جو بايدن
جو بايدن


بالورقة والقلم..قراءة في مستقبل بايدن 

منال بركات

الأحد، 17 يناير 2021 - 10:18 م

بعد أقل من 72 ساعة، يتولى الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن منصبه مع ثقة 49٪ من جانب الأمريكيين بأنه سيتخذ القرارات الصحيحة لمستقبل البلاد، في مقابل 50٪ ممن يتبنون وجهة نظر مغايرة.

وتشكل نسبة الـ 49% ثقة أكبر بكثير من نسبة الـ 38% التي حصل عليها ترامب قبل أربع سنوات، ولكنها أقل بكثير من نسبة 61٪ التي عبر عنها الأمريكيين عن ثقتهم تجاه باراك أوباما عشية تنصيبه في عام 2009.

اقرأ أيضا: قرارات يوقع عليها «بايدن» يوم تنصيبه رئيسًا.. فيديو

ويبدو أن هذا الانقسام في الآراء حول الثقة في قيادة بايدن، وقدرته على صنع القرار بشكل أساسي من جانب الجمهوريين، هي نتيجة متوقعة بعد حملة ترامب الشرسة ومزاعمه التي لا أساس لها من الصحة حول انتخابات مسروقة هي التي شكلت المواقف الجمهورية.

حيث يري 6 من كل 10 أمريكيين أن بايدن انتخب بشكل شرعي كرئيس للولايات المتحدة والذي يحمل رقم 46، في تاريخ البلاد، بما في ذلك أكثر من 9 من كل 10 ديمقراطيين وأكثر من 6 من كل 10 مستقلين، لكن 7 من كل 10 جمهوريين يقولون إنه لم ينتخب بشكل شرعي. 

وفي استطلاع للرأي أجرته ABC يري أن موقف بايدن خلال الفترة الانتقالية جاء منخفض المستوى حينما صب كل اهتمامه على جائحة الفيروس التاجي، ومؤخرا الحزم الاقتصادية داعمًا الشعب الأمريكي. 

وفي هذا المنحى، وافقت أغلبية 67٪ على أن الطريقة التي تعامل بها بايدن مع الانتقال، منهم 65٪ من المستقلين، و95٪ من الديمقراطيين و37%من الجمهوريين.

في حين أن البعض يؤمن أن بايدن "سيكون قائدًا يحتذى به، وأنه سيحيط نفسه بأشخاص متعلمين وسيستمع إليهم. بوصفه رجل سياسي محنك ذو بصيرة، ونائبا لرئيس أمريكا في عهد أوباما، ويتميز بالحكمة والتوازن.

وتشكل استطلاعات الرأي جانب كبير في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمثل الأرقام ضرورة هامة في قراءة المستقبل، وحظي العديد من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية على استطلاعات رأي إيجابية عند دخولهم إلى مناصبهم لتولي شئون البلاد. 

كان ترامب على سبيل المثال استثناءً في تلك الاستطلاعات، حيث وافق 40٪ من الأمريكيين في يناير 2017 على طريقة تعامله مع التحول الفوضوي، وعارض 54٪.  ويعتبر تصنيف بايدن الأعلى بكثير اليوم من خلفه ترامب، في حين أنه أقل من تصنيفات أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون، علامة إيجابية على آماله في القدرة على التحرك بسرعة في التعامل مع المشكلات الكبرى.

وفيما يتعلق بالفترة ما بعد المرحلة الانتقالية، فإن الجمهور بشكل عام أكثر فتورًا تجاه رئاسة بايدن، ومما لا شك فيه متأثرين بالتصورات الحزبية. حيث أعرب الديمقراطيون عن دعمهم المؤكد لبايدن، وانقسم المستقلين، أما الجمهوريين كانوا بالطبع متشككين بشدة نحو الرئيس الجديد.

سواء فيما يتعلق بالوباء أو الاقتصاد أو تغير المناخ أو عدم المساواة العرقية أو تحسين مكانة أمريكا في العالم، فإن الغالبية العظمى من الجمهوريين يقولون إن لديهم ثقة محدودة في قدرة بايدن على إحراز تقدم، ويقول غالبية الجمهوريين إنهم لا يملكون شيئًا للأمر.

في الوقت الذي تمثل نسبة 55٪ وهم رأي المستقلين يترددوا تجاه بايدن لاتخاذ القرارات الصحيحة لمستقبل البلاد بشكل عام، وبينما 88% من الجمهوريين موقنين من تعثر بايدن، وعلى العكس تماما نري موقف الديمقراطيون أن لديهم ثقة كبيرة بالرئيس المنتخب.

بينما انتقد الأمريكيون كما جاء في استطلاع الواشنطن بوست على نطاق واسع أن الطريقة التي تعامل بها ترامب مع جائحة الفيروس التاجي، فإن أغلبية ضئيلة تبلغ 53٪ تثق في أن بايدن سيحقق تقدمًا في السيطرة على الوباء، في حين أن 46٪ أقل ثقة من ذلك.

وبذلك، يواجه بايدن توقعات متوسطة بالمثل بشأن قضايا أخرى متنوعة منها علي سبيل المثال 51٪ واثقون من أنه سيعالج عدم المساواة في معاملة الناس بسبب عرقهم، و49٪ واثقون من أنه سيساعد في إعادة بناء الاقتصاد، و50٪ واثقون من أنه سيحسن مكانة أمريكا في العالم، و 44٪ واثقون من جهود بايدن بشأن الاحتباس الحراري.

أما الجانب الجمهوري، فيتشكك أيضًا في قدرة بايدن على الوفاء بأحد وعود حملته المميزة، والتي تتلخص في التفاوض على تسويات مع الجمهوريين في الكونجرس بشأن قضايا مهمة، مع ثقة 44 ٪ من أن بايدن سيحرز تقدمًا في هذا المجال و53% أقل ثقة.

والحقيقة أن بايدن أخذ إرثا مثقل بالهموم، علي رأسه الجائحة التي أهلكت العالم وصولا إلي المشاكل الدولية والاقتصادية والعرقية إلخ.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة