صورة موضوعية
صورة موضوعية


الفن القبطي المصري| حكاية نابضة بروح شخصية مصر

شيرين الكردي

الأربعاء، 20 يناير 2021 - 03:43 ص

يقول أحمد سليم عوض الباحث في التاريخ الاثري، أن نشأ الفن القبطي المصري معبرا عن هوية الشخصية المصرية وشاهدا علي الوجود المسيحي في مصر منذ أكثر من الفي عاماً ، حيث لايزال حياً نابضاً حتي يومنا هذا ، والشاهد كل الكنائس والاديرة والايقونات والمباني الكنسية الاثرية في كل محافظات مصر ،لذلك نتعرف علي هذا الفن وحكايته في مصر.


التصوير الجداري :
بدأ الأهتمام بالفن القبطي من خلال عمليات التنقيب والبحث المنظمه في مواقع مختلفة بمصر والتي تمت علي يد البعثات المختلفة منذ منتصف القرن ١٩ ، حيث تضمنت القطع القبطية قطعاً نحتية ونسجية وخشبية وفخارية وعاجية فضلاً عن الصور الجدارية بالكنائس والاديره الممتدة من الاسكندرية الي النوبة ، وفي كل متاحف العالم والمتحف القبطي في مصر الذي يرجع الفضل لمرقس باشا سميكه في تاسيسه عام ١٩٠٨ ، وقد تنوعت المواد المستخدمة التي استخدمها الفنان فيما بين الأحجار والاخشاب والفخار والعاج والبرونز ، وكان فن التصوير الجداري أول الفنون التي لجا اليها لتوضيح ماهيه العقيده خلال فترات اضهادها مبكراً.


سمات الفن القبطي :
١- السمة الرمزية : لجا الفنان القبطي الي أستخدام الرمز في البداية ، نظراً للاضهاد الروماني منذ القرن الأول الميلادي وتضمنت« رموز اسطوريه - رموز بحريه - رموز الطيور - رموز الحيوانات - رموز مجرده تمثلت في الصليب والالفا والاوميجا اللتان رمزتا الي طبيعتي المسيح اللاهوتيه والناسوتيه  حسب العقيده المسيحيه -رموز نباتيه مثل شجره الحياه والغار والكرمه والرمان واللوتس التي استخدمها الفنان القبطي المصري وجعل منها رمزيه خاصه بها ومازالت مستخدمه حتي الان.


٢- السمه الشعبية : الفن القبطي كان فن شعبي من نتاج الشعب حيث كان نتاجا ابداعيا عبر من خلاله الفنان عن معتقده الديني ووسيله للدفاع عن قوميته المصريه امام المحتل 
٣- الطابع الديني: غلب علي الفن القبطي الوازع الديني والعقائدي لاستخدامه كوسيلة لاستيعاب الإتجاه الروحاني للطبقات الدنيا، حيث ظهرت وجوه الأشخاص بعيون كبيره ومتسعه والأجسام قصيره ووجاءت صور الوجوه من الأمام وغير متناسبه مع حجم الجسد ليتخلي عن المعايير الجمالية التي اتبعتها الفنون السابقة.


٣- الاهتمام بالزخارف : 
أتجه الفنان القبطي الي أستخدام الزخارف الهندسية والنباتية المتنوعه سواء كانت مستوحاه من عناصر مصرية قديمة أو يونانية ورومانية ، واختلف الفن القبطي في في كل فترة  خلال مرحلة الإعتراف بالديانة المسيحية ، وجاءت الموضوعات الفنية فما بين الموضوعات الاسطورية واليونانية والرومانية والقصص الديني المقتبس من العهد القديم والجديد والشخصيات الدينيه المقدسه كالسيد المسيح والسيدة العذراء والقدسين والملائكة والزخارف النباتية والهندسية.


« التاثر بالفن الاسلامي»
بداية من القرن التاسع الميلادي بدأ التاثر بالفن الإسلامي وتأثيره فيه وهذا مانلحظه جليا في فن عماره المساجد والكنائس ، وبنهاية القرن ١٢ بدأ التقليل من صور الأشخاص والحيوانات فاتجه الفنان القبطي الي الإكثار من الرسوم النباتية والهندسية وليس أدل على ذلك من أن يعهد ببناء مسجد أحمد بن طولون للمعماري القبطي سعيد بن كاتب الفرغاني الذي شيده علي عمودين اثنين فقط ، وقد برزت أسماء عديدة في تصوير الايقونات مثل أبو اليسر أبن يلج أحد أهم مصوري القرن ١٢، الانبا غبريال الناسخ ، ايزاك فانوس أحد أشهر رواد الفن القبطي المعاصر.
رؤية أبداعية فنية :
ليس هناك مجال الشك أن الفن القبطي رؤيه أبداعية مركبة من فنون مختلفة صاغها الفنان المصري نتيجة استيعابه جميع المقومات والتاثيرات الفنية المصرية واليونانية والرومانية ثم السورية والساسانية فهو ثمره ماقبله من فنون فنري تداخل الماضي بجذوره مع الحاضر ليصطبغ كل ذلك بالمسيحيه الوليده لينتج فنا ذا مواصفات خاصة يعكس صوره حقيقية لمجتمع أختار اسلوبة الذي عبر من خلاله عن فكره وثقافته وعقيدته.

 

اقرأ أيضا

أيقونة معالم «الفن القبطي» على مر العصور‎
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة