الخميس، 14 يناير 2021 - 01:49 م

من الشائع أن جامع عمرو بن العاص في القاهرة هو أول مسجد في مصر وقارة أفريقيا، لكن الحقيقة أن مسجدًا يحتل المركز الـ13 في تاريخ المساجد الإسلامية بالعالم هو صاحب هذا الرقم المصري والأفريقي.

مسجد سادات قريش بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية أقامه عمرو بن العاص بعد فتحه لمصر، وسبق جامعه التاريخي في القاهرة بحوالي عامين، وتحديدًا في سنة 18 هجرية.

اقرأ أيضا | حكايات| سر الدماء المتجمدة بأسيوط.. أقدم محكمة في تاريخ البشرية 

حين عبر بن العاص بجيشه سيناء ودخلها بلا مقاومة وصل إلى مدينة بلبيس يوم ١٥ من شهر محرم 18 هجرية الموافق ١٦ يناير عام ٦٤٠ ميلادية؛ حيث فوجئ بأول حصن منيع لجيش الرومان والذي أحاط المدينة بأسوار وأبواب كبيرة يصعب اختراقها فقرر عمرو بن العاص وجيشه البالغ قوامه ٤ آلاف مقاتل محاصرة المدينة وظل مرابطا على بعد ٥ كيلو مترات منها وبالتحديد أمام قريه الكتيبة إحدى قرى مركز بلبيس حاليا.

اقرأ أيضا | حكايات| الترفاس المدفون.. سر السعادة الزوجية بمطروح

وبعد مرور ما يقرب من شهر من الحصار دقت طبول الحرب بين المسلمين والروم ونجح عمرو بن العاص في تحقيق النصر بعد قتال شديد معهم ونجح في دخول بلبيس وأقام أول مسجد في مصر ليؤدي جنوده الصلاة فيه وتم تحديد القبلة بمعاونة 25 صحابيًا من أصحاب رسول الله صلالله عليه وسلم   وتم تسميته باسم سادات قريشا تخليدًا لأسماء الشهداء الذين استشهدوا في المعركة مع الروم وجميعهم من ساد وعظماء قريش.

وقد أطلق على هذا المسجد عدة أسماء أخرى منها (مسجد الشهداء)؛ حيث دفن خلفه 250 شهيدًا عقب معركة الروم والمسلمين كما يطلق عليه مسجد المأمون العباسي.

وسادات قريش من المساجد الأثرية؛ حيث تم تشيده على الطراز الإسلامي القديم ويبلغ مساحته 3 آلاف متر ويضم مجموعة من الأعمدة الرخامية والتيجان مختلفة الأشكال وتم تشييده بطريقة بدائية بسيطة.

وقد تم تجديد وترميم المسجد على يد أحد المماليك الأتراك وهو الأمير أحمد مصطفي الكاشف والذي زوده بمأذنه طولها 15 مترا منقوش عليها مجموعة من الرسومات الهندسية، ويحرص الأهالي مع حلول شهر رمضان من كل عام على تزيين المسجد بالمصابيح الكهربائية والفوانيس الملونة.

ولعل أهم ما يميز هذا المسجد هو وضعه على خريطة السياحة الدينية؛ حيث يزوروه العديد من الشخصيات من دول العالم الإسلامي والعربي خاصة من الهند وباكستان وبنجلاديش والسعودية، لكن تظل زيارة السيدة زينب رضي الله عنها لهذا المسجد وإقامتها فيه شهرا كاملا هي الأشهر على الإطلاق.
أما مدينة بلبيس نفسها، والتي تحتضن مسجد سادات قريش فلها تاريخ متميز عن باقي مدن مصر، فهي أقدم خامس مدينة في العالم وذكرت في القرآن الكريم ودخلها الكثير من الأنبياء الصالحين منهم على سبيل المثال وليس الحصر أنبياء الله إبراهيم ولوط ويوسف ويعقوب وموسى وهارون وعيسي عليهم السلام، كما دخلتها كل السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم والسيدة مريم العذراء.