صورة موضوعية
صورة موضوعية


«المحكمة».. جزء جديد من أفلام المكان الواحد

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 20 يناير 2021 - 03:15 ص

«بين السما والأرض» هو الرائد.. و«الفرح» و«كباريه» نسخ الألفية الجديدة

أحمد عبدالله تخصص.. قدم أربعة أفلام من هذه النوعية.. والخامس في الطريق 

محمد الشماع

من بين التيمات الدرامية الشهيرة هي تيمة وقوع الأحداث في مكان واحد. في تاريخ السينما المصرية يبرز بشكل أكيد فيلم “ بين السما والأرض” الذي كتب قصته نجيب محفوظ، وأخرجه للسينما صلاح أبوسيف، وبرع في تأدية أدواره هند رستم وشفيق نور الدين وعبدالمنعم مدبولي، وغيرهم.

ظل “ بين السما والأرض” حلمًا كبيرًا صعب التحقيق من جديد على نجوم وصُناع السينما في مصر، حتى جاءت نسخ متكررة لأفلام المكان واليوم الواحد، كان أولها “كباريه” الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وكان من بطولة مجموعة كبيرة من نجوم السينما في مقدمتهم خالد الصاوي وفتحي عبدالوهاب وهالة فاخر وغيره، وكان كتابة أحمد عبدالله وإخراج سامح عبدالعزيز.


تجربة “كباريه” والنجاح الجماهيري والنقدي الذي حققه الفيلم شجع صُناعه على تكرارها من جديد في فيلم آخر كان أكثر نجاحًا وجودة، وهو “الفرح” والذي برز فيه النجم ماجد الكدواني ليقدم نفسه وقتها واحدًا من أهم نجوم السينما في التمثيل، وبالفعل بعد «الفرح» صار الكدواني نجمًا كبيرًا، يحمل مسؤولية الأفلام وحده. برز أيضًا في الفيلم دنيا سمير غانم وسوسن بدر ياسر جلال، وكان فاتحة خير على الجميع، إضافة إلى كريمة مختار وخالد الصاوي أيضًا، رغم أن أدوارهم لم تكن تتعدى بضع دقائق على الشاشة، إلا أن الفيلم يعتبر علامة مهمة في تاريخ كل ممثل من الممثلين.


نجاح التجربتين كان إيذانًا بوجود أعمال عديدة تجري أحداثها في يوم ومكان واحد، ولكن الغريب أن هذا لم يحدث، بل خرج أحمد عبدالله أيضًا ليقدم فيلمًا جديدًا من هذه النوعية بعنوان “ساعة ونص”، ولكن من إخراج وائل إحسان، ويحكي عن قصص شخصيات يجمعهم قطار واحد، في رحلة تستغرق ساعة ونصف، وكان الفيلم بداية لمحمد رمضان وكريم محمود عبدالعزيز، وبرع فيه أحمد الفيشاوي وكريمة مختار، وآخرين.


الفيلم لم ينل نجاح فيلمي “كباريه” و”الفرح”، ولكنه كان تجربة مختلفة لأحمد عبدالله، مع مخرج آخر غير سامح عبدالعزيز، وهو وائل إحسان. تذبذب المستوى، وعدم النجاح المتوقع، ربما كان جرس إنذار لعبدالله من ملل المشاهدين من هذه النوعية، أو التوليفة الخاطئة، ولكنه أصر عليها في فيلم رابع بعنوان “الليلة الكبيرة” عاد فيه إلى سامح عبدالعزيز أيقونة نجاح أول فيلمين.


ولكن الغريب أن الفيلم لم يحقق أي نجاح وقت عرضه، لا على شاشات السينما أو على شاشات الفضائيات، وكان بطولة عمرو عبدالجليل وأحمد رزق وزينة وسمية الخشاب وآخرين من تيمات الحظ الذي كان يعتمد عليهم الثنائي عبدالله وعبدالعزيز في الفيلمين الناجحين.
“الليلة الكبيرة” كان يحكي أيضًا مجموعة أحداث لشخصيات يجمعهم زمن واحد وهو الليلة الكبيرة لمولد الشيخ “عرش الدين”، ومكان واحد وهو حول المقام.


بعد 6 سنوات كاملة يعود أحمد عبدالله ليُكرر التجربة مرة أخرى في فيلم آخر وهو “المحكمة” حيث تدور أحداث الفيلم في مكان واحد وهو المحكمة، ويقدم من خلاله بانوراما لأحداث وشخصيات تلجأ للقضاء من أجل فض منازاعاتها، وسيناقش الفيلم 6 قضايا جنائية ومدنية ومحكمة أسرة واغتصاب وميراث وتحول جنسي، وهي قضايا مهمة للغاية للجميع.


في “المحكمة” لم يلجأ عبدالله إلى رفيق النجاح سامح عبدالعزيز، ولا لوائل إحسان مخرج “ساعة ونص”، بل لجأ إلى محمد أمين، مخرج “ليلة سقوط بغداد” و”فيلم ثقافي”، و”فبراير الأسود”، الذي يعود من جديد إلى السينما مخرجًا لتجربة ربما تكون مكملة لتجربته السينمائية، ومكملة أيضًا لتجربة أحمد عبدالله الذي تخصص في هذه النوعية من الأعمال الصعبة والمهمة.


واستعان الثنائي، عبدالله وأمين في فيلمهم “المحكمة” بمجموعة كبيرة من النجوم، منهم محمود عبدالمغني، وكريم عفيفي، وفتحي عبدالوهاب، ونجلاء بدر، وأحمد خالد صالح، وجميلة عوض، وصلاح عبدالله، وسليمان عيد، وعبدالرحيم حسن، ومحمود عامر، وغادة عادل، ومايان السيد، وأحمد داش، ليجسدوا أدوار أبطال المنازعات التي ستنظرها المحكمة.
خلال الفترة الجارية، يجري محمد أمين عمليات معاينة أماكن التصوير من أجل الإعلان عن البدء في تنفيذ العمل الفترة المقبلة، والسؤال الذي يلح على الجميع حالياً، وهو هل يلق فيلم “المحكمة” النجاح الذي حققه “كباريه” و”الفرح” في السابق، أم سينضم إلى قائمة الأفلام صاحبة النجاح الأقل “ساعة ونص” و”الليلة الكبيرة”؟.


إجابة السؤال تتوقف بالتأكيد على عدة عوامل، أولها جودة الفيلم والحُبكة، لأنه من الصعوبة بما كان تقديم عمل في مكان واحد يجمع كل تلك الشخصيات وكل تلك القضايا، وثانيها موعد العرض، ربما ينتظر صناع العمل وموزعو دور العرض قليلاً حتى انتهاء الجائحة لعرضه، ولكنه بالتأكيد سيظل عملاً مهماً وجزءً مهما من تجربة أحمد عبدالله السينمائية.

اقرأ أيضا

تأجيل مهرجان المركز الكاثوليكي بسبب كورونا

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة