عمال النظافة لا يتقاعسون عن عملهم
عمال النظافة لا يتقاعسون عن عملهم


عمال النظافة.. أبطال في مواجهة كورونا والبرد

رانيا عبدالكريم

الأربعاء، 20 يناير 2021 - 05:38 م

◄يواجهون تقلبات الجو ومعرضون للإصابات المختلفة.. ولكنهم صامدون

◄نقيب الزبالين: مناعتنا قوية.. وألغينا الإجازات ونُطالب الحكومة بمساندتنا   

 

يعمل عمال النظافة في ظل أصعب الظروف وأحلك الأوقات وأشد الأزمات، فتجدهم تحت حرارة الشمس ولهيبها صيفا، وفي البرودة القارصة وتحت الأمطار شتاء، يخرجون مع كل صباح إلى الشوارع والميادين، والتنقل بين المنازل لجمع أطنان من المخلفات يوميا، للمحافظة على النظافة والمظهر الحضاري، معرضين أنفسهم لمخاطر عدة من إصابات بجروح، أو عدوى بعض الأمراض جراء المخلفات التي يتعاملون معها، تضاعفت تلك المخاطر مع انتشار وتفشي فيروس كورونا، وباتوا من أكثر الفئات عرضة للإصابة، خاصة أنهم يتعاملون مع مختلف النفايات من كمامات وقفازات.


التقينا "عم محمد" صاحب الـ56 ربيعاً، ويعمل في النظافة منذ قرابة العام فقط، فكان يعمل في النقاشة، إلا أن هذا العمل لم يعد متوفراً كما كان في السابق، فبحث عن عمل آخر، ووجد أحد معارفه يدله على شركة نظافة تريد عمالة، فتوجه لها على الفور، والتحق بالعمل معهم.


ويؤكد "عم محمد"، أنهم يعملون في ظل ظروف صعبة، سواء انتشار الكورونا أو الأحوال الجوية، والبرد القارس خاصة في الساعات الأولى من الصباح، ويتعرضون لكثير من الأمراض، وبمرتب 1200 جنيه فقط، ورغم ذلك لا يمكنهم التهاون في عملهم حفاظا على نظافة المكان، متابعا: «بيدونا كمامات بس، والمرتب ما يكفيش اشتري منه باقي وسائل الوقاية، وبنسيبها على ربنا، هو بيسترها معانا».


وتقول الحاجة بدرية 65 سنة، وأم لابنتين، إنها عاملة نظافة منذ عدة سنوات، ورغم كبر سنها وضعف مناعتها، وخوفها من التعرض للإصابة أو حتى نزلات البرد العادية في ظل درجات الحرارة المنخفضة، إلا أنها لم تستطع التهاون في عملها ومصدر رزقها الوحيد.


وتابعت أن الشركة التي تعمل معها توفر لها كمامة كل يوم، دون توفير أي من أدوات التعقيم والتطهير، قائلة: «احنا بنقابل ناس كتير طول اليوم، وبنتعامل مع أشكال وألوان من القمامة، ومحتاجين وسائل وقاية أكتر من كدة، بس هنعمل إيه، ربنا كريم ويسترها مع الغلبان».

 

 


أما أم عبد الرحمن، تعمل في جمع القمامة من المنازل، ويعمل معها ابنها، إلا أنه لا يصعدان للشقق، وتتولى هي تلك المهمة، لافتة إلى أنها تتنقل يوميا بين الشقق والمنازل لجمع القمامة.


تعمل أم عبد الرحمن دون قفازات أو كمامات ما يضاعف من تعرضها لخطر الإصابة، وتقول: «هو إحنا بناخد كام يعني عشان نصرف منهم كمان على الكمامات والقفازات، مش هنلاحق طبعا، وربنا بيسترها معانا، والناس بتسيب أكياس الزبالة على الباب».


ويؤكد حامد السيد، 60 عاما، ويعمل في جمع القمامة منذ أكثر من 10 سنوات، أنه في ظل ظروف صعبة على الجميع، سواء بسبب الأحوال الجوية والتي تفترض أن يبقى كبار السن في المنزل، أو حتى ظروف انتشار فيروس كورونا والتي يخاف الجميع من الإصابة به، ورغم ذلك لم يتخل يوما عن واجبه في توفير بيئة آمنة نظيفة، وكل ما يطالب به توفير وسائل حماية وأمان أكثر، ورفع دخولنا لتتناسب مع ظروف المعيشة.


«ربنا هو الستار».. هذا ما بدأ به شحاتة المقدس، نقيب الزبالين حديثه، مؤكدا أنه حتى الآن لم يصب أي فرد من جامعي القمامة بفيروس كورونا، موضحا أن عمال النظافة لديهم مناعة قوية تعود إلى أن كمية الميكروبات في جسم أي جامع للقمامة ضاعفت قوة مناعته أمام الفيروس.


وتابع: «كنا قد نجحنا في تجاوز الموجة الأولى من جائحة كورونا بسلام، ولم نسجل أي إصابات بين صفوف جامعي القمامة، ونحن اليوم نسير على نفس النهج، ونتبع نفس السياسة». وأوضح «المقدس» أنه يتم التنبيه على العمال لاستعمال الكمامة والقفاز، خاصة من يتعامل مع السكان ويقوم بجمع القمامة من البيوت، «لأنه قد يكون وسيلة لنقل العدوى، وقمنا بالتنبيه من خلال الميديا والبوابات الإلكترونية وهيئة النظافة والمحافظة أنه على السكان وضع القمامة أمام المنزل، ونناشدهم أيضا أن أي أدوات خاصة بالوقاية من كورونا يتم وضعها فى كيس مغلق داخل كيس القمامة، حتى لا يتضرر منها عند الفرز فى حال أن بها الفيروس».


وأشار نقيب الزبالين، إلى أننا أعلنا الطوارئ وألغينا الإجازات، «فلا يصح أن نتخلى عن الشعب المصري في أزمته»، ويجب على الحكومة مساعدتنا بكمامات وقفازات ولوادر لرفع المخلفات، قائلا: «كنا قد طالبنا من قبل ولم توفرها لنا الحكومة، وحاولت أنا التصرف من خلال الوجهاء في عالم الزبالين وجمعت منهم مبلغا واشترينا كمامات وقمنا بتوزيعها على الغلابة من العاملين».

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة