مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

يناير 2011

مؤمن خليفة

الأحد، 17 يناير 2021 - 06:58 م

 

يوم 11 فبراير 2011.. كنت موجودا فى أحد فنادق إمارة الشارقة.. كنت فى مهمة عمل لعدة أيام.. قبلها بيومين فقط كنت قد غادرت مطار القاهرة الدولى ولن أنسى ما حييت منظر عشرات الأجانب وهم ينامون على أرضية قاعة السفر بالمطار.. مشهد أدعو الله العلى العظيم ألا يتكرر فى وطننا العظيم ولن يتكرر بإذن الله.. كان المشهد المرعب يطاردنى فلم أشهده طوال عمرى ولم أتخيله الا فى أفلام السينما الأمريكية.. كانت المؤامرة متكاملة ومحبكة على مصر.. كنت قبل سفرى بأيام فى ميدان التحرير ذهبت أتفرج على ما يجرى هناك وما أسمعه من الزملاء والأصدقاء ولم أكن أتخيل أن يتحول الميدان الكبير إلى أوكار للمخدرات والدعارة والخونة والجواسيس..أجانب كثيرون فى الميدان وآلاف من المصريين يقيمون هناك ومعهم أغطية وبطاطين.. كأن القيامة قامت فى التحرير وطوابير طويلة تزحف من كل الأرجاء تضم رجالا ونساء وأطفالا تخترق الشوارع الواصلة للميدان.
شاهدت بأم عينى تجار الأزمات يستغلون كل شىء فى الميدان ورأيت الكثير من المآسى والكنتونات وأشكال ما أنزل الله بها من سلطان.. هى الفوضى بعينها كما كانت تريدها أمريكا وأوباما وهيلارى وكل الكارهين والحاقدين على مصر.. رأيت مئات من الملتحين يجوبون الميدان فقد جاءتهم الفرصة على طبق من ذهب ليفرضوا إرادتهم على المصريين.. كل قوى الشر تحالفت على مصر فى ميدان التحرير.
عادت ذاكرتى إلى عام 1972 فى جامعة القاهرة.. فى قاعة جمال عبد الناصر ونحن نعتصم احتجاجا على حالة اللا سلم ولا الحرب.. معظمنا شباب دخلوا الجامعة لتوهم فى السنة الأولى فوجدوا من يخدعهم ويضللهم باسم الوطنية وحماس الشباب ليتظاهروا ضد السادات.. بعضنا مسئول عن البوابات وبعضنا مسئول عن مراقبة المخارج وحمل المنشورات وطبعها فى ميدان الجيزة فى مطبعة تحت بير السلم.. كنا ننام على الأرض شبانا وشابات لا نمتلك سوى الحماس بينما كان هناك من يخطط لتنظيم مظاهرات فى العتبة حيث الزحام الشديد وفى التحرير لإرباك النظام وعلينا التنفيذ، فالشباب هم الوقود لإشعال الفوضى وللأسف الشديد كنت واحدا من هؤلاء المغرر بهم.. أعلم ظواهر الأمور التى كانت تجرى أمامى فى القاعة لكن لماذا وأين ومتى.. فقد كان تخطيط وجوه أخرى من ذوى الأفكار الشيوعية واليساريين كانوا معنا داخل مقر الاعتصام.. نفس مشاهد 1972 لكن المشهد مختلف فى ميدان التحرير حيث مئات الآلاف يحتشدون.. معظمهم يدفعهم الحماس والوطنية للخلاص من الاستبداد لكنهم وقود لقوى أخرى تجهز نفسها لتنقض على البلد.. وقد حدث بعدها بشهور ودخلت مصر فى النفق المظلم فقد كانت تستعد للتقسيم على أيدى جماعة الإخوان الإرهابية لكن ربنا سلم وحمى مصر بفضل قواتها المسلحة وقائدها فى هذا الوقت الفريق أول عبد الفتاح السيسى.
.. عدت بسلامة الله إلى مصر يوم 13 فبراير.. كانت الساعة تتجاوز الثانية عشرة بعد منتصف الليل.. نفس المشهد السابق بالمطار يوم سفري.. مئات من مختلف الجنسيات يسعون إلى المغادرة.. حالة ذعر واضحة عليهم.. نساء وأطفال وشباب وعجائز فيما يشبه الفوضى.. ليل القاهرة الساحر تحول إلى ليل مظلم بما تعنى الكلمة.. لا نعرف كيف نعود لمنزلنا والصيع وأرباب السوابق والبلطجية يتحكمون فى الشوارع ولولا عناية الله وستره لأخذوا منا سيارتنا.. هذا للأسف الشديد كل ما أتذكره من يناير 2011.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة