الجمعة، 15 يناير 2021 - 02:31 م

النيل الجاري الهادئ بجوار منزل هو الأكبر بالمدينة.. يطل عليه من أكثر من اتجاه.. وصوت مجاديف القوارب بين معدية زفتى وشط ميت غمر.. رحلة الحنطور كل صباح من المنزل في طرف المدينة إلى نهايتها.. مدرسة زفتى، صوت حوافر الحصان على الأسفلت وكلنا سعداء برحلة كل صباح للحاق بطابور العلم، أما العودة فكانت سيرا على الأقدام. 

غارات المحور وأزيز الطائرات المتقطع واللجوء إلى الشاطئ في تجمع أسري نفترش الأرض ونتناول الطعام حتى انتهاء الغارة وصوت صافرة الإنذار. ما أسوأ الحرب.

علقة أمي المتكررة كل عيد بسبب استئجار العجل مع أصدقائي والتوجه من زفتى إلى طنطا، والذهاب لشراء خروف العيد وقصة أمي عن الفداء والكبش العظيم وملابس العيد وتكبيرات الصلاة.. كل ما سبق كلمات كتبها الراحل صفوت الشريف عن نشأته ومشواره على صفحات جريدة «الأخبار» قبل سنوات طويلة.

مرافقة جدتي إلى قرية صفط زريق قرب مركز ديرب نجم لجمع إيجار عدد من الأفدنة، وذكريات النورج والدريس وسنابل القمح وحكاوي الريف ومرافقة عمي لزيارة الأقارب في الصعيد.

اقرأ أيضًا| سر تهديد الملك فاروق لطه حسين قبل حلف اليمين

وعندما اشترينا منزلا للانتقال إليه بالقاهرة في مواجهة الكنيسة البطرسية بشارع الملكة نازلي "رمسيس" حاليا تحولت فجأة الطفولة إلى جد.. كلها أحداث ومواقف كانت في ذاكرة صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الذي قال لم أر أبي في طفولتي ولكن هناك من حافظوا على هدوء الوجدان. جدتي وأمي وشقيقي الأكبر ومكتبة أبي والراديو الذي لعب أخطر الأدوار في هذه المرحلة.

وعن أهم المنعطفات في حياته عندما ترك كلية العلوم إلى الحقوق ثم التقدم للكلية الحربية عام 1949 بعد الموافقة على استثنائه من شهر البلوغ 16 عاما.

وذكر صفوت الشريف أن أمه حلمت بأنه وزيرا للإعلام قبل أن يتحقق هذا الحلم بـ15 عاما .  أما عن أحلامه التي كانت تشغله منذ الطفوله فكان يحلم بان يكون في منصب قضائي كبير كالدكتور السنهوري أو قيادة عسكرية كالفريق عثمان المهدي أو سفير كالدكتور محمود فوزي.

المصدر: مركز المعلومات الصحفية بأخبار اليوم