هاني شاكر
هاني شاكر


عقوبات الفنانين.. قرارات جريئة لاحتواء الأزمات و«الوساطة» أكبر من النقابات

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 14 يناير 2021 - 01:37 ص

محمد الشماع

كأننا نشاهد مشهداً في مسرحية «مدرسة المشاغبين» للنجوم عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي والراحل هادي الجيار، حيث يضطر الناظر عبدالمعطي (حسن مصطفى) ومن قبله عبدالمنعم مدبولي، ليأتي إلى فصل المشاغبين لفض لنزاعات التي تنشأ بينهم وبين معلمتهم، أو حتى بينهم وبين بعض، وأحيانًا بينهم وبين الفراش.

مشاهد تلك المسرحية العظيمة التي كتبها بهجت قمر في السبعينيات تحدث تمامًا حاليًا، وتحديدًا على الساحة الفنية، أما أبطالها فهم ممثلون ومطربون ومنتمون للمهن الإبداعية عمومًا، أما الناظر عبدالمعطي، فهو إما أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية ، أو هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية.

لقد حاول أشرف زكي احتواء العديد من المشكلات التي ظهرت في نقابته خلال الفترة الأخيرة، والتي كان أولها قطعًا أزمة محمد رمضان الذي التقط صورًا عديدة مع فنانين إسرائيليين، بل ونشر له فيديو وهو في حفل يحضره إسرائيليون، ويميل رقصًا على أغنية «هافا ناجيلا» وهي نشيد النصر عند الصهاينة.

أشرف زكي حاول الدفاع عن ممثله، ولكنه رضخ للضغط الجماهيري الكبير الرافض لهذا الأمر، وبالفعل اجتمع مجلس النقابة واتخذوا قرارًا بوقف رمضان عن التمثيل، ولكنه بعد فترة اعتذار كبيرة من النجم الكبير، عاد المجلس في قراره من جديد ليكتفي بالفترة التي تم إيقاف رمضان فيها عن العمل، ليعود الأخير إلى تصوير مسلسله الجديد.

زكي حاول أيضًا احتواء أزمة التصريحات التي أدلت بها رانيا يوسف في برنامج عراقي، والتي تحدثت فيها عن مؤخرتها، حيث كشف أنه لا يوجد أي نية لمعاقبتها، وأكد أنه «لن يعقد اجتماع مجلس لإدارة النقابة من أجل فستان أو كلمة»، وذلك بعد أن أعلن فعلاً نيته لعقد الاجتماع، ولكن يبدو أن حدث شيء في الكواليس جعلته يعود عن اجتماعه.

أما آخر الأحداث التي تدخل فيها أشرف زكي، ليظهر وكأنه ناظر في مدرسة المشاغبين هو الخلاف بين باسم سمرة ورحاب الجمل، وذلك بعد أن صرحت الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة أخذ موقف جاد تجاه ما أسمته بـ»الممثل السكران» الذي تشاجر مع كرو عمل بسبب رفضهم لتدخينه «سيجارة حشيش»، الأمر الذي استدعى الرد من باسم سمرة، نافيًا أن يكون هو موضع حديث رحاب، بل وسخر من الممثلة وقال إنه «ميعرفش حد بالاسم ده» رغم أنهما أبطال عمل سينمائي تحت التصوير.

أشرف زكي احتوى بالفعل الخلاف، وجمع الاثنين، والتقطوا صورًا، حيث جلس هو بين رحاب وباسم، وهما يصافحان بعضهما البعض.

الناظر عبدالمعطي ظهر كذلك في نقابة الموسيقيين، ولكن بشكل أكثر حدة وحزم، إذ كان هاني شاكر واضحًا وصريحًا في مسألة إيقاف مهزلة أغاني وحفلات المهرجانات التي تقام لمطربين لم يحصلوا على عضوية النقابة، بل وكان يقوم بنفسه بإقامة دعاوى ضد المخالفين، سواء المخالفين لفظًا أو قانونًا.

أقام هاني شاكر دعاوى ضد حمو بيكا، وعلى الرغم من اعتذار الأخير، ووجود نوايا للاعتراف ببيكا مطربًا، لكن النجم الكبير كان مصممًا على عقاب حمو بالقانون. لا يتدخل هاني شاكر في أي خلاف بين نجوم أغاني المهرجانات، حتى لو وصلت للسب والقذف عبر منصات السوشيال ميديا، ولكنه مثلاً تدخل بقوة في أزمات متعددة تسببت فيها تصريحات شيرين عبدالوهاب، مرة بسبب ماء النيل ومرة بسبب تصريحات تسخر منها في الأوضاع بمصر. وقتها كان مجلس نقابة الموسيقيين يجتمع ليصدر القرار، ثم يخففه في النهاية.

لقد تحول الوسط الفني والغنائي فعلاً إلى ما يشبه بفصل المشاغبين، وتحول كذلك النقيبان إلى ما يشبه نظار هذه المدرسة، يحتويان هذا، ويحاولان صلح هؤلاء، وأحيانًا معاقبة البعض، ولكنهم في النهاية يحتويان الموقف، حفاظًا على أمن واستقرار الكيانين الكبيرين، نقابة الموسيقيين ونقابة الممثلين. 

ولكن الأمر يحتاج في النهاية إلى قانون يُطبق على الجميع، فإن أحد أسباب ما وصل إليه المشاغبون في المسرحية هو عدم العقاب، وهو نفس الأمر الذي أصاب الوسط الفني، فمن يخطيء لا يُعاقب، إلا قليلاً، وهو ما يجعل ظاهرة الشغب تتفشى أكثر وأكثر.

 

اقرأ أيضا

علي حميدة يشكر الرئيس السيسي على سرعة الاستجابة لعلاجه
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة