إيمان راشد
إيمان راشد


حديث وشجون

يا ليت قومى يتقون

إيمان راشد

الأحد، 17 يناير 2021 - 06:53 م

دارت فى ذهنى عشرات الاسئلة وعلامات التعجب عندما شاهدت حملة لبعض مسئولى الاحياء على تجمع به عدد غير قليل من الباعة الجائلين وذكرنى هجومهم على احد الباعة بلقطة من فيلم الكرنك مع الفارق.. عدد من الرجال الاشداء يهجمون على فرشة للخضار والفاكهة ويحملونها على السيارة وسط صراخ وعويل البائع لضياع كل رأس ماله... ورغم انه يبدو أن هؤلاء الباعة مخالفون بجلوسهم فى غير الاماكن المخصصة لهم وانا لا اقر العشوائية الا انى لا اراديا تعاطفت معهم ولسان حالى يقول: كده حرام... نعم المحافظات أنشأت اسواقا وباكيات للباعة لكن هل يستطيع جميعهم شراءها او حتى استئجارها؟! يجب ان تكون هناك حلول واقعية لهؤلاء والا فإننا نصنع منهم لصوصا او مجرمين.. وكلنا نتذكر سيدة المطر التى قام احدهم بتصويرها لتصبح حديث المدينة وتريند السوشيال ميديا حتى ان برنامجا شهيرا اقتطع لها جزءا من الاعداد بعدها انهالت عليها المساعدات والتبرعات وقررت وزارة التضامن منحها شقة.. ثم بالبحث والتحرى تبين انها صاحبة املاك.. كذلك الطفل بائع الليمون الذى كتب عنه انه يكافح للحياة بعد ان اختطف الموت والديه وتبين ان والده سجين وأن جدته تمتلك حدائق للموالح...
ايهما احق بالاهتمام؛ من يسرق مشاعرنا ويبتز عواطفنا ويسرقنا بارادتنا.. ام من يكافح ليقتات رزق اولاده؟! ومَن المسئول؛ اهو الزميل الاعلامى الذى يتسرع ويتبنى موضوعا دون البحث والتحرى ام المسئول الذى يجد فيها فرصة للظهور على شاشات الفضائيات ليبدو انه المنقذ الهمام؟! وهل يقف دوره على ما يستنتجه من الاعلام؟! لقد علمنا الاستاذان الكبيران مصطفى امين وعبد السلام داود رحمة الله عليهما التحرى فى الصدقة فقد كنا نجوب القرى والنجوع لمعرفة حقيقة من ارسل خطابا للمساعدة وهل يستحقها من عدمه وديننا الحنيف امرنا بتوخى الصدقة... كذلك فكل الاديان تحث على التعاطف والتراحم والتكافل... ابحثوا عن حل مُرضٍ لصغار الباعة الجائلين وارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء فالرحمة فوق العدل... وياليت قومى يعلمون.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة