جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

ذو القرنين والحقيبة النووية.. أمريكا يا ويكا !!

جمال حسين

الثلاثاء، 19 يناير 2021 - 09:16 م

 

رحم الله عمنا الكاتب الكبير محمود السعدني، الذى أبدع بقلمه الساخر كتاب "أمريكا يا ويكا" منتقدا بعض الأوضاع على الساحة الأمريكية منذ الهنود الحمر حتى العصر الحديث..

الكتاب تدور أحداثه حول مجموعةٍ من الشباب يتمنون الهجرة إلى أمريكا بلد الأحلام، لكنهم يقعون ضحية النصابين والمحتالين، ويكتشفون فى النهاية بأنهم كانوا يسعون وراء سرابٍ كبير، ووهم لا وجود له إلا فى خيالهم..

لقد تابعت زلزال انتخابات الرئاسة الأمريكية بين ترامب وبايدن وتوابعه، التى جعلت بلد الحريات أضحوكة العالم، وأعتقد أن سيناريوهاتها تُشبه إلى حدٍ كبير أحداث الربيع العربى، مما يُشير إلى احتمالية أن يكون المخرج واحدًا !!

ترامب استبق الجميع وأعلن أنه الفائز برئاسة أمريكا مع المؤشرات الأولى للفرز، وهو الفعل نفسه الذى فعلته جماعة الإخوان بمصر، خلال غزوة الصناديق وتزوير بطاقات انتخابات المطبعة الأميرية، وعندما طالبنا وقتها بالتحقيق فى تزوير الانتخابات، رفعت الإدارة الأمريكية شعار "الصندوق قال كلمته"، بينما ترفض الآن نتيجة الصندوق، ويلجأ ترامب إلى أكثر من ٤٠ محكمةً؛ للطعن على نتائج الصناديق، التى خسرها جميعاً، ورغم ذلك أقسم برأس أبيه، أنه لن يبرح البيت الأبيض، وحشد أنصاره وألهب حماسهم بخطبة حنجورية، فانطلقوا مثل القطيع يقتحمون الكونجرس؛ لتشهد ساحة مبنى الكابيتول مذبحةً لم تحدث فى تاريخ بلد الحريات، ورأينا المتظاهر ذا القرنين يحتل مكتب نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب، ورفاقه يخربون البرلمان بغرفتيه !!

عندما شاهدت أحداث الكونجرس تذكَّرت أحداث اقتحام وحرق المجمع العلمى، واقتحام السجون، وأقسام ومراكز الشرطة، التى تمَّت بمباركة "أُوبامية − هيلارية"،

وعندما أُشاهد واشنطن وقد تحوَّلت شوارعها وميادينها اليوم إلى ثكنة عسكرية خلف المتاريس والأسوار الحديدية والخرسانية والأسلاك الشائكة، وتدفع القوات المسلحة بأكثر من ٢٥ ألف ضابطٍ وجندى فى إجراءاتٍ أمنيةٍ غير مسبوقةٍ؛ لإقامة حفل تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن، تستعيد ذاكرتى المشاهد والمتاريس والأسوار نفسها، التى أقامتها أجهزة الأمن المصرية؛ لحماية مرافق ومنشآت الدولة الحيوية، أثناء أحداث ما أسمته أمريكا بالربيع العربى، مطالبةً الإدارة المصرية بضبط النفس، ليظهر الطرف الثالث والمندسون من جماعة الإخوان الإرهابية، ويقومون بأعمال القتل والتخريب !!

أتعجب من إغلاق محطات القطارات والمترو بعد أن كانوا يسخرون منا عندما نغلق محطات مترو الأنفاق أمام مَنْ رفعوا شعار "الثوار الأحرار"،

وطالبونا بعكس ذلك !!

أندهش من قيام تويتر بحظر تغريدات ترامب نهائيًا رغم مخالفة ذلك للقانون والدستور الأمريكى، بينما أقاموا الدنيا عندما تم قطع الإنترنت فى مصر لبعض الوقت، أثناء أحداث الشغب فى ٢٥ يناير من أجل الأمن القومى المصرى !!

لم أكن أتخيل أن تشهد أمريكا، بلد الحريات وحامية الديمقراطية، مثل هذه الأحداث التى وصفها رؤساؤها السابقون، بأنها لا تحدث إلا فى جمهوريات الموز.

اليوم يتم تنصيب بايدن رئيسًا لأمريكا، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقةٍ، وقلقٍ من اندساس عناصر تخريبية من أنصار ترامب، المنتهية ولايته.. اليوم يحبس الأمريكيون وكل العالم أنفاسهم؛ بسبب الحقيبة النووية الخطيرة التى يرفض ترامب تسليمها لبايدن، الأمر الذى دعا مكتب البنتاجون إلى الغاء الشفرة الخاصة بها، ومنح بايدن حقيبةً نوويةً جديدةً على طريقة "سرقوا الصندوق يا محمد"، لكن مفتاحه معايا،

حقًا "أمريكا يا ويكا" !!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة