الإثنين، 18 يناير 2021 - 08:01 م

فى المعركة ضد "كورونا".. لا تواجه الانسانية الفيروس الشرس وحده، لكنها تواجه معه نظاماً صحياً دولياً ثبت فشله، وعجزاً فادحاً فى توفير سبل الوقاية من مخاطر فيروسات تزداد توحشاً، وغياباً للعدالة فى مواجهة وباء لا يعرف التفرقة بين البشر.

قبل أيام نبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن عشر دول فقط استحوذت على ما يقارب ٩٥٪ من الانتاج العالمى من اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا"!!.. وقبل ذلك كان هناك تحذير من المنظمة بأن برنامجها لتوفير مليارى جرعة من اللقاحات للدول الفقيرة خلال هذا العام يواجه العراقيل ويحتاج للدعم المالي، وأن التأخير فى تنفيذ البرنامج قد يطول إذا لم يتم تدارك الموقف!

وبالطبع لم يتحرك أحد بعد هذه التحذيرات بصورة جادة، لأن من يملكون القرار يملكون أيضا مفاتيح مخازن اللقاحات، وهذا يكفيهم!! التحرك جاء مع الشكوى المتصاعدة فى معظم هذه الدول من بطء عملية التطعيم، ومن عجز الأنظمة الصحية فى هذه الدول عن توفير التجهيزات المطلوبة خاصة مع الانشغال فى مواجهة الموجة الثانية التى بلغت ذروتها، لنجد − على سبيل المثال − أن ما وعد "ترامب" بتحقيقه قبل الرحيل لم يتحقق منه إلا ربع العدد  الذى وعد به وتوفرت له كل جرعات اللقاح، وبأكثر من المطلوب!

بالتأكيد ستعبر الدول الكبرى هذه العقبات (والحديث هنا عن الدول التى تملك العلم والتقدم التكنولوجى قبل الثراء) وستتجاوز ما أعلن عن تأخير فى تسليم اللقاحات من شركة "فايزر" بسبب ما قيل عن إصلاحات فى مصنعها بأوروبا(!!)

وتبقى الأسئلة حول الفجوة الواسعة فى توفير اللقاح لباقى دول العالم، وهول غياب العدالة وانعدام الكفاءة فى نظام صحى دولى انكشف عجزه عن توفير الحد الأدنى لوقاية العالم من خطر الفيروسات التى تزداد شراسة مع الخلل البيئى الذى يعيشه العالم.

ثم تبقى ملاحظة لابد من التوقف عندها..

كل دول أوروبا تخضع لنظام واحد لتوفير اللقاح وتوزيعه. الاتحاد الأوروبى هو الذى يقوم بالمهمة ويتولى التعاقد ويشرف على التوزيع وفقاً للاحتياجات الفعلية. ولا مجال بالطبع لمقارنة ظالمة مع الوضع فى ار الدول العربية، ولا مكان لإثارة المزيد من الشجون عن دور غائب ومفتقد للجامعة العربية.. رد الله غربتها!!