يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى


فنجان قهوة

الست فاطمة قصة كبيرة

أخبار اليوم

السبت، 16 يناير 2021 - 01:24 ص

بقلم- يسرى الفخرانى

والست فاطمة، ست بسيطة بتشتغل فى الفاعل فى الفيوم، ست صابرة وكريمة وراضية وضحكتها ترد فيك الروح وتعلمك الصبر على الأمل.. ست شقيانة على عيالها، ست مصرية فيها كل كلام الحب يتقال وحِكَم الحياة تتعاد، لما قابلتها من كم سنة كانت قبل الخمسين بشوية بتعافر بآخر شوية عافية، بتشتغل فى مصنع طوب أحمر، ترص طوبة على طوبة وتشيلهم زى قصعة الفلاحة الجدعة على رأسها لغاية مكان خزين الطوب!

صعبة الرحلة.. لكن مافيش اختيارات، صعبة.. لكن الصعب يهون وربنا بيهَوّن على الجدع شيلته.. الست فاطمة بتجرى على " عيلين " كبروا لكن لمشيئة ربنا فاقدين نعمة البصر.. "ايوه انا عملت زى ماانت عملت ".. سكت لما سمعت، حاولت أفهم أستوعب أسأل حجم وعمق ومعنى الرضا ده، إيه نبل وقوة وإرادة الست دى؟ 

 " جوزها مات " قررت تكمل المشوار والرحلة الصعبة لوحدها . فيه حاجات لوفكرنا فيها مش هنقدر نكملها!

انضمت لآلاف الستات الجدعة الصابرة اللى شايلة وساكتة وبتلضم اليوم باليوم علشان المشوار ينتهى على خير نهاية سعيدة.. فاتحة بيت وفخورة بمسئولية عيال كف بصرهم، بس أفرحكم : كانوا وقتها على وش تخرج من الجامعة!

"العيلين الصغيرين كبروا".

لما تسمع الخبر الجميل، وتشوف ملامحها اللى فيها صبر وكرامة وعزة نفس فوق الوصف، هتقول على رحلتها "الله ياست" .

 كانت تقدر تقول لا.

كانت تقدر تصرخ وتهرب من شيلة صعبة ؟ بس هى قررت تبقى لها قصة متفردة مختلفة مالهاش مثيل.. الست فاطمة، اللى بتشتغل على أكل عيشها من الفجرية كل يوم.. نجمة فى فيلم لعاطف الطيب، قطعة موسيقية من قلب سيد درويش، بطلة فى قصة ملهمة ليوسف إدريس .

سيدة وكم من سيدة بسيطة حكايتها حكاية، رحلتها إرادة من حديد، خطواتها صلبة ونظرتها ثابتة وحلمها وحيد لكنه حلم عظيم.. تبدوأيامها متشابهة، طبق الأصل، نفس الملامح، نفس قطفة الأعياد ولمة العيلة الصغيرة على الطبلية " على ماقسم "، لكن لما بتفرح بتفرح من قلبها على كل نجاح يمس القلب ويرد الروح.. فى الرحلة إياك تفتكر أنك بطل وحيد .. فيه أدوار بطولة كتيرة حقيقية مستخبية بعيد عن عنينا وسط البيوت البسيطة والشمس اللى بتميل على ترعة ساعة مغربية.. الست فاطمة واحدة منهم، قصة صغيرة بس قصة كبيرة، البطولة فيها للأمل والإرادة والتحدى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة