الأحد، 17 يناير 2021 - 08:03 م

كشفت أميرة سمير الباحثة فى الآثار المصرية القديمة، أن المصرى القديم اتخذ الثعبان رمزًا منذ عصور ما قبل الأسرات، جاعلًا منه قوة فعالة لحمايته من أذى الأرواح الشريرة.

وأضاف لهذا ظهرت رسومات الفخار والصلايات والنقوش، وتجدر الإشارة إلى أن اختيار هيئة الثعبان كرمز للمعبود الخالق، لِما كان للثعبان من خصائص تتمثل فى السرعة المفاجئة التى تشبه البزوغ الفجائى لآمون، وأن الثعبان يغير جلده ويجدد هيئته وهذا يتناسب مع طبيعة الزمن.

وأضافت «سمير»، أن التشابه بين الثعبان الأزلى والثعبان الذى يعرف ب(s3 t3 ) بمعنى" إبن الأرض " الذى ورد ذكره فى الفصل 78 بكتاب الموتى ، والذى قال عن نفسه " أنا أموت وأحيا وأجدد نفسى وأصير شاباً كل يوم".

اقرأ أيضا| رمسيــس الثاني ليس فرعـون الخـروج من القضايا التاريخية المثيرة للجدل

وتوجد أولى الإشارات للثعبان الأزلى بمتون الأهرام التى تتحدث عن الثعبان الأزلى مجسد الزمن الذى بزغ من المياة الأزلية، وهناك تماثيل ومناظر ترجع للعصر المتأخر تمثل آتوم بهيئة النمس وهو حيوان يقتل ثعبان ، وتُعنى هذه الفكرة أن آتوم يقضى على مرحلة الفوضى والإضطراب التى سادت قبل الخلق.

وقد أشارت فقرة من متون التوابيت إلى أن ثعبانين يحيطان بالكون حيث أعتقد المصرى القديم أن الكون محاط بثعبان يسمى " الذى يقضم ذيله " وأنهم أحاطا بالكون كتجسيد لدورة الزمن والتجدد الدائم لضمان إستمرارية الحياة على الأرض .

ويتحدث الفصل 175 من كتاب الموتى عن الثعبان الأزلى قائلاً  "إن العالم فى نهاية الزمن سوف يعود لحالته البدائية التى خيم عليها الفوضى والإضطراب ، وسيتحول المعبود آتوم لثعبان ويعود لهيئته الأصلية لا يعرفه إنسان ولا يراه معبود " كإشارة لنهاية الكون والزمن . 

وتذكر مصادر طيبة لخلق الكون فى العصر البطلمى أن آمون المعبود الخالق الذى خلق نفسه فى بداية الزمن من مياه النون بمدينة طيبة ، كان الطور الأول الذى أتخذ فيه آمون هية الثعبان ' كم ات اف ' بمعنى الذى أكمل وأتم زمنه . 

ونظرًا لأهمية الثعبان فى الكون كان لا يجب ابدًا قتل الثعبان فى اليوم السابع والعشرين من شهر توت ، وأن موته يحقق الفوضى الكونية ، ومن خلال ما سبق يتضح أن الثعبان قد لعب دورًا هامًا وبارزًا من خلال تجسيده للزمن والخلود والسرمدية الكونية ، فهو الزمن الغير منتهى المتصل من خلال شكله الدائرى .