الملك« توت عنخ آمون»
الملك« توت عنخ آمون»


تطابق الـ « DNA» بين توت عنخ آمون وأمنحتب الثالث ومومياء

شيرين الكردي

السبت، 16 يناير 2021 - 01:06 م

 

قام فريق مصري على أعلى مستوى بدراسة المومياوات الملكية الموجودة في المتحف المصري بالتحرير وكذلك في عدد من المواقع الأثرية في مصر برئاسة عالم الآثار الدكتور زاهي حواس.

يقول عالم الآثار الكاتب الروائي المصري د. حسين عبد البصير، أن أعضاء الفريق الدكتور يحيي جاد وفريقه المتخصص في الـ «دي إن إيه» أو الحامض النووي، وقام الفريق بعمل عدد كبير من الأبحاث العلمية على مومياوات الفراعنة.

اقرأ أيضا| بعد تفكيكها لمرور موكب المومياوات.. أين ذهبت بوابة المتحف المصري بالتحرير؟

وأعترف العالم كله بأهمية وقيمة هذه الأبحاث الجديدة، وما يهمنا هنا هو ما قام به هذا الفريق البحثي من أبحاث علمية على مومياء الملك «توت عنخ آمون» وأفراد أسرته في النصف الثاني من عصر الأسرة الثامنة عشرة في عصر الدولة الحديثة.

وأوضح «عبد البصير»عندما نشر الفريق مقالة علمية مهمة في عام 2010 وتختص بدراسة الأسرة الثامنة عشرة بناءً على دراسة لمومياوات لأشخاص معروفي الهوية وذلك من خلال الكشوف الأثرية والمعلومات التاريخية، وهي مومياوات النبيل يويا وزوجته النبيلة تويا، والديَّ الملكة العظيمة تي زوجة الملك الشمس أمنحتب الثالث، ومومياء الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، ومومياء الملك الشمس أمنحتب الثالث، والد الملك الموحد أخناتون، بالإضافة إلى عدد من المومياوات التي لم يتم تحديد هويتها قبل ذلك، غير أنه تم فرض نظريات كثيرة لتحديد هويتها دون تقديم أي دليل علمي أثري أو معملي على ذلك.

اقرأ أيضا| حكاية صندوق الشعائر والحروب للملك «توت عنخ آمون»

وقام فريق العمل بإجراء الدراسة عن طريق أخذ عينات دقيقة من عظام المومياوات ثم تم استخلاص الـ «دي إن إيه» منها في صورة نقية، وبعد ذلك تمكن فريق العمل البحثي من تحليل المواقع الجينية المتعددة والخاصة بتحديد البصمة الوراثية للأشخاص.

وأكّد الفريق البحثي على أنه من المعروف علميًا أن هذه الجينات بها اختلافات تكرارية عددية تميز كل شخص عن الآخر، وتمثل في مجموعها بصمة جينية متفردة لكل إنسان.

وأضاف الفريق البحثي أن هذه البصمة الوراثية يتم توريثها بحيث يكون نصفها من الأب والنصف الآخر من الأم؛ أي أنه يجب مطابقة نصف البصمة للشخص كاملاً مع نصف بصمة الأب والنصف الآخر مع نصف بصمة الأم.

وأوضح الفريق البحثي أيضًا إنه توجد بصمة الكرموسوم الذكري (ص) الذي ينتقل من الأب إلى ابنه وإلى حفيده، أي أن تلك البصمة تنتقل عن طريق خط الذكور الأقارب من ناحية الآباء فقط.

وقد توصلت الدراسة التي قام بها فريق العمل البحثي إلى العديد من النتائج التالية، ومنها ما يلي: وجود تطابق في بصمة الكروموسوم الذكري (ص) بين ثلاثة أفراد، وهم الملك توت عنخ آمون، والملك أمنحتب الثالث والمومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر. وعن طريق تحليل البصمة الوراثية والحسابات الإحصائية للنتائج، أثبت الفريق البحثي الآتي بنسب تفوق 99.99%.

وأكّد الفريق البحثي أن يويا وتويا هما والديًّ مومياء السيدة الكبيرة التي عُثر عليها في المقبرة 35 من مقابر وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر، والتي هي الملكة تي من الناحية التاريخية والأثرية.

وأضاف الفريق البحثي أن الملكة تي، صاحبة مومياء السيدة الكبيرة التي عُثر عليها في المقبرة 35 من مقابر وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر، وأمنحتب الثالث هما والدا المومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر؛ إذ أن الملك أخناتون تاريخيًا وأثريًا هو ابنهما؛ لذا فقد قام فريق العمل البحثي بترجيح أن تكون مومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر للملك أخناتون.

وذكر الفريق البحثي أنه قد تعارضت الآراء والأقوال والنظريات التاريخية والأثرية على تحديد هوية الملك سمنخ كا رع، وهل كان هو شخصية حقيقية أم غير ذلك؛ لذا لم يقم فريق العمل بنفي هذه الاحتمالية غير المرجحة في المقالة العلمية بأن تكون المومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر للملك سمنخ كا رع.

وأشار الفريق البحثي إلى أنه قد أثبت أن مومياء السيدة الصغيرة التي عُثر عليها في المقبرة رقم 35 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر هي لابنة كاملة للملكة تي والملك أمنحتب الثالث، وبالتالي فهي شقيقة كاملة للمومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر.

وأثبت الفريق البحثي أن مومياء السيدة الصغيرة التي عُثر عليها في المقبرة رقم 35 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر والمومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر، الملك أخناتون، هما والدا الملك توت عنخ آمون.

وبناءً على تحليل البصمة الوراثية والمعلومات التاريخية المتاحة التي قام بها الفريق البحثي، حدد الفريق البحثي علاقات نسب الملك توت عنخ آمون بثلاثة أجيال تسبقه في أسرته من الوالدين إلى جديه الأعليين، ورسم الفريق البحثي شجرة عائلة الملك توت عنخ آمون بأجيالها المتعددة، ولكن لم تُتح للفريق البحثي المعلومات التاريخية المعروفة لتحديد شخصية والدة الملك توت عنخ آمون بعد.

ولم تشر دراسة الفريق البحثي إلى احتمالية أن تكون مومياء السيدة الصغيرة التي عُثر عليها في المقبرة رقم 35 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر هي لابنة الملك أخناتون والملكة نفرتيتي الأميرة ميريت آتون لعدم وجود دلائل تاريخية وأثرية تثبت ذلك لدى الفريق البحثي. وأخيرًا، أشارت دراسة الفريق البحثي إلى أن مومياء نفرتيتي لم يتم تحديدها إلى الآن، وتعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية التي ينتظرها العالم أجمع.

من هي أم «توت عنخ آمون»؟

من المعروف عن الفرعون الشمس الملك أمنحتب الثالث، باشا ملوك الفراعنة، أو لويس الرابع عشر أو هارون الرشيد مصر القديمة، أنه كان يعيش حياة الترف والمتعة، وكان كثير البناء والتعمير والإنشاءات، ووصلت العمارة والفنون في عصره إلى أرقى المراحل في مصر القديمة وفي العالم القديم كله، وكان أمنحتب الثالث محبًا للنساء.

وأكد مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية د.حسين عبد البصير، أن كثير الزواج خصوصًا من أميرات الشرق الأدنى كي يدِّعم بالزاوج الدبلوماسي من العلاقات بين مصر وجيرانها من القوى الكبيرة الصديقة أو المنافسة في المنطقة، التي كانت مصر سيدتها بلا منازع، وكان قد تزوج من الأميرة الميتانية جليوخيبا، أخت الملك الميتاني توشراتا، في العام العاشر من حكم أمنحتب الثالث.

ومن الجدير بالذكر أن زوجته الرئيسة الملكة تي، أم الملك أخناتون، كانت تبارك تلك الزيجات لزوجها الملك التي لم يكن يسكن بقلبه أحد سواها. واتخذ الملك رمسيس الثاني من الملك أمنحتب الثالث قدوة له وكان يقلده في كل شيء.

ونعرف أن الفرعون الفيلسوف الموِّحد الملك أخناتون هو والد الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون بعد أن كنا نعتقد أنه الملك أمنحتب الثالث، غير أننا لا نعرف على وجه التحديد هوية والدة توت عنخ آمون.

وهناك ثلاث نظريات في هذا الشأن، وكانت النظرية السائدة هي أن أم توت عنخ آمون هي الأميرة «كيا» التي قد تكون الأميرة الميتانية تدوخيبا، ابنة الملك الميتاني توشراتا التي تزوّجها الملك أمنحتب الثالث في العام السادس والثلاثين من حكمه، ومات أمنحتب الثالث بعد فترة وجيزة.

وتزوجت بعد وفاته ابنه الملك أخناتون التي أنجب منها ابنه الملك توت عنخ آمون، والتي ربما ماتت أثناء ميلاد توت عنخ آمون في تل العمارنة، ثم اختفت من مسرح الأحداث في عصر العمارنة بعد العام الحادي عشر من حكم أخناتون.

وحاول بعض العلماء القول إن كيا ونفرتيتي شخصية واحدة بناءً على ترجمة خاطئة لاسم نفرتيتي بمعنى "الجميلة أتت من بعيد"، قاصدين قدوم الأميرة الميتانية من بلاد الشرق الأدنى القديم، غير أن اسم نفرتيتي يعني«الجميلة أتت» فقط.

وهذا الافتراض ليس صحيحًا لأسباب عدة ليس هنا مجال لذكرها، وهناك نظرية جديدة، وهي ما تزال تحت البحث والدراسة، وهي الأقرب إلى الصواب، وهي أن أم الملك توت عنخ آمون هي بنت من بنات الملك أمنحتب الثالث.

وهن: نبت ياه وست آمون وآسيت سي وحنوت نب وبكت آتون، وصاحب هذه النظرية هو عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، وهناك نظرية حديثة جدًا ذكرها لي عالم المصريات البريطاني إيدن دودسون في لقائه الأخير معي في الإسكندرية في شهر يناير الماضي بعد محاضرته الرائعة في متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية عن الملكة الجميلة نفرتيتي ملكة مصر.

وذكر لي أن الملكة نفرتيتي، زوجة الملك أخناتون وأم بناته الست، هي أم الملك توت عنخ آمون، ونشر هذه النظرية في كتابه الجديد عن الملكة نفرتيتي في شهر أكتوبر الماضي من خلال العديد من الأدلة التي بنى عليه نظريته والتي لم يسبقه أحد من العلماء إلى القول بذلك، وفي انتظار الدراسات المستقبلية حتى نعرف من هي أم توت عنخ آمون.

- لغز اختفاء مومياء الملكة نفرتيتي:

تعتبر جميلة الجميلات، الملكة، «نفرتيتي»، أكثر الملكات المصريات شهرة في العالم كله، وهي الزوجة الكبرى للملك أخناتون، وهي سيدة عصر العمارنة بلا منافس، ورحبت نفرتيتي بالدعوة الدينية الجديدة وصارت من أقوى المناصرين لأخناتون ودعوته، ولعبت نفرتيتي دورًا مهمًا في دعم زوجها.

واحتلت العائلة الملكية مكانة متميزة في دولة أخناتون ودعوته، وتظهر العائلة الملكية في ذلك العصر في مناظر جديدة لم تعرفها مصر الفرعونية، وانتقل أخناتون ونفرتيتي إلى مدينة «آخت آتون»، في تل العمارنة في المنيا، التي جاءت منها التسمية بـ «عصر العمارنة»، وأنتجت حفائر العمارنة عددًا من الروائع الفنية، لعل أشهرها تمثال الملكة نفرتيتي.

وعندما تزور متحف برلين، فأنت في حضرة الملكة نفرتيتي وتمثالها الأشهر، وتم تخصيص قاعة واحدة لعرضه، وهو مصنوع من الحجر الجيري الملون بالحجم الطبيعي، وترتدي الملكة تاجها الأزرق المميز المقطوع من القمة الذي تعلوه حية الكوبرا، ووُجد في أتيليه الفنان تحتمس في العمارنة.

واعتقد البعض أن الملكة نفرتيتي قد تكون شاركت أخناتون في الحكم، وأنها اختفت في حوالي العام 12 من حكمه، غير أن الاكتشافات الحديثة أكدت أنها ذُكرت على بعض آثار زوجها بعد العام 12، وتحديدًا في العام 16 من حكم زوجها الملك أخناتون أي بالقرب من نهاية فترة حكمه؛ إذ ظهرت الملكة نفرتيتي مع زوجها في جرافيتي تم اكتشافه حديثًا في منطقة دير «أبو حنس» في محافظة المنيا في مصر الوسطى.

ويعني هذا أن زوجها قد حكم منفرداً، وربما حكمت نفرتيتي، بعد وفاة الملك أخناتون، وقبل فترة قصيرة من وصول الحكم إلى الملك توت عنخ آمون، واعتقد بعض العلماء أن نفرتيتي كانت من أصل أجنبي، ابنة الملك ميتانى، غير أن معظم العلماء يؤكدون أنها مصرية.

وقامت نفرتيتي بتغيير أسمها عدة مرات، وكتبت أسمها مثل الملوك داخل خرطوشين موازيين بعضهما البعض، وكانت هناك رسالة بعثتها ملكة مصرية إلى ملك الحيثيين تطلب منه أن يرسل لها أحدًا من أبنائه كي تتزوجه، واعتقد بعض العلماء أن نفرتيتي قد تكون هي من أرسلت هذه الرسالة، غير أن أغلب العلماء يعتقدون أن من أرسلت هذه الرسالة هي الملكة عنخ إس إن آمون، أرملة الملك توت عنخ آمون.

وتم الادعاء مؤخرًا بأن الملكة نفرتيتي دُفنت في مقبرة الفرعون الذهبي الملك الأشهر، توت عنخ آمون، مقبرة 62 في وادي الملوك، غير أن هذا الادعاء ثبت عدم قبوله علميًا لأسباب عديدة.

واختفت الملكة نفرتيتي من المشهد. وهناك أسئلة كثيرة حولها ما تزال دون إجابة مثل تاريخ وفاتها ومكان موميائها.

وظهرت نظريتان حديثتان بخصوص مومياء نفرتيتي، النظرية الأولي هي العثور على مومياء الملكة في المقبرة رقم 63 في وادي الملوك، والثانية هي ما أعلنته الإنجليزية جوان فليتشر نفرتيتي من أن مومياء السيدة الشابة في المقبرة 35 في وادي الملوك هي مومياء نفرتيتي.

وأعلن الأمريكي أوتو شادن وفريقه من جامعة ممفيس أنهم اكتشفوا مقبرة 63 في وادي الملوك وعثروا فيها على سبعة توابيت، منها تابوت لطفل صغير، وآخر لطفل رضيع، واعتقد البعض أن هذه التوابيت لبنات نفرتيتي وأخناتون الست.

وأعطى المجلس الأعلى للآثار إذنًا لجامعة يورك للقيام بالأشعة السينية على مومياوات النساء في الغرفة الجانبية بجوار غرفة دفن المومياء في المقبرة رقم 35 في وادي الملوك.

وكانت مومياء السيدة الشابة في حالة سيئة، وكانت ذراعها اليمنى ممزقة بالكامل، وتوفيت صاحبة هذه المومياء في عمر ما بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين عامًا، وثبت أنه ليس هناك سبب مقنع بأن مومياء السيدة الشابة لنفرتيتي، ثم اتضح بعد ذلك كذب هذا الادعاء، وتم رفض النظرية الثانية وهي أن مومياء الشابة لنفرتيتي.

وتم اكتشاف أم المومياء السيدة الشابة، وهي ابنة الملك أمنحتب الثالث والملكة تي، وفي هذه الحالة لا يمكن أن تكون هذه المومياء لنفرتيتي؛ لأن نفرتيتي ليست ابنة أمنحتب الثالث وتي.

وقام الأمريكي دونالد ريان بتحليل المومياوين النسائيتين اللتين كانتا في الغرفة الجانبية، وأثبت العلماء أيضًا أن مومياء نفرتيتي ليست ضمنهما.

وقام الفريق المصري لدراسة المومياوات الملكية برئاسة عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس بالبحث عن مومياء الملكة نفرتيتي، ودراسة المومياوين الموجودتين داخل المقبرة رقم 21 بوادي الملوك، وهي المومياوات التي قام بدراستها وترميمها دونالد راين، وهي مومياء بدون رأس وأخرى بالرأس؟

وقام فريق الدكتور زاهي حواس عن طريق دراسة الحامض النووي بعمل مقارنات مع الأجنة التي عُثر عليها داخل مقبرة توت عنخ آمون، واتضح للفريق المصري وجود صلة بينها مما يشير إلى أن المومياء بدون الرأس تخص الملكة عنخ إس إن آمون زوجة توت عنخ آمون.

ويعتقد الدكتور حواس أن المومياء الأخرى قد تخص الملكة نفرتيتي؛ نظرًا لأن الكهنة في عصر الأسرتين الواحدة والعشرين والثانية والعشرين كانوا يضعون المومياوات العائلية بجوار بعضها البعض.

ويبحث المشروع القادم للفريق المصري لدراسة المومياوات الملكية عن عظام الملكة موت نجمت زوجة الملك حور محب كي يعقد مقارنات بينها وبين مومياء المقبرة 21 بوادي الملوك لمعرفة هل هذه المومياء تخص الملكة نفرتيتي أم لا.

وقام الفريق المصري بقيادة الدكتور حواس أيضًا بعمل دراسات بالأشعة المقطعية والحامض النووي على المومياوات الموجودة داخل المقبرة رقم 35 بوادي الملوك، والتي يوجد بها مومياء لسيدة تعرف باسم السيدة الكبيرة، وأخرى تعرف باسم السيدة الصغيرة.

واتضح للفريق المصري أن مومياء السيدة الصغيرة هي لأم الملك توت عنخ آمون، وأنها ابنة الملك أمنحتب الثالث والملكة تي، دون تحديد اسمها بعد. وكانت للملكة تي وأمنحتب الثالث خمس بنات، وقد تكون أم توت عنخ آمون واحدة منهن، وعليه فإن أخناتون قد تزوج من أخته، وقد يكون هذا هو السبب في المشاكل الصحية التي عانى منها الفرعون الصغير.
وإلى الآن لم يتم العثور على مومياء الملكة نفرتيتي، وسوف تظل الملكة نفرتيتي تثير الدهشة والاهتمام والأسئلة والغموض من حولها رغم مرور السنين، إن نفرتيتي ملكة خلدتها مصر وخلدت مصر عبر العصور وعلى وجه الزمن.

- زوجة الملك «أخناتون» الملكة كيا :

يعتقد العلماء أغلب الظن أن أم الملك توت عنخ آمون كانت زوجة أو محظية ثانوية غير معروفة، ويشار دومًا إليها على أنها «الزوجة المحبوبة جدًا» أو «حمت مررتي- عات» كيا، كما تم ذكرها في تلك الفترة، وهذه الملكة كيا تعد لغزًا.

ويعتبر هذا اللقب المشار إليه أعلاه نادرًا جدًا ويخصها هي فقط، ولم تحمله أية زوجة ملكية أخرى غيرها في أية فترة من التاريخ المصري القديم، وعادة يتم ربطها بالملك أخناتون تحديدًا.

وأصولها غير معروفة، وهناك اقتراح بأنه ربما كانت تادوخيبا، والتي كانت أميرة من دولة ميتاني في شمال سوريا، والتي تم إرسالها لمصر من خلال الزواج الدبلوماسي بين مصر وميتاني.

وهذا شئ مثير، لكن لا يوجد عليه دليل مباشر. وقد اقترح بعض العلماء، أمثال رِدفورد وفان دايك ومانيكه وكويرنج وهِلك، أيضًا السيدة جليوخيبا، عمة تادوخيبا.

وكيا معروفة في عدد من المصادر الأثرية، غير أنه تم اغتصاب آثارها بواسطة بعض الأشخاص في عهد أخناتون نفسه، وتم تعديل تابوتها لدفنة الفرعون.

وفي معظم تماثيلها ومناظر ظهورها في الفن تم إعادة نقش وتعديل آثارها ووضع الأميرة ميريت آتون، وأحيانًا الأميرة عنخ إس إن با آتون، مكانها، كنوع من أنواع عدم التقدير لكيا. واستمر ظهور كيا إلى العام التاسع أو العاشر من حكم

أخناتون، غير أنه تم محو أسماء آتون من على آثار كيا مبكرًا أو لاحقًا، وتم اغتصاب معظم آثارها ووضع اسم ميريت آتون عليها قبل صعود ميريت آتون لمنصب الملكة في حدود العام الثالث عشر من حكم الملك.

ومن المرحج أنه تم تدمير آثار كيا وعدم تقديرها قبل ذلك التاريخ، كما يظهر ذلك في إحدى القطع المنقوشة، والتي جاءت من الأشمونين في مصر الوسطى، والموجودة حاليًا في متحف ني كارلسبرج في كوبنهاجن في الدنمارك.

وفي هذا المنظر تظهر رأس كيا ونقوشها معدلة جميعها كي تمثل ميريت آتون، ومما سبق يتضح أن كيا لم تكن أم ولي العهد ووريث عرش أبيه كما يعتقد عالم الآثار البريطاني الدكتور إيدن دودسون، وهناك شخصية قد تكون قد حكمت أغلب الظن مع أخناتون تحت اسم «نفر-نفرو-آتون»؛ إذا أن أحد ألقاب تلك الشخصية كان «الفعالة لزوجها»، مما قد يشير إلى نفرتيتي، كما تشير الأدلة، وليس كيا.

غير أن كيا ربما قد أنجبت بنتًا؛ وذلك بناءً على نصين كبيرين على كتلتين حجريتين من الأشمونين تم محوهما، ويظهر عليهما اسم مفقود لابنة ملكية، غير أنها ترتبط بشكل مباشر باسم وألقاب كيا.

وقد اقترح بعض العلماء بعض الإدعاءات الغامضة عن مستقبل كيا، واقتراح اسم كيا كأم الملك توت عنخ آمون يأتي من منطلق أن كل الاقتراحات مقبولة في ذلك الشأن إلا أن تكون أمه نفرتيتي.

واُقترح أيضًا أن تكون كيا هي «داخامانزو»، وهي غالبًا الترجمة الحرفية للقب المصري زوجة الملك «تا حمت-نسو»، الملكة المصرية التي جاء ذكرها في أحد النصوص الحيثية حين أرسلت رسالة لملك الحيثيين تطلب فيها أن يرسل لها أحد أبنائه كي تتزوجه بعد وفاة زوجها الملك. غير أن هذا الاقتراح ليس له ما يدعمه؛ لأنه قد تم تدمير آثار كيا وعدم تقديرها قبل وفاة الملك أخناتون. 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة