال بغير "لقى الحبايب".

كورونا يستهدف أرواحنا قبل أن يستهدف أجهزتنا التنفسية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة