يوسى كوهين مع بايدن
يوسى كوهين مع بايدن


نتانياهو يكلِّف كوهين بـ «قياس حرارة» ساكن البيت الأبيض الجديد

محمد نعيم

السبت، 16 يناير 2021 - 09:45 م

تتأهب إسرائيل بدوائرها الأمنية قبل السياسية لقياس درجة حرارة قاطن البيت الأبيض الجديد، وكلَّف نتانياهو رئيس الموساد يوسى كوهين للقيام بالمهمة، متجاهلًا احتقان الدوائر الدبلوماسية من فعل التغييب المتعمَّد فى مختلف الملفات الخارجية.

قبل أيام غادر كوهين إسرائيل متوجهًا إلى واشنطن، وروَّجت وسائل الإعلام العبرية للهدف المعلن من الزيارة، وهو وداع إدارة ترامپ قبل ساعات الرحيل؛ إلا أن ملف كوهين، وعلاقاته المتشعبة بدوائر إدارة بايدن المنتظرة، تشي بأسباب مغايرة للهدف المعلن، أولها: استباق صدور قرار يتعلق باتفاق إيران النووي، حتى قبل تولى إدارة بايدن مهامها. ثانيًا: تدعيم، أو ربما إحياء علاقات كوهين "الوطيدة جدًا منذ زمن بعيد" بأعضاء الإدارة الأمريكية الجدُد، بغرض استغلالها لاحقًا.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أيتمار إيخنر أن الشك لا يساور إسرائيل فى تمسك إدارة بايدن بالاتفاق النووي المبرم مع إيران فى عهد باراك أوباما؛ ونظرًا لتعارض ذلك مع مصالح تل أبيب، التي تجاوبت معها إدارة ترامب إلى حد كبير، تعكف إسرائيل حاليًا على الاقتراب من واشنطن، للحفاظ على مسافة قريبة من مهندسي قرارات البيت الأبيض الجدُد، والاطلاع على نوايا المكتب البيضاوي إزاء كل ما يخص إيران والشرق الأوسط بشكل عام؛ فضلًا عن إيمان إسرائيل بضرورة الضلوع المبكر، أو على الأقل الاطلاع على أية تعديلات تخص إحياء الاتفاق الإيراني، خاصة فى ظل مبادرات مقترحة من قبل إسرائيل وحلفائها الإقليميين، لإعادة صياغة الاتفاق بما يتناغم والتحوُّلات الإقليمية الجديدة.. وفى حين يحول توقيت الزيارة وأسبابها المعلنة دون فرص لقاء كوهين بأعضاء إدارة بايدن، خاصة أنه لم يُعلن عنهم حتى الآن.

تكشف "يديعوت أحرونوت" النقاب عن دائرة علاقاته المتشعبة بشخصيات نافذة فى واشنطن؛ ووفقًا للصحيفة العبرية، يرتبط كوهين بعلاقات وطيدة جدًا مع الصفوف الأولى فى إدارة بايدن، لاسيما المرتقب تكليفها بملفات الخارجية والأمن؛ فقبل توليه رئاسة الموساد، ترأس "مجلس الأمن القومى الإسرائيلي"، وأتاح له المنصب توطيد علاقاته حينئذ بوزير الخارجية الأسبق چون كيري، ومستشارة الأمن القومى سوزان رايس، ومستشارة وزير الخارجية ويندى شيرمان، التى أدارت إبان إدارة أوباما الاتصالات مع الإيرانيين، وجرى ترشيحها حاليًا نائبًا لوزير الخارجية.

 أما وليام بيرنز، الذى كان نائبًا لوزير خارجية أوباما، والمرشح الأقوى لرئاسة الـ"CIA" فى إدارة بايدن، فيعد من أقرب أصدقاء كوهين، ويحافظ الأخير أيضًا على مسافة قريبة جدًا من نظيره الأمريكى چاك سليڤان، الذى عمل مستشارًا للرئيس أوباما، ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون؛ كما أنه أحد أبرز مهندسى الاتفاق النووى مع إيران، وجرى ترشيحه حاليًا لمنصب مستشار بايدن للأمن القومي. يضاف إلى ذلك علاقات كوهين المتينة بأنطونى بلينكن، المرشح لحقيبة الخارجية الأمريكية؛ فضلًا عن تقاربٍ مع بايدن نفسه، يزيد عن أية شخصية أمريكية مسئولة.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة