د. سمير فرج
د. سمير فرج


فى أروقة السياسة

مشروع مستقبل مصر.. والبرتقال المصري

أخبار اليوم

الجمعة، 15 يناير 2021 - 10:40 م

بقلم/ د‭. ‬سمير‭ ‬فرج

تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسى، الأسبوع الماضى، "مشروع مستقبل مصر" للإنتاج الزراعى، باستصلاح 500 ألف فدان، على امتداد طريق محور الضبعة، فى الاتجاه الشمالى الغربى، لجمهورية مصر العربية، وهو ما يعد فى الحقيقة حلما للمصريين، لعدة أسباب.

 

 أولها: أننا فقدنا جزءاً كبيراً من الأراضى الزراعية الخصبة السوداء، من دلتا مصر، خلال السنوات الماضية، نتيجة التعدى على الأراضى الزراعية، بالبناء عليها، فى أعقاب أحداث 25 يناير. والسبب الثانى يتمثل فى الزيادة السكانية، ووصول تعدادنا إلى 100 مليون مواطن، وما يفرضه من تحد لتدبير احتياجات المواطن المصرى من الغذاء. 

 

من هنا برزت فكرة مشروع مستقبل مصر، الذى يهدف لتوفير منتجات زراعية، بجودة عالية، وأسعار تنافسية، لسد الفجوة الاستهلاكية، ما بين الإنتاج المحلى، والاستيراد، وما يتبعه من ترشيد استخدام العملة الأجنبية، مع توفير الآلاف من فرص العمل للمصريين. ولقد تم اختيار موقع المشروع، لارتباطه وتكامله مع شبكة الطرق الجديدة، وقربه من موانئ التصدير، البرية والبحرية والجوية، بما يسهل انتقال تلك المنتجات الزراعية، سواء لأغراض الاستهلاك المحلى، أو لأغراض التصدير. 

 

ومن الجدير بالذكر أن تنفيذ هذا المشروع يتم باستخدام أحدث المعدات التقنية المتطورة، من أجهزة الرى المحورى، التى تحقق أقل استهلاك للمياه، وإنتاج محصول متميز صالح للتصدير.

 

ولعل أبسط مثال على ذلك نجاح مصر، حالياً، فى تصدير محصول البرتقال المصرى، بطاقة 15 مليون طن فى عام 2020، لتتربع على المركز الأول، عالمياً، فى تصدير البرتقال، متقدمة على إسبانيا التى اعتادت على احتلال ذلك المركز سنوياً، بل وقامت إسبانيا باستيراد البرتقال المصرى لسد احتياجاتها، وهو باكورة نجاح هذا المشروع، والذى يعطى الأمل فى أن تجد محاصيل مصرية أخرى، كالبطاطس والبصل والخضراوات، طريقها للتصدير، قياساً على تجربة زراعة العنب فى محافظة الأقصر، التى تنتج أول عروة للعنب فى العالم، بما يحقق لها مكانة تنافسية، مكنتها من تصدير إنتاجها بأعلى الأسعار. 

 

ومن هنا، وجب الثناء والشكر على هذا المشروع العملاق، الذى يعبر اسمه، "مستقبل مصر"، عن هدفه ومضمونه، فالحقيقة أن مستقبل مصر يزدهر بتحقيق الاكتفاء الذاتى من المنتجات الزراعية، بما يلبى احتياجات المواطن المصرى من الغذاء، وبما يسمح بتصدير الفائض ولما لذلك من آثار إيجابية على نمو الاقتصاد المصرى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة