محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

ترامب يدخل التاريخ مرتين

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 15 يناير 2021 - 11:51 م

الخطرالأكبر الذى يواجه أمريكا بعد اقتحام انصار ترامب مبنى الكونجرس فى 6يناير الحالى ليس كونه محاولة يائسة من ترامب لمنع اعلان فوز منافسه بايدن بالرئاسة وانما يكمن فى " الشعبوية الترمبية" التى سيتركها بعد مغادرته الحكم والتى تحمل أعراض العنصرية العرقية والدينية وتوجيه تهمة "التحريض على التمرد" إلى ترامب وإحالته الى مجلس الشيوخ لمحاكمته وعزله فى ثانى محاولة يقوم بها النواب لعزله ليدخل التاريخ كأول رئيس تجرى محاولة عزله مرتين

البعض شبه اقتحام الكونجرس بصدمة هجمات سبتمبر 2001 ففى الحالتين اهتزت امريكا وذهل العالم لفداحة الحدث وكانت هناك تداعيات واشنطن نظرت إلى الخارج فى احداث سبتمبر وأعلنت حرباً على الإرهاب ما تزال تداعياتها مستمرة واليوم تنظر مذهولة إلى عدو الإرهاب الداخلى ولا تبدو موحدة حول كيفية مواجهته.

 قلة من نواب الحزب الجمهورى وقفوا مع الديمقراطيين لصالح قرار البدء فى إجراءات محاسبة ترامب وعارضه اغلبية الجمهوريين والتى بدت وكأنها محاولة لتمييع القضية ومنع إدانة الرئيس ومحاكمته ليس حباً فيه ولكن دفاعاً عن صورة الجمهوريين حتى لا يكون حزب أول رئيس يحاكم مرتين لعزله والحقيقة ان تصويت مجلس النواب لصالح قرار توجيه الاتهام لترامب تحصيل حاصل لأن محاكمة ترامب ستكون امام مجلس الشيوخ الذى يسيطر على اغلبيته الجمهوريون لكن الاستقطاب الحزبى الشديد الذى اظهرته المناقشات والتصويت ويبعث برسالة خاطئة تشجع الشعبويين ولا تردع المتطرفين الذين تحدوا معقل الديمقراطية بالعالم وهزوا صورة مؤسساتها وستبقى المشكلة التى تواجه امريكا لسنوات قادمة، التيار الشعبوى المتنامى ومعه ظاهرة اليمين العنصرى المتطرف وترامب لم يخترع هذا التيار بل ركب موجته وساهم فى تأجيجه لحساباته السياسية.

هناك من يرى أن الأحداث الأخيرة مؤشر على أن امريكا  تتآكل من الداخل وأنها فى طريق الانهيار وهو رأى لا أتفق معه وأرى فيه شيئاً من المبالغة فمشاكل امريكا موجودة فى ديمقراطيات أخرى بالعالم ولن تنهار على الاقل فى الوقت القريب لكنها تضع بايدن فى مهمة قاسية ومعقدة وسيكون لها تداعياتها التى ربما يعانى منها العالم أو يتأثر بها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة