الجمعة، 15 يناير 2021 - 11:28 م

مع الانتشار الواسع لشبكة " الإنترنت" وتعدد استخداماتها، بدأت تظهر تأثيراتها على معايير وقيم وسلوكيات المستخدمين لها، وازداد هذا التأثير.

 كما ونوعا بظهور شبكات ومواقع التواصل الاجتماعى التى وجد فيها الأفراد ضالتهم فى تكوين حياة افتراضية خاصة بهم تتسم بالحرية غير المحدودة وما تنطوى عليه من أفكار وآراء وثقافات لا قيود فيها ولا توجيه ولا سيطرة من أحد، وبالتالى تم استيلاد إعلام جديد يتسم بالتفاعلية والفورية والقدرة على التحديث المستمر، وظهور أنماط جديدة من سلوك تعرض الأفراد للمواد التلفزيونية عبر الشبكة.

أدى اندماج وسائل الإعلام التقليدية مع الشبكة إلى إلغاء الحدود الفاصلة بين سمات وخصائص كل وسيلة إعلامية بشكل فاق كل التوقعات، ومع توقع المزيد من الاندماج تشير بعض الدراسات المستقبلية إلى هيمنة ظاهرة المشاهدة الشرهة على حساب الأوقات التى يمضيها المشاهد أمام التلفزيون، وبالتالى تظهر أنماط وسلوكيات جديدة للمشاهدة تعتمد على توظيف خصائص كل من الوسائل التقليدية والشبكة، وكان النتاج الأكبر لهذا التزاوج ظهور التلفزيون الذكى وظاهرة المشاهدة الشرهة، ويشير هذا المصطلح إلى سلوك مشاهدة المحتوى التلفزيونى عبر الشبكة باستخدام أدوات التعرض الجديدة مثل الهواتف الذكية واللابتوب والآيباد.

بات هذا النمط من المشاهدة يحظى بقبول متزايد من جانب العديد من فئات الجمهور لاسيما الشباب والمراهقين، وذلك لما يتميز به من سمات أبرزها قدرة المستخدم على التحكم فى ظروف المشاهدة وأوقاتها، وإشباع رغبة النهم فى التعرض لأكبر عدد ممكن من الحلقات الدرامية والبرامج الترفيهية والأفلام السينمائية، وذلك إلى جانب التخلص من الإعلانات المزعجة التى تتخلل المسلسلات والبرامج عند مشاهدة التلفزيون التقليدي.

فى السابق كان من المعتاد أن يفرض المسؤولون فى التلفزيون جدول البرامج على المشاهدين، أى أن يكون المشاهد هوالطرف الأضعف فى العملية الاتصالية، فهو مجرد متلق سلبى لما يفرضه الجدول البرامجي، ولابد أن يكيف طقوسه اليومية لتتوافق مع هذا الجدول البرامجي. وللحديث بقية.