محرر بوابة أخبار اليوم خلال حواره مع السفير المصري في فرنسا
محرر بوابة أخبار اليوم خلال حواره مع السفير المصري في فرنسا


حوار| سفير مصر في «باريس»: 165 شركة فرنسية توفر 350 ألف فرصة عمل

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 21 يناير 2021 - 02:12 ص


وتوافق سياسى بين السيسى وماكرون

تفاهم ثنائى فى ملف «المتوسط».. وأجندة التعاون فى كل المجالات «مبشرة»
نقف أمام حملات التشهير المغرضة.. ومصر ليس لديها ما تخفيه
فرنسا أدركت خطورة الإرهابية وتحركات لحصارها بمشاركة «الأزهر»

محمد زيان

زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا مؤخرا كان لها أثر كبير في دعم مهمة السفير المصري في فرنسا، علاء يوسف، الذي بدأ حواره معنا بالتأكيد على ذلك، لاسيما مع تولي مهمته خلفاً للسفير إيهاب بدوي 

 

يوسف أكد لنا على النتائج المهمة لزيارة الرئيس على الصعيدين الفرنسي والمصري، وكيف أنها سهلت الكثير من الصعاب والمهام، وسألناه عن الاستثمارات الفرنسية التي ستذهب إلى مصر بعد الزيارة والتعاون في المجالات العسكرية والأمنية والصحية، والعمل المشترك من أجل أمن المتوسط واستقرار المنطقة ومواجهة الخروقات التركية، واجهناه بكيفية التعامل مع ملفات حقوق الإنسان والإعلام بوصفها أهم الملفات التي تعبر من خلالها مسيرة الصداقة الفرنسية المصرية، وعن وضع الإخوان على قوائم الإرهاب في فرنسا، والإرهاب والتطرف والدور المنتظر من الأزهر في الفترة القادمة، وإلى التفاصيل:-

 

 

> كيف سهلت زيارة الرئيس السيسي من مهمتك؟ وكيف استقبلت الانتقال من جنيف إلى باريس؟

>> بلا شك جاءت زيارة الدولة الناجحة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا، والتي تعد زيارة الدولة الأولي التي يقوم بها رئيس مصري لفرنسا منذ 34 عاماً لتولد زخماً قوياً في نواحي ومجالات عدة، الأمر الذي سيكون له دوره في دعم مهمتي في باريس وتذليل العديد من العقبات الطبيعية التي تقف عادة أمام أي سفير جديد يخطو أولي خطوات مهمته ممثلاً لبلاده بدولة الاعتماد.

 

> وهل هناك ما يمكن أن نطلق عليه ترتيبات ما بعد الزيارة في ترسيخ العلاقات؟ وأجندة عمل؟

>> بالطبع، هذه الزيارة بحجمها وزخمها لها أجندة عمل ترتبت عليها، وسوف أعمل من أجل الحفاظ على هذا الزخم ومضاعفته لمواكبة المسار الصاعد الذي تتميز به العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين.

زيارة الرئيس لباريس ترسم بكل تأكيد مساراً طموحاً لأجندة متنوعة لعملي في باريس تشمل مجالات تعاون جديدة تخاطب بالأساس تحديات المستقبل كمجالات الذكاء الاصطناعي والرقمنة وتكنولوجيا المعلومات وترفيع الخدمات المقدمة للمواطنين وعلى رأسها الخدمة الصحية بالإضافة إلى البنية التحتية والمدن الذكية وغيرها من المجالات المستقبلية المهمة.

 

> كيف وصلنا إلى هذا التفاهم بين الرئيسين السيسي وماكرون.. وهل دبلوماسية القمة كما يُقال؟ 

>> بالفعل مثَّلت زيارة الدولة انعكاساً حقيقياً للعلاقات الوثيقة التي تربط السيد الرئيس بالرئيس الفرنسي والتي بنيت منذ اليوم الأول على أسس متينة من الثقة والاحترام المتبادل والفهم المشترك للفرص والتحديات التي تجمع الدولتين، وهي العلاقات التي كان لها دور كبير في وصول التعاون الثنائي بين مصر وفرنسا إلى هذا المستوي من الشراكة الاستراتيجية القوية في العديد من المجالات.

 

«حقوق الإنسان والإعلام»

> كيف تواجه التشويه المتعمد لصورة مصر فى أوروبا؟

>> من واقع تجربتي السابقة في جنيف أقدر أن ثمة قواسم مشتركة في طريقة التعاطي مع ملف حقوق الإنسان وملف الإعلام بوجه عام؛ فالحوار الدوري والمتواصل مع مختلف الفاعلين ومع دوائر التأثير، سواء على صعيد الإعلام أو من المهتمين بملف حقوق الإنسان، على قاعدة من الصراحة والوضوح والشرح المستفيض للواقع المصري بتحدياته الماثلة كما بنجاحاته الملموسة، هو خير سبيل لتوضيح الحقائق والوقوف بقوة أمام حملات التشهير الممنهجة والمغرضة التي تحاول النيل من صورة مصر.

 

> هناك جمعيات تتحرك للتشويش على علاقات مصر.. أليس مطلوبًا عمل آلية عمل لمواجهتها؟

>> سيظل منهجي خلال تناولي لتلك القضايا ينطلق من حقيقة أن مصر ليس لديها ما تخفيه. لقد أحرزت مصر نجاحات كبيرة لا تخفي على أحد في مجالات حقوق الإنسان بمفهومها الشامل ولاسيما الحق في التعليم والصحة والسكن والعمل، إلى جانب ترسيخ دعائم دولة المؤسسات، وكذا المضي قدماً في مسيرة الحقوق السياسية كحرية الرأي والتعبير. أيضاً، يضم المجتمع الأهلي في مصر أكثر من 50 ألف جمعية غير حكومية تشارك بنشاط إلى جوار مؤسسات الدولة في دفع عملية التنمية في شتي المجالات. 

 

> هل ستذهب الشركات الفرنسية للاستثمار فى مصر خلال الفترة المقبلة؟

>> أود أن أؤكد لك أن الشركات الفرنسية تتواجد بقوة في السوق المصري ولها مكانة مقدرة لدي القاهرة بحكم تمسك جميعها باستمرار استثماراتها في السوق المصري خلال فترات دقيقة شهدتها مصر منذ عام 2011 وحتى عام 2013، وهو أمر يعكس نضجاً وبُعداً في الرؤية لدي الشركات الفرنسية، كما أن ثمة ثقة متنامية تشكلت لديها في السوق المصري ما انعكس في ارتفاع اجمالي الاستثمارات الفرنسية خلال الفترة التي تلت عام 2014 ليتجاوز 5 مليارات يورو في مختلف القطاعات الصناعية والخدمية والاجتماعية بالتوازي مع الإصلاحات الجريئة التي شرعت فيها الحكومة المصرية في إطار برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي، حيث تعتبر مصر المقصد الثالث للاستثمارات الفرنسية في منطقة الشرق الأوسط، كما تعتبر فرنسا سابع أكبر مستثمر أجنبي وثالث أكبر مستثمر أوروبي في السوق المصري الذى يتواجد فيه نحو 165 شركة فرنسية تسهم في توفير نحو 350 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة سنوياً.

 

> ما المجالات الأخرى للتعاون ذات الأولوية غير التعاون العسكري؟

>> مع التسليم بالأهمية الاستراتيجية التي يمثلها التعاون العسكري المصري الفرنسي والذى لا يقتصر فقط على مجال التسليح بل يمتد ليشمل مجالات التدريب وتبادل الخبرات الفنية والعملياتية علاوةً على الحوارات الاستراتيجية، تدرك الدولتان أن ثمة فرصًا هائلة للتعاون الثنائي يمكن للجانبين تقديم نماذج ناجحة من التعاون والشراكة في تنفيذها، ولعل خير دليل على تنوع مجالات التعاون القائمة والمستهدفة بين البلدين؛ مسيرة التعاون التاريخي والمتواصل بين الجانبين في قطاع البنية التحتية، لاسيما في مجال وسائل النقل الجماعي، وفى قطاعي الطاقة والطاقة المتجددة، فضلاً عن الدور الفاعل لفرنسا حالياً في دعم جهود تطوير قطاع الصحة ومنظومات الحماية الاجتماعية وتنمية الكوادر البشرية وبناء نخب إدارية متميزة في الجهاز الإداري للدولة المصرية وغيرها الكثير.

 

> ماذا عن المجال الصحي ومواجهة كورونا بعد نداء الرئيس للفرنسيين للسياحة في مصر، هل ثمة تحركات في القطاع السياحي؟ 

>> شهدت حركة السياحة بين مصر وفرنسا طفرة مهمة قبل انتشار جائحة كورونا، واتّضح أثرُها على زيادة حركة التدفقات السياحية القادمة إلى مصر بشكل عام لتصل إلى نحو 146% في عامي 2018 و2019، وأصبحت مصر ضمن أهم عشرة مقاصد للسياحة الفرنسية خلال الفترة ذاتها. غير أنه من المؤكد أن نشاط السياحة العالمية بوجه عام وفى مصر أيضاً شهد تراجعاً على خلفية الجائحة، وهو ما نعمل عن كثب من أجل تداركه على صعيد السياحة الفرنسية الوافدة.

«أمن المتوسط»

> فيما يخص التعاون في مجال أمن المتوسط ومواجهة الخروقات التركية، كيف نصف التنسيق بين البلدين؟

>> لعلك تتابع عن قرب حرص مصر على المحافظة على علاقات ممتازة مع جيرانها وتفضيلها تبني لغة الحوار دائمًا، غير أنه في المقابل تشدد مصر على ضرورة ضمان احترام قواعد القانون الدولي وعدم التصرف بشكل أحادي، وعلى حساب أمن واستقرار المنطقة. على هذه المرتكزات تجد مصر أرضية واسعة للتنسيق والتعاون مع فرنسا ضماناً لعدم تعريض تلك المبادئ والمرتكزات للخطر أو للاستهانة بها أو لتلاعب أي طرف إقليمي بها.

« الإخوان والإرهاب»

> هل تحركت فرنسا لوضع الإخوان على قوائم الإرهاب؟ وهل مصر مهتمة بهذا وتتحرك له؟

>> نستشعر يوماً بعد يوم إدراكاً فرنسياً متزايداً للدور الهدام الذي تقوم به جماعة الإخوان الإرهابية والأفكار الخبيثة التي تستخدمها لبث سمومها في المجتمعات.. وتسللها إلى المجال العام وللعمل السياسي والأهلي فيها، بهدف السيطرة عليها وإقامة مشروعها المزعوم المبني على العنف والتطرف والإرهاب وعدم قبول الآخر. ولعل الدولة الفرنسية تنظر الآن بقوة إلى المخاطر التي تشكلها التيارات المتأسلمة والإخوانية على المجتمع والمواطن الفرنسي بسعيها إلى التستر وراء الدين لتغيير خصائص وطبيعة المجتمع والدولة. .

> هل هناك تحركات فرنسية مع الأزهر لتدريب الأئمة في فرنسا وشرح الإسلام الوسطي؟ وهل هناك تفاهمات حول تدريس اللغة العربية هنا؟ 

>> يظل الأزهر الشريف منارةً للإسلام الوسطي تضع نصب أعينها إعلاء تعاليم الدين الغراء، ويقدر الجميع الجهد الذي يبذله الأزهر الشريف بقاماته الدينية الرفيعة وبشيوخه وأئمته الأجلاء من أجل التعريف بصحيح الدين بعيداً عن أية تفسيرات مغلوطة أو أفكار مشوشة. وقد استقبلت الدولة الفرنسية فضيلة الإمام الأكبر في عام 2016 في زيارة قام خلالها فضيلته بشرح مختلف الجهود التي يقوم بها الأزهر الشريف في هذا المضمار وفى مجال الحوار والتآخي بين الأديان مبدياً استعداد الأزهر الشريف الكامل لمعاونة الجانب الفرنسي في التعريف بصحيح الدين وإعداد رجال الدين، كما التقي وزير الخارجية الفرنسي بفضيلته نهاية العام الماضي في القاهرة حيث جري بينهما نقاش اتسم بالمكاشفة والصراحة في إطار بناء غايته إعلاء قيم احترام الأديان والتسامح والاعتدال في مواجهة دعوات المغالاة وتأجيج المشاعر.

 

اقرأ أيضا

محافظ أسوان: نعمل بنهج الرئيس لبناء مصر الحديثة ونسابق الزمن لاستعادة المكانة الحضارية
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة