صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قصص إسلامية| تعرف على حكاية «جامع بغداد»

شيرين الكردي

الأربعاء، 20 يناير 2021 - 03:38 ص

 

تقول مريم عبد المعبود باحثة في الآثار الإسلامية، أن جامع بغداد إندثرت معالمه الآن إلا أنه يمكن الإستدلال على معالمه بواسطة الكتابات التي وردت في ثنايا بعض المصادر التاريخية، ونفهم منها أن «الخليفة المنصور» قد إختار موضعه في مركز المدينة أو محورها ملاصقا لقصره، وأنه عهد بتخطيطه إلى الحجاج بن أرطاه الذى شرع فى بناءه عام 145 هجريا وانتهى منه بعد 4 سنوات.

 

وصف المسجد

ونفهم من المصادر التاريخية أنه كان مشيداً من اللبن والطين وكان عبارة عن مربع طول ضلعه 200 ذراع، واستخدمت فيه أعمدة من الخشب تتكون كل واحدة من قطعتين، وأنه كان يتكون من ساحة فسيحة للصلاة يشغل ثلث مساحة المسجد كله، ويتكون، من أربع أروقة تحيط بالصحن أكبرها وأعمقها رواق القبلة وهذا يعد من نمط المساجد ذات الأروقة، وأيضاً رواق القبلة يتكون من ٥ بلاطات كل منها عبارة عن صف مكون من ١٦ عموداً من الخشب، وجدار القبلة يتكون من محراب مجوف، والأروقة الثلاثة الجانبية تتكون كلا منها من بلاطتين، والأرزاق المقابل لرواق القبلة يتكون من ١٦ عموداً أيضاً، وكلا من الرواقين الجانبيين يتكون من ٩ أعمدة فقط كما نلاحظ إعتماد العمارة في العصر العباسي على التقاليد الفارسية، كان سقفه يرتكز مباشرة على صفوف من الأعمدة دون عقود تفصل بين السقف والأعمدة، وأيضاً جدرانه كانت تتوج بأبراج.

 

«تخطيط المسجد»

التخطيط الأول: من إعداد عالم الآثار هرتسفيلد يقرر فيه أن مساحة الجامع عبارة عن 200×200 ذراعاً فى وسطها صحن يحيط به أربع أروقة أكبرها رواق القبلة ودعمت الجدران الخارجية للمسجد بأبراج نصف دائرية، ما عدا الأركان الأربعة وقد كانت ذات أشكال ثلاثة أرباع دائرية، أى تشبه بجدران أغلب القصور الأموية والعباسية.

 

وهذا المسجد بقى على هذا الحال في أيام الخليفة هارون الرشيد الذي أمر فى عام 192 هجريا _807م بهدمه وأعاد بناءه بالأجر والجص وزيد فيه الدار المعروفة بالقطان، كانت قديما عبارة عن ديوان للخليفة المنصور، وكتب على الجدران خارج المسجد إسمه وإسم البناء والنجار وتاريخ هذه التجديدات.

 

وأمر الخليفة المعتضد في عام 280 هجريا، بزيادة مساحة الجامع، وأضاف إلى رواق القبلة مساحة أخرى تعادل مساحتها، وأيضاً فتح فى جدار القديم صحنا ثانياً فى إمتداد الصحن القديم فى مؤخرة المسجد، وحول المنبر والمحراب والمقصورة إلى المسجد الجديد، فإتسع به الناس، وإنتهى من بناءه والصلاة فيه عام 280هجريا - 393م، ومعنى هذا أنه أضاف إلى بناء الخليفة هارون الرشيد بناء آخر يعادل نفس مساحة المسجد خلف جدار القبلة الذى فتح فيه ١٧ فتحة، وبذلك صار المسجد الجديد يتكون من صحن أوسط مكشوف يحيط به ٣ أروقة أكبرها رواق القبلة الذى صمم على حين إشتمل الرواقان الجانبيان على بلاطتين فقط، وهكذا أصبح للمسجد صحنان أطلق على القديم منهما الصحن العتيق فى حين عرف المضاف بالصحن الأول، وكان هناك مئذنة في الجهة الشمالية والغربية للمسجد


التخطيط الثاني:

 

من إعداد عالم الآثار الأستاذ كريزويل وراء :

 

1- قام الخليفة المعتضد ببناء مسجداً يشابه المسجد القديم بنفس مساحته وأن هذا المسجد الجديد بني في مكان قصر الخليفة.

 

2- المسجد الجديد كان يتوسطه صحن آخر يماثل الصحن القديم وأنه فتح في جدار القبلة القديم ١٧ فتحة ليصل بين المسجدين، ثم نقل المنبر والمقصورة إلى رواق القبلة الجديد وصار مسجد بغداد محط أنظار العلماء من سائر أرجاء الدول الإسلامية الشاسعة في زمن العباسيين، حيث وجدوا في رحاب العاصمة العباسية كل ما يساعدهم على الدرس والتحصيل والإنتاج العلمي الغزير، حيث إزدهر هذا الجامع وصار واجهة طيبة للإسم الذي أطلقه أبو جعفر المنصور عليه وهو إسم "دارالسلام" تبيها لها للجنة.

 

اقرأ أيضا : الآثار الإسلامية | تعرف على حكاية «عقبة بن عامر» أخر من جمع القرآن
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة