علي حميدة
علي حميدة


«أموال النجوم منظورة»

«لولاكى» النجاح الساحق الذى دمر صاحبه

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 19 يناير 2021 - 06:03 ص

 

هيثم وحيد

بعد الملايين أصبح لا يجد الملاليم.. وبعد أن وصل الى قمة النجومية الغنائية تم دفعه إلى عمق بئر النسيان، على حميدة صاحب أشهر أغنية حققت أكثر مبيعات وشهرة ورواجًا فى الوطن العربى على مدار تاريخ الأغنية العربية، (لولاكى) التى لولاها ما تغير شكل الأغنية المصرية فمن قبلها كانت هناك محاولات ناجحة لتغيير شكل الأغنية لتتماشى مع روح العصر آنذاك وكان قائد حركة التغيير هو المتألق حميد الشاعرى الذى شارك أيضا فى نجاح أغنية لولاكى بالتوزيع الموسيقى الذى كان جديدا على الأغنية فى هذا التوقيت.

 

نجحت (لولاكى) بشكل غريب وجارف لم يكن أحد يتوقعه أو حتى يحلم به لدرجة أنه قيل وقتها إن منتج الألبوم الذى يضم الأغنية كان يحصل فلوس الأرباح فى (أشولة) والفلوس التى تقع من الشوال لا يلتفت إليها خوفا من أن يتجمع حوله الناس وينقضوا على ما معه.. وأصبح البوم لولاكى حديث الجميع والأكثر مبيعًا بشكل لم يحققه ألبوم قبله أو حتى بعده.

كانت نجاحاته الجماهيرية خيالية وغير متوقعة، وأصبح حميدة أشهر مطرب فى جيله رغم أنه الألبوم الأول له وأصبح حديث الجميع ما بين معارض ومساند لهذا النجاح، والمساندين له جمهور الشباب.. ومن أكثر المهاجمين له كانوا كبار النقاد والملحنين من بينهم بل أكثرهم عنفا فى الهجوم عليه كان مفيد فوزى وحلمى بكر الذى اشتهر وقتها بأكثر الملحنين هجوما على مايسمى بالأغنية الشبابية وقتها.

لم يسلم مطرب شاب من هجومه وقتها وكان أكثرهم حميد الشاعرى قائد هذه الموجة الجديدة الشبابية.. وبالطبع على حميدة.. الذي رغم نجاحه الكاسح وبدلا من أن يجد  المساندة ليكون واجهة مشرفة للمصريين خاصة أن هناك دولًا لو حقق فيها مطرب ربع أو ثمن ما حقق حميدة لوصلوا به للعالمية.. فما بالك بعلى حميدة الذى وصل بأن حقق الأسطوانة البلاتينية  ووضع نفسه فى مصاف أكثر نجوم الغناء على مستوى العالم تحقيقا بل وكسر كل حدود النجاح والوصول لأعلى سقف  فى تحقيق المبيعات. 

ولكن ماحدث أنه هوجم وتعامل كأنه مجرم حرب وبدلا من أن يفرح بنجاحه  أصبح يدافع عن نفسه ويبرر لنجاحه ويبرئ نفسه من شائعات وكلام لم يقوله بل نسب إليه منهم على سبيل المثال حين سأله أحد الصحفيين فى حوار معه عن نجاحه ومقارنته بعبد الحليم حافظ فرد بدعابة وتلقائية إن حظه كان أفضل من العندليب مع أول تجربة غنائية له.. حيث إنه قوبل بالورود وعبد الحليم قذف بالطماطم.. فهو لم يعانى كما عانى العندليب وهنا كان يقصد أن جيل عبد الحليم تعذب أكثر من جيله ليصل بفنه إلى الجمهور أما هو وجيله فكانت الحياة أسهل لهم.. ليتعرض حميدة لهجوم شرس ويومى على شاشات التليفزيون والصحف والمجلات.

وأصبح حميدة لايفعل شيئا إلا أن يدافع ويبرئ ويبرر كلامه وبدلا من أن يركز فى الفن والابداع تحول إلى متهم ورغم  ذلك استمر نجاحه وحفلاته الغنائية كاملة العدد والسينما والتليفزيون يلاحقونه.. ومع كل يوم يزداد نجاحه يزداد أعداؤه والحاقدون عليه حتى من زملائه المطربين.. ولأن تركيزه كان فى الدفاع عن نفسه أكثر من تركيزه فى الفن  لم تحقق ألبوماته التالية نفس نجاح لولاكى وإن حققت أعلى المبيعات إلا ان الهجوم تحول الى شكل آخر بوصفه صاحب نجاح الأغنية الواحدة.

وبدأت سلسلة اقناع الجمهور بفشله فى أن يستمر على القمة إلى أن صدق الجمهور وحميدة مركز فى الدفاع عن نفسه وعما يقدمه من أغان جديدة أكثر جودة من لولاكى.. ورغم كل هذه المعاناة التى يعيشها حميدة ورغم أن جريمته الوحيدة أنه حقق نجاحا ساحقا.. إلا انه حاول أن يستمر وينجح وحقق ثروة طائلة وامتلك الفيلا والسيارات الفارهة ولكن يبدو أن هذا النجاح لم يكن على هوى البعض الذين قرروا حربه فى الخفاء فكما يقول حميده نفسه إنه تورط فى جريمة اتهموه فيها بالشذوذ ولم يفعلها.

وظل يدافع عن نفسه ويبحث عن البرأة أمام المجتمع قبل القضاء إلا أنه فشل فى إثبات برأته وكما قال كل ذلك بفعل فاعل خفى، لتأتى الضرائب لتطالبه بـ13 مليون جنيه وتحجز على كل مايملك، ويسدل الستار على نجومية نجم كان على القمة وتحول من رجل ثرى يملك الملايين إلى فقير لايملك الملاليم وبدلا من ان يصبح قدوة ورمزًا أصبح شبهة والبعد عنه غنيمة.

وكل هذا كما جاء على لسان على حميدة نفسه مدبر ولعب فى الخفاء لتدميره فهو لم يقترف أي من هذه الجرائم والشائعات التى اطلقت عليه وظل يتساءل عمن يدير هذه الحرب الخفية ضده ولماذا كان كاتبا بحجم مفيد فوزى يقف ضده ويهاجمه رغم انه يقدره ويحترمه.

كلها تساؤلات ظل يبحث لها عن اجابة وضاع عمره ولم يجد الرد والتفسير، خاصة أن لا أحد من جيله وزملائه المطربين وقف بجانبه الكثير تخلى عنه حتى وصل الى محنته الأخيرة واستعمر المرض جسده واستسلم حميدة بعد ان وهن جسده ولم يجد ثمن علاجه فبدأ يستغيث ويبكى ويسأل العلاج لانه لا يملك المال الذى يداوى به وجع الجسد أما وجع الروح فقد نساه أو تنساه بعد أن مر العمر وضاعت نجوميته بفعل فاعل..ورأف لحاله نقيب الموسيقيين هانى شاكر ونقيب الممثلين اشرف زكى..

ولكن وزيرة الصحة كانت الأسرع وقررت علاجه على نفقة الدولة وكأنه اعتذار لمطرب كان من الممكن ان تفخر به وبتاريخه كل الدولة..والسؤال هنا كم على حميدة فى عصرنا هذا يعانى من مثل هذا الجحود..كم من فنان يبحث عن فرصة ليبدع وينجح من أجل نفسه وبلده..لماذا لاننحى الأهواء الشخصية جانبا ونحاول أن نتعامل مع الفن بشكل عصره لماذا لايهدأ الكبار الذين لم يتطورا مع الزمن ويتركوا الساحة لحكم الجمهور..فالفن للجمهور فقط علينا تقنين الإطار حتى لاينحرف عن مسار القيم المجتمعية والمبادئ الاخلاقية.

اقرأ أيضا

علي حميدة يشكر الرئيس السيسي على سرعة الاستجابة لعلاجه
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة