أحد التماثيل الخاضعة للترميم في معمل ترميم التماثيل العملاقة - تصوير: وليد الشربيني
أحد التماثيل الخاضعة للترميم في معمل ترميم التماثيل العملاقة - تصوير: وليد الشربيني


فريق ترميم التماثيل العملاقة بالمتحف الكبير.. رجال المهام التاريخية.. صور

شيرين الكردي- وليد الشربيني

الثلاثاء، 19 يناير 2021 - 10:42 ص

◄ إجراء دراسة قبل العمل على أي قطعة
◄ أوناش تصل حمولتها لـ 20 طنا للتعامل مع الآثار 
◄ أمنحوتب الثالث والبوابة الوردية أبرز القطع المرممة  

 

صرح المتحف المصري الكبير، يستحق لقبه عن جدارة ليس لكونه أنشئ على مساحة شاسعة، لكن أيضا لوجود معامل ترميم الآثار الثقيلة والتي يخرج منها قطع تاريخية ضخمة وشاهقة يعمل عليها جيش من المرممين المصريين الشباب الذي يتعاملون مع كل قطعة بشغف كبير ودقة متناهية أبهرت كل من رأى التماثيل بعد العمل عليها ..


«بوابة أخبار اليوم» أجرت جولة داخل قاعة ترميم الآثار الثقيلة بالمتحف المصري الكبير.


مساحة شاسعة وخلية نحل لا تتوقف عن العمل، ولكن في صمت احتراما  للملوك والملكات أصحاب التماثيل والتوابيت العملاقة التي تسكن المكان، ويتوسط المكان توابيت خشبية وصخرية عملاقة وتماثيل فائقة الضخامة في كل ركن تنتظر الترميم، وأوناش تتدلى خطاطيفها من السقف لحمل أي قطعة تحتاج لذلك.

 

يبدأ سامح أحمد رحيم، رئيس منطقة ترميم الآثار الثقيلة بالمتحف، حديثه قائلا إنهم في هذه القاعة لا يتعاملون مع القطع التي لا يقل وزنها عن نصف طن، مشيرا إلى أن التعامل معها يكون بداية من استلامها من خلال الأوناش الموجودة.

 

ويضيف أن ترميم القطع الأثرية الثقيلة يختلف عن مثيلاتها العادية نظرا لطبيعة حجمها وبالتالي تناولها والتعامل معها، يكون بعمليات دقيقة وصعبة، إذ حدثنا «رحيم» عن عدة قطع مهمة تتطلب عملا كبيرة منها تمثال أمنحوتب الثالث، والبوابة الوردية.

 

 

دراسة لكل قطعة
وتحدث «رحيم» عن خطوات التعامل مع القطع قائلا إنها تخضع لعمليات تجميع إذا كان بها كسور، ثم يتم دراستها جيدا لتحديد المواد المستخدمة والبارات «الاستانلس» وأطوالها والتي سيتم وضعها عليها خلال الترميم.

 

 

ويقول إن القاعة بها جهازي «ونش» حمولة كل منهما 20 طنا لحمل الآثار فائقة الوزن، مشيرا إلى أن بعض القطع يضع لها المرممون تصميما لكيفية عملية التجميع والتثبيت لها سواء كان في منطقة العرض أو في قاعة أو على الدرج الرئيسي للمتحف.

 

ويؤكد أن أغلب المواد المستخدمة تكون مواد استرجاعية لا تضر القطع الأثرية على المدى الطويل، موضحا أن معمل ترميم الآثار الثقيلة من قبل منظمة الجايكا الدولية بخبرات، لافتا إلى أن من أهم القطع التي يجري العمل عليها في الوقت الحالي ترميم وتجميع لتمثال الملك أمنحوتب الثالث وهو من الكوارتزيت الأحمر، والذي يحتاج لمعالجة خاصة وصفها بأنها خاصة جدا. 

 

 

أمنحوتب الثالث
وتطرق «رحيم»، إلى قطعة أثرية مهمة وهي تمثال أمنحوتب الثالث، إذ قال إن التمثال تم اكتشافه في الأقصر، وكان مفتت لأكثر من قطعة وتم تجميعه هناك، وعندما تم جلبه إلى المتحف المصري الكبير كان ٣ أجزاء الرأس والبدن والقاعدة والتمثال كله عبارة عن كسر حجرية صغيرة .

 

ويقول رئيس منطقة ترميم الآثار الثقيلة بالمتحف، «بدأنا هنا لعملية تجميع الرأس بالبدن، ثم قمنا بعمل تجميع كامل للتمثال كان لابد من وجود فكر مختلف لنتعامل مع حالة خاصة لها طبيعة في التعامل لا ينفع أن نتناولها أو نرممها بشكل عادي».

 

ويضيف: «بدأنا في عمل التصميم من قبل الجهة المنفذة والتي بدورها قامت بعمل نماذج وبإرسالها لنا لنقوم بعمل اختبارات بالمواد التي نشتغل عليها وبدأنا بالفعل حاليا بعمل تثبيت للقاعدة نفسها».

 

ويتحدث عن المرحلة التالية لباقي ترميم أي قطعة ثقيلة تمثال الملك قائلا: «نقوم بتثبيت مسطرة التمثال من الظهر ثم نجري عملية تجميع أولا بشكل أفقي للقطعتين مع بعض، بحيث يتم رفع التمثال ووضعه بشكل رأسي لا تكون هنا خطورة باي شكل».

 

ويكمل «رحيم»: بجب أن تكون نسبة الخطر صفر فممكن أخذ وقت طويل في الاختبارات التي أقوم بها حتى يوجد عنصر المفاجأة في رفع القطعة الأثرية ، ولابد من توافر عملية الأمان ممكن اعمل اختبارات مرة واثنين وثلاثة على أي نموذج بديل اشتغل عليه مضاهاة لوزن وإبعاد القطعة الأصلية بحيث ان التجربة لا تكون على القطعة الأثرية.

 

ويكمل: «عملنا تصميم معين للتمثال عبارة عن mountings تشكيل من الاستانلس غير القابل للصدأ ثم تجميع من الظهر للأجزاء التي لا يوجد بها نقوش حتى لا يتم حجب أي مظهر جمالي أو نقش أخفيه من التمثال وفي نفس الوقت بصورة لا تضر القطعة الأثرية».

مدير عام شؤون الترميم في المتحف المصري الكبير، الدكتور حسين كمال، تحدث مع  «بوابة أخبار اليوم»، عن قطعة ضخمة أخرى وهي بوابة من الجرانيت الوردي للملك أمنمحات، والتي جاءت عبارة عن ٣ قطع كل واحدة وزنها من ٣ الى ٤ أطنان، من بينها  جزء مشطور إلى قطعتين.

 

البوابة الوردية
وأكد «كمال» أن فريق العمل على القطعة كان من الشباب بالكامل، والذين أجروا دراسة لتجميع البوابة، قبل العمل عليها.

 

ويضيف: «قمنا بعمليات التخريم والتثبيت والتجميع والموضوع، في مهمة صعبة وشاقة، لكن في النهاية قمنا تجميعها بشكل لائق  لتكون صورة مشرفة للعرض هي وكل القطع التي يتم ترميمها بمنطقة ترميم الاثار الثقيلة أو مركز الترميم للجمهور عند افتتاح المتحف الكبير». 

 

الصيانة
يقول مدير عام شؤون الترميم في المتحف المصري الكبير، إن مهمة المعامل لا تقف عند الترميم، بل تمتد لأعمال الصيانة، إذ بعد فترة من وجود القطع في المخازن لابد من عمل صيانة كي تظل بحالتها.. وأضاف أن القطع التي عليها ألوان أو رسومات نتأكد أن طبقة الحماية التي تم استخدامها ما زالت تؤدي دورها، ونقوم بإجراء اللازم من بعض القطع التي تحتاج لتقوية أو تنظيف لإزالة أي أتربة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة