صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


معاهدة «نيو ستارت».. هل يحقق بايدن أول انتصاراته الدبلوماسية مبكرًا؟

أ ف ب

الجمعة، 15 يناير 2021 - 04:02 م

عندما يتولى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه الأسبوع المقبل، سيكون على إدارته التفاوض بسرعة مع روسيا لإنقاذ المعاهدة الجديدة لخفض الأسلحة الإستراتيجية «نيو ستارت».

وتنتهي صلاحية هذا النص الذي يحد من الترسانتين النوويتين للقوتين في الخامس من فبراير أي بعد 16 يوما فقط على تنصيب جو بايدن، وهي آخر معاهدة كبرى لخفض الأسلحة بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة.

اقرأ أيضًا: أمريكا ترفض مقترحا من بوتين لتمديد معاهدة للحد من التسلح

ومع اقتراب الموعد النهائي، سيتعين على كل من موسكو وواشنطن تقديم تنازلات ووضع الحالة المؤسفة لعلاقاتهما جانبا، وسط خلافات حول معظم القضايا الدولية واتهامات بتدخل في الانتخابات وتجسس وهجمات الكترونية.

وأكدت إلينا تشيرنينكو التي تعمل في صحيفة كومرسانت الروسية وتابعت عن كثب المفاوضات في الأشهر الأخيرة أن الرهان كبير للبلدين.

وقالت لوكالة فرانس برس إن "المعاهدة تحد من احتمال أن يكون أحد المعسكرين مخطئا فيما يتعلق بنوايا أو خطط الآخر، كما حدث مرات عدة خلال الحرب الباردة وأدى إلى أوضاع خطرة للغاية".

ورأى الصحافي فلاديمير فرولوف أن أي اتفاق سيحدد أيضا أولويات الميزانية لسلطتي البلدين، وقال إن تمديدا محتملا للمعاهدة سيحدد "ما إذا كان يجب انفاق مبالغ أكبر من اللازم لشراء الأسلحة النووية بالمقارنة مع قطاع الصحة".

وكان باراك أوباما وديمتري ميدفيديف رئيسا الولايات المتحدة وروسيا حينذاك وقعا معاهدة "نيو ستارت" في 2010 في أوج مرحلة لمحاولة "إعادة ضبط" العلاقات بين الدولتين.

ويحدد النص ب1550 عدد الرؤوس النووية لكل من المعسكرين، وكذلك عدد القاذفات والقاذفات الصاروخية، وهذا يكفي أساسا لتدمير الأرض مرات عدة.

ضغوط وتنازلات

سيكسب جو بايدن الكثير إذا حقق نجاحا دبلوماسيا في الأسابيع الأولى من رئاسته، لكنه يخضع لضغط جزء من الطبقة السياسية الأميركية التي تريد سياسة أكثر حزما تجاه روسيا، وكان ذلك أحد عناصر حملته.

ودعا المشرعون الأميركيون العام الماضي إلى معاقبة روسيا بسبب موجة هجمات إلكترونية استهدفت إدارات وشركات في الولايات المتحدة، ونسبت إلى موسكو، وكانت واشنطن فرضت عقوبات على موسكو في قضايا عدة، إلى جانب تبادل طرد دبلوماسيين.

لكن جيك ساليفان مستشار الأمن القومي للرئيس المنتخب قال في يناير إن بايدن طلب من فريقه البدء في التفكير في تمديد "المعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الإستراتيجية".

وفي موسكو اقترح الرئيس فلاديمير بوتين قبل فترة قصيرة تمديد المعاهدة لعام واحد بدون شروط مسبقة وطلب من وزير خارجيته سيرغي لافروف الحصول على رد "متجانس" من الولايات المتحدة على هذا العرض.

من جهته، صرح آخر رئيس للاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف بطل معاهدات الحد من التسلح خلال الحرب الباردة، خلال الأسبوع الحالي أنه يتوقع أن يمدد جو بايدن معاهدة "نيو ستارت" ودعا المعسكرين إلى "التفاوض على تخفيضات مستقبلية ".

ورأى فلاديمير فرولوف أن روسيا تأمل في تمديد المعاهدة لأنه سيسمح لها بتحديث قواتها النووية بوتيرتها الخاصة من دون الاندفاع إلى سباق تسلح.

وكانت المفاوضات لتمديد المعاهدة بقيت في طريق مسدود لأشهر طويلة في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي طالب بإدراج الصين وهي قوة نووية كبرى أخرى، في الحد من الأسلحة، ولم تبد بكين أي اهتمام بهذا الطلب.

ومع بداية رئاسة جو بايدن، سيزول هذا الشرط على الأرجح.

وقالت تشيرننكو "أصبح هناك راشدون في الولايات المتحدة وعلى الرغم من عناصر المواجهة قد يكون ذلك أحد الجوانب التي ستتمكن موسكو وواشنطن من التوصل إلى تسوية بشأنها".
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة