علاء عبد الهادي
علاء عبد الهادي


فضفضة

برلمان جديد (بجد)

علاء عبدالهادي

الأربعاء، 20 يناير 2021 - 09:15 م

الحقيقة كنت أرى أن البرلمان المصري فى دورته الأخيرة برلماناً منزوع الدسم.

لم يطلب أحد من رئيس البرلمان السابق ولا أعضائه الذين عاقبهم رجل الشارع واستبعد أغلبهم فى البرلمان الجديد، أن يتخلوا عن استخدام أدواتهم البرلمانية فى رقابة الحكومة، ومساءلة وزرائها.. الأدوات البرلمانية الرقابية كثيرة ومتدرجة، والتى تصل إلى حد سحب الثقة من الوزير.

الآن أرى برلمانا مختلفا، برلمانا يستدعى رئيس الحكومة فى أول جلسة، ويطلب باقالة وزير الدولة للإعلام، والغاء الوزارة نفسها، وارى أعضاء فاعلين يسائلون الحكومة، بقسوة، ويمارسون دورهم الرقابى (كما يقول الكتاب)، وكما ينص الدستور، حتى وصل الأمر إلى إفراط أحد النواب فى استخدام أدواته البرلمانية فى النقد إلى حد،اضطر معه المستشار حنفى جبالى رئيس المجلس إلى إخراجه من القاعة لما رأه من تجاوز من قبل النائب.

نحن إذن أمام برلمان حى، وفاعل، تتدفق الدماء فى عروقه، ويسعى إلى التعبير عن نبض الشارع وأحلامه وهمومه،برلمان فيه وجوه شابه واعدة وأكبر نسبة للمرأة فى تاريخنا البرلمان والمرأة قاسية عندما تنتقد.

لا تخشوا من البرلمان القوى، لأنه يحسب لك لا عليك.

وأقول للنواب: لا تكونوا مالكيين أكثر من مالك فتفسدوا الوزراء، ويطمئنوا إلى أنه لا يوجد هناك من يراقب ويحاسب، لا تتركوا كل الحمل فوق كاهل الرئيس، كان الله فى عونه، كونوا معه فى التصدى لأى تسيب أو إهمال، أو فساد او محسوبية، لن ينتقص من الرئيس شيئا أن يحاسب مسئولا مهما كان منصبه، لأن الرئيس نفسه يفعل ذلك، وعلى الهواء يسائل أى مسئول أو وزير، ويناقشه فى أدق التفاصيل، ويحاسب "على الجنيه للصالح العام".. لماذا لا تكونون مثله ؟

لا ينتقص من مصر أن تقوم إحدى القنوات "إياها" بنشر أية بيانات ساخنة لأى نائب، يستخدم أدواته التى كفلها الدستور له، بالعكس، نحن أولى بالكشف عن كل نقاط الخلل، وبؤر الفساد والتراخى والإهمال لتطهيرها وإعادتها إلى جادة الصواب. مصر العفية القوية تحتاج إلى برلمان يسائل ويراقب ويشرع لمصر التى تنطلق نحو مستقبل يليق بها تحت قيادة رئيس آمن بقدرات بلده الكامنة، وراح يبنى ويعمر دون ان يلتفت إلى المغرضين الذين كانوا يسعون إلى تبقى مصر المحروسة مجرد كومة من العشوائيات.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة