محمود سالم
محمود سالم


مجرد فكرة

حساسية المايسترو

أخبار اليوم

الجمعة، 15 يناير 2021 - 09:19 م

بقلم/ محمود سالم

 

حساسية المايسترو ودقة الجراح مع قدرات هائلة على الفرز والتحليل لمفردات المجتمع وشخصياته ، مواهب الرسام وأدوات عالم التشريح وغير ذلك من الآليات لابد أن يمتلكها الروائى أو القاص ، والأهم أن يجيد استخدامها ليجعل من رواياته وقصصه كائنات تنبض بالحياة والحيوية والجاذبية .

 

كل هذه الآليات تحتاج إلى قدرات بحثية كبيرة تجعل الأديب يتمكن من الغوص داخل المكنون الفسيولوجى لكى ينجح فى رسم ملامح شخصياته  الخارجية وشرح دوافعهم النفسية أيضا .. هكذا قدم المؤرخ محمد الشافعى لكتاب الأديبة الشابة بسنت عثمان " حواديت مستورة " حيث تقترب من هذا الشكل النموذجى للروائى أو القاص الباحث الذى يبذل جهدا مضنيا فى جمع تفاصيل التفاصيل لشخصياته وموضوعه ، ثم يضع هذا الجهد فى قالب أدبى شديد الجاذبية .

 

وتتسم حواديت مستورة فى مجملها بالإيقاع اللاهث الذى  يعمل على زيادة معدلات الجاذبية والتشويق. وهذا يرجع إلى أن بسنت عثمان تتميز بأنها تحب شخصياتها دون تحيز أو تبنى لمواقفها  . بقى القول أن بسنت عثمان الأديبة لها إسهامات عديدة فى العمل الاجتماعى والمدنى حيث تشغل منصب المدير التنفيذى لمؤسسة عدالة ومساندة والعضو المؤسس لمنتدى الصفوة .. وفى رواية حواديت مستورة تريد القول إن وراء كل بيت حكاية ورسالة ووراء تجارب الآخرين عظات من الممكن أن تحميك من الوقوع وتكرار أخطاء الغير فلا تستهين بتجارب غيرك واستمع إلى النصيحة أكثر من التكبر والاستهزاء . فأغرب ما رأته فى هذا الزمان أن هناك من يصغى باهتمام لسماع الفضيحة ويهرب ويتكبر من سماع النصيحة ، حتى أصبح يأسنا أقرب من تفاؤلنا وشكوانا أكثر من حمدنا وتنمرنا على أنفسنا أكثر من تنمر الآخرين علينا .. تطالبنا بالتعود على غرس الأمل والحب والود حتى وإن انتهى يبقى عطره فى يدك وإحساسه فى حياتك وتأثيره فى مستقبلك .

 

وفى نفس الإطار التفاؤلى لحواديت مستورة وبنفس حساسية المايسترو، إلى أديبة شابة أخرى تدرس فى كلية العلاج الطبيعى وقد نشرت مؤخرا أول تجربة قصصية  قريبة من هذا النمط  أسمتها " بما تبقى من الروح " من خلالها تريد خلود مصطفى القول أنه مهما كنت متعبا ومهما كان قدر الألم بداخلك فقط عليك أن تتظاهر بأنك على ما يرام وأن تبتسم دائما يجب ألا تحزن أو تمر بوقت عصيب يجب أن تظل صامدا مهما كانت قوة الرياح مهما كنت هشا فقط عليك التحمل والصمود يجب ألا تغضب وأن تظهر دائما وكأنك بخير وكأنك لم يعترك ضعف ما فى وقت من الأوقات وكأنك لست بشرا وليس من حقك أن تسقط ولو مرة وكأن ما تطلبه كثير  على شخص مثلك . 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة