عبدالله حسن
عبدالله حسن


أضواء

الربيع الأمريكي

أخبار اليوم

الجمعة، 15 يناير 2021 - 11:15 م

بقلم/ عبدالله حسن

سيظل مشهد اقتحام المتظاهرين الأمريكيين المؤيدين للرئيس الأمريكى دونالد ترامب لمبنى الكونجرس الأمريكى يوم السادس من يناير الحالى، لمنع إعلان فوز جو بايدن بمنصب الرئيس خلفا لترامب، ماثلا فى الأذهان لسنوات طويلة خاصة فى عالمنا العربى الذى تعرض لمثل هذه الهجمات الغوغائية .

 

منذ عشر سنوات بدعوى الربيع العربى ونشر الديموقراطية، كانت الولايات المتحدة وراء مخطط إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بدعوى الربيع العربى الذى يغير الأنظمة ويطيح بالحكام من مواقعهم وتعيين حكام جدد يضمنون ولاءهم ويساهمون فى تنفيذ المخطط الأمريكى، وأعرب المسئولون الأمريكيون عن سعادتهم وهم يشاهدون حرق المجمع العلمى فى القاهرة وأقسام الشرطة واقتحام السجون ونهب الممتلكات العامة، ولعلهم يتعلمون الدرس وهم يشاهدون المتظاهرين يقتحمون مبنى الكونجرس ويحطمون نوافذه وينهبون ما بداخله ويتذكرون أنهم كانوا سعداء عندما شاهدوا ماجرى فى مصر.

 

وكان الاعتقاد قد ساد لدى الأمريكيين وبعض الدول الغربية أنه من الممكن أن يكون تنظيم الإخوان المنبثق عن التنظيم الدولى هو البديل للأنظمة القائمة وبالتالى يمكن التعايش معهم وفى نفس الوقت تجنب مخاطرهم لنشر أفكارهم المتطرفة فى المجتمعات الغربية.

 

بدأ الأمريكيون تنفيذ المخطط بغزو العراق لمعاقبة صدام حسين على غزوه للكويت رغم أنه قام بهذه الخطوة بمباركة أمريكية بعد أن أقنعته السفيرة الأمريكية فى العراق أبريل جلاسبى بأن غزوه للكويت شأن داخلى بين البلدين ولا علاقة لأمريكا به، وحين ارتكب صدام هذه الجريمة تزعمت أمريكا حملة قادها الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت جورج بوش الأب لطرد القوات العراقية من الكويت، ثم قامت القوات الأمريكية بغزو العراق وقتلت صدام حسين وأغرقت العراق فى فوضى عرقية واقتصادية وأمنية مازالت تعانى منها حتى اليوم، وكان المشهد فى مصر مختلفا حيث دعمت الجماعات الإسلامية حتى وصل الإسلاميون إلى الحكم وظهرت الفوضى الخلاقة فى مصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها من الدول، وحين خرج ملايين المصريين يعلنون رفضهم لحكم الإخوان ويؤيدون الرئيس عبدالفتاح السيسى لإنقاذ مصر من هذه المخططات حاول الأمريكيون والأتراك تجاهل إرادة الشعب المصرى وطالبوا بعودة الإخوان وشجعوا الجماعات الإرهابية لإحداث الفوضى فى مصر ولكن وقفة شعب مصر على قلب رجل واحد خلف قائده وقواته المسلحة والشرطة أحبط هذه المحاولات وانطلقت مصر فى مسيرة التنمية والتعمير والبناء لتستعيد مكانتها عربيا وأفريقيا وعالميا.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة