زكي طليمات
زكي طليمات


زكي طليمات يصف أم كلثوم بـ«طاغية الأنوثة»

الأخبار

الخميس، 14 يناير 2021 - 06:04 م

 

إن أم كلثوم كامرأة لا تقل عن سابقتها طرافة وابتداعًا وجمالًا، وقد يثير ذكر الجمال فى هذا المقام غمزات وابتسامات لدى الجنس اللطيف، ولهذا أبادر وأقول دفعًا لما قد اتهم به من محاباة فى رسم هذه الصورة، ولتقرير حقيقة أظنها تغيب كثيرًا عن أذهان عشاق عيون البقر ومقدرى الجمال بأرطال اللحم والشحم.

أقول اثنين لا يجتمعان "طالب علم وطالب مال" وأعى مقولة حفظتها فيما حفظته أيام كنت فى المدرسة لحفظ الأقوال المأثورة التى تدخل فى باب " العلم نور والصدق منج ".

أم كلثوم

ولكنى علمتنى الأيام بعد ذلك فى كتابها الخالد الخاص بالنساء أن شيئين لا يجتمعان فى كيان امرأة واحدة.. أن تكون مسرفة فى الجمال وأن تكون مسرفة فى خفة الظل، لأن هاتين الصفتين إذا اجتمعتا فى امرأة.. فقد أطلقت الفتنة جامحة عاتية يسوقها الشيطان لتصرع الرجال وتدمى القلوب وتخرب البيوت من غير حساب.

إن الطبيعة الحانية الرحيمة بالرجال خاصة قد تدبرت هذا، وأحسنت التدبير فجعلت من قوانينها فى إخراج المرأة أنه عندما يغلب الجمال وتطغى خفة الدم وتهزل نغاشة الروح والعكس بالعكس وهذا ولا شك من باب التعويض وهو ناموس أزلى فى الوجود.

وليس معنى هذا أن آنسة الفن أم كلثوم ليست على جمال يستهوى الرجال، لا شيء من هذا وليتها كانت هذا.. معنى هذا أن الطبيعة أن ضنت على أم كلثوم فى عطائها من ناحية الجمال ومعالمه المتواضع عليها، وهو تواضع يتغير فى كل حين مثل الأزياء.. فقد أسرفت الطبيعة فى عطائها لها من ناحية الأنوثة والفتنة فهى فى هذا وذاك أسرة فتاكة تتجاوز طاقة المرأة إلى مرتبة الأنثى.

زكى‭ ‬طليمات

«‭ ‬الكواكب» - ‭ ‬‭ ‬1949

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة