ضحى عاصى
ضحى عاصى


تجربة مجلس النواب منحة لتجديد قدرتى على العطاء

ضحى عاصى: تجربة مجلس النواب منحة لتجديد قدرتى على العطاء

أخبار الأدب

الخميس، 21 يناير 2021 - 05:12 م

حوار: عائشة المراغى

 

بزيّه الأزهرى «الجِبة والقفطان» وحقيبته الجلدية؛ يعود الأب إلى منزله ليجد ابنته الكبرى فى انتظاره. تتهلل فرِحة لقدوم صديقها الحنون ثم تهرول إلى حقيبته تفتحها وتنقب داخلها عما اعتبرته كنزًا، وهو الكتاب الجديد الذى اشتراه لنفسه. تخرجه وتطالعه حتى وإن لم يكن مناسبًا لعمرها ولن تقرأه.
وعلى مدار سنوات عمرها الأولى من طفولة ومراهقة، اعتادت ضحى عاصى أن تلتقط أى كتاب يروق لها من مكتبة والدها، التى تضم ما لا يقل عن 40 ألف كتاب، إذ كانت القراءة متنفسها الوحيد لخلق عالم خاص بها. أول رواية تتذكرها هى «الزنبقة السوداء» للكاتب الفرنسى ألكسندر دوما؛ لم تكن الأولى فى القراءة لكن ما يسبقها لا تبلغه الذاكرة، إلا أن ضحى – أيضًا – لا تنسى بعض المشاهد التى شكّلت عالمها وساهمت فى تكوينها، مثل حصولها على إصدارات «المكتبة الخضراء» و«روائع المسرح العالمى» كهدايا من والدها الشيخ مصطفى عاصى، أو محاولتها لقراءة «الترغيب والترهيب» وهى فى الثالثة عشرة من عمرها، أو حفظها للقرآن وقراءتها للتفاسير برفقة أبيها.
التحقت ضحى بمدرسة راهبات، وكبرت فى كنف أفكار والدها التنويرية التى ترى أن الدين الإسلامى لا يتعارض إطلاقًا مع الاشتراكية، وأن الحرية ومواكبة العصر لا علاقة لها بالإيمان، وأنه لا فرق بين البنت والولد. تلك الأفكار التى وضعته فى اختبار حقيقى مع نهاية المرحلة الثانوية، إذ حالت درجات قليلة بين ابنته والتحاقها بكلية الطب كما ترغب، فهل يسعى إلى توفير منحة دراسية لها ويرسلها بمفردها إلى الخارج متجاوزًا انغلاق المجتمع وعدم تقبله لذلك حينها؟ نعم. كانت هذه إجابته بلا تردد.
وضع الشيخ مصطفى ثلاثة خيارات أمام ابنته؛ روسيا وألمانيا والمجر، فقالت «أريد الذهاب إلى الأمير ميشكين»؛ بطل رواية «الأبله» لدوستويفسكى، إذ كانت تتركز أغلب قراءاتها على الأدب الروسى المترجم لوفرته بمصر فى ذلك الوقت، وقد أُغرمت ضحى بشخصية الأمير وتبعت قلبها، تقول عن ذلك: «يمكن للأدب أن يغيّر علاقتك بالعالم وأن يحدد مسار حياتك. ربما إذا كانت قراءاتى حينها من الأدب الألمانى لاخترت ألمانيا، لكنى كنت شغوفة جدًا بقراءة الأدب الروسى، وبالتالى شعرتُ أن عالمهم مألوف بالنسبة لى، ولم أشعر بأى غربة بعد سفرى. تأقلمت من الأسبوع الأول، وخلال شهور صِرت أذهب لحضور أفلام روسية فى السينما».
قبل عام من التخصص والتخرج، انهار الاتحاد السوفيتى وتبدّلت الأوضاع، وكان على ضحى أن تعود فورًا إلى مصر، لكن وجهتها لم تكن مدينة المنصورة التى خرجت منها، وإنما القاهرة. اختارت دراسة الإرشاد السياحى وعلم المصريات، بعدما شُغفت بالحضارة المصرية أثناء تواجدها فى روسيا، فعاد الشيخ مصطفى يدعمها، بل والأسرة بأكملها كما تقول: «أبواى كانا مستعدين لبذل أى جهد من أجل مساعدتى وإخوتى على التحقق».
•••
قرأتُ قبل سنوات جملة ليوسف إدريس بقصته «يموت الزمار» يقول فيها: «كان حلمى بالكتابة كحلمى بالثورة، كحلمى بالمعجزة القادرة على شفاء كل وأى داء»، ووجدتها تطرأ على ذهنى بقوة حينما تحدثت ضحى عاصى عن رحلتها إلى الكتابة، وقرارها بالتخلى عن أى شىء آخر عداها، وتقدّمها بالاستقالة من عملها كمرشدة سياحية يوم 19 يناير 2011، بعد سنوات من الخبرة والنجاح. رحلة بدأتُ بها حوارى معها، وانتقلتُ منها إلى روايتها الثانية «غيوم فرنسية» التى وصلت للقائمة القصيرة بجائزة ساويرس فى الرواية فئة الكبار، لأنتهى عند عضويتها لمجلس النواب فى دورته الأخيرة التى عُقدت أولى جلساتها قبل أيام.

 

لماذا قررتِ إمساك القلم واستبدال الكتابة بالإرشاد السياحى؟
لم تكن تلك المرة الأولى التى أمسك فيها القلم، فقد كنتُ معتادة على ذلك فى سنوات مراهقتى. اعتدتُ أن أكتب خواطرى ورؤيتى عن العالم، إلى أن قرأتها أمى ونصحتنى بعدم فعل ذلك مجددًا حتى لا تقع فى يد أحد، إذ كانت أفكارى متمردة إلى حد ما. حينها صِرت أكتب فى الهواء، أنظر كل يوم إلى السقف وأتخيل نفسى أكتب كل ما أريد، ومازلت أفعل. ربما هذا سبب قِلة إنتاجى المكتوب.
عُدت للورقة والقلم أثناء فترة الجامعة فى روسيا من خلال كتابة بعض التقارير الإخبارية عن الأحوال هناك، ثم انشغلتُ بالعمل فى الإرشاد السياحى وظلت نصوصى الأدبية معلّقة فى الهواء، إلى أن طلب منى أحد الأصدقاء فى بداية الألفينيات كتابة «زاوية صحفية»، وبعد فترة اكتشفتُ أن ما أكتبه قصص عندما طلبتها منى دار نشر كبيرة، وصدرت بعنوان «فنجان قهوة» محققة صدى جيدًا جدًا اندهشتُ له.
كثيرون يجمعون بين كتابة الأدب والعمل فى مجالات أخرى. لماذا تخليتِ عن عملك؟
لأن «صاحب بالين كداب وصاحب تلاتة منافق». بعد إصدار مجموعتى القصصية الثانية توقفتُ للحظات وطرحت على نفسى سؤالًا صريحا: «هل الكتابة هى – حقًا – مشروعى الذى أريد الاستمرار فيه؟». كانت أمامى عدة خيارات، من بينها مترجمة وباحثة فى الفن الشعبى ومرشدة سياحية وصحفية وروائية، واستغرق الأمر سنوات لأتمكن من اتخاذ القرار، لأن الأدب لا يعين على الحياة. لكنى اخترتُ الإبداع وتركت كل شىء آخر.
هل التفرغ للإبداع منحك فرصة لخوض تجربة الرواية؟
على العكس. الرواية هى التى أعانتنى على اتخاذ قرار الاستقالة والتفرغ، إذ بدأتُ فى كتابة روايتى الأولى «104 القاهرة» عام 2008 رغم أنها نُشِرت عام 2016، لأننى لم أكن قادرة على إنهائها بسبب انشغالى. وعلى الرغم من أن روايتى الثانية «غيوم فرنسية» أكثر صعوبة إلا أننى أنجزتها فى مدة أقل، ربما لأنى انقطعتُ لها ثلاث سنوات تقريبًا، لم أعمل سوى عليها ولم أخرج من المنزل سوى لمقابلة أحد الأصدقاء لسؤاله عن شىء يخصها.
تقدمين فى «غيوم فرنسية» عالًما مليئًا بتفاصيل دقيقة جدًا للحياة القبطية خلال القرن الثامن عشر. ألم تخشِى أن يكون ذلك مثار جدل أو اعتراض من البعض؟
لم أتخوف سوى من شىء واحد؛ أن أكتب شيئًا خاطئًا نتيجة عدم فهم جيد، ولذلك كنت أتأكد عبر أكثر من صديق، أسأل كلا منهم: هل أعبّر عنك فى ذلك المشهد؟ لم يهمنى سوى أن أكون صادقة وأمينة فى نقل واقعهم.
بعض المشاهد كانت صادمة جدًا عند قراءتها داخل عمل روائى، ومن أبرزها مشهد قتل محبوبة بالخازوق. لمَ لجأت لهذه القسوة؟
من أجل إيصال إحساس القهر والخوف. أردت كتابة المشهد بكل مشاعره وآلامه وتفاصيله القاسية.
تتجلى فى كتاباتك كذلك ظاهرة الأصوات المتعددة. هل تعتمدين هذا النهج فى الكتابة؟
عادة لا أنشغل كثيرًا بالتقنية، ولم أدرس كيف تُكتب الرواية، لكنى أقرأ حول الشخصيات التى أكتبها جيدًا؛ قراءات كثيرة لا تظهر فى النص وإنما تجعلنى أفهم ما أكتب عنه، وعندما تتشكل شخصياتى تبدأ كل منها فى الظهور، يفرضون اختياراتهم ويفعلون ما يريدون، يتبادلون الأحاديث ويعبّرون عن أنفسهم، أشعر بوجودهم كعالم حقيقى.
هل تعرضين المخطوطات على أحد أو تستعينين بآراء الأصدقاء حولها قبل النشر؟
ليس كثيرًا، لأن الإبداع عمل فردى، يخصنى ونابع من روحى سواء كان جيدًا أو سيئًا، فالكتابة مساحة حرية كبيرة ولابد أن يكون بها صدق مع القارئ. أؤمن بأن الشىء الحقيقى سيظهر بشكله المختلف وخصوصيته، لذلك أكثر كلمة تشعرنى بالرضا هى «كتابتك طعمها مختلف». أشعر أحيانًا أننى لو اتبعتُ مقاييس المازورة فى الكتابة لن تكون كذلك. وفى النهاية أنا لن أعجب كل الناس، من سيحب كتاباتى سيتقبلها بكل ما فيها. لا أهتم للشهرة أو الجوائز أو التجريب، وإنما لمدى التأثير، لكنه شىء لا يمكن التعرف على حجمه وقدره مهما عشت، لأن الإبداع يُختبَر مع السنوات.
كيف رأيتِ – إذًا – ترشيحك مؤخرًا بالقائمة القصيرة لجائزة ساويرس فى الرواية؟
شىء إيجابى جدًا وأسعدنى بالطبع. نحن فى النهاية بشر والحصول على التقدير يبعث بالسرور دائمًا. كما أن وصولى إلى القائمة القصيرة للجائزة بمثابة اعتراف، وهو ما يسعى إليه أى إنسان. وعلى الصعيد العملى؛ ترشيحات الجوائز هى أحد عوامل توجيه الناس فى القراءة، مما ينتج عنه رواج أكبر للرواية.
ظهر فى روايتيك اهتمامك الكبير بالتاريخ واستعراضك لحقب مختلفة. هل يمكن اعتبار ذلك جزءًا من مشروعك الأدبى؟
بل الإنسانية. لا أقتنع كثيرًا بمسمى التاريخ، ولكن بأننا جزء من مشهد بدأ قبلنا وسيستمر بعدنا، وأن أى سياق تاريخى يصبح تاريخًا بعد انتهائه بدقيقة، فالزمن والجغرافيا ملازمان للبشر، وهؤلاء لا يختلفون عن بعضهم سوى فى الإمكانيات المتاحة والأفكار. الإنسان فى حقبة الثمانينيات بمصر هو نفس الإنسان قبل ألف عام، يحب ويخاف ويحلم ويسعى لأن يحيا حياة جميلة. الإنسانية لا تتغير، ما يتغير هو طريقة فهمها والتعبير عنها طبقًا لدرجة الوعى ومعايير الزمن، فلو كانت فكرة العبودية مثلًا مقبولة للوعى فى زمن ما فهى غير مقبولة فى زمن آخر. هذا ما تعلمته من أبى.
كيف؟
سمعتُ يومًا جملة منه جعلتنى أفهم أن لا شىء مطلق، وأن نفس السلوكيات قد تصدر من نفس الأشخاص وتكون مقبولة فى زمن ومكان معينين ولا تكون كذلك فى غيرهما. حينما أخبرتُ أبى عن قريبة لنا تشكو زوجها لأنه وجّه لها لفظًا جارحًا، فقال لى: لابد أن تُطلَق فورًا. اندهشتُ حينها من رده السريع والقاطع، فأوضح لى أن حكمه قائم على أن هذا اللفظ الذى وجهه الزوج للسيدة يعتبر مهينًا جدًا فى وسطها الاجتماعى، بينما فى وسط آخر قد يكون مقبولًا وغير جارح. لابد من تقدير الضرر النفسى الناتج عن الأمر.
إذن تقولين أن الإنسان هو مشروعك. أليس كذلك؟
الإنسان هو شغفى. أحب البشر والكتابة عنهم، وأسعى لفهمهم. ولذلك أشعر دائمًا أن توت عنخ آمون وحتشبسوت أصدقائى، إذ أتعامل معهم يوميًا أكثر من أهلى. وأظن أن ما كان يميزنى أثناء عملى فى الإرشاد السياحى أننى حين كنت أشرح التاريخ لا أتحدث عن الحجر وإنما البشر الذين استخدموه للبناء، لا أشرح الهرم وإنما العقل الذى عرف هندسة بناءه، لا شكله الهرمى وإنما الفكرة من وراء رسمه بهذا الشكل وعبادة الشمس. هذه علاقتى بالعالم، ولذلك أحب المثل القائل «جنة بدون ناس ما تنداس».
كيف تتعاملين مع أزمة كورونا الحالية إذًا وما شهدته من تغيرات فى الحياة الاجتماعية والثقافية؟
هى فترة مؤلمة، لكن التغيير هو سنة الكون. ولا أرى أن الحياة اختلفت تمامًا، فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعى، لكن البشرية تتطور وتتغير طوال الوقت حسب احتياجاتها، وهناك فارق بين أن يضطر المرء إلى امتلاك أدوات جديدة لمواجهة الأزمة وبين أن يغلق على نفسه اختياريًا. الدليل أنه وقتما حلّ الصيف وانخفضت معدلات الإصابة بالكورونا، عادت الحياة للشارع من جديد. قد تكون التجربة قاسية لكنها مهمة ومنحتنا خبرات إنسانية مختلفة.
بخلاف تجربة كورونا العالمية؛ وضعتك الأسابيع الماضية فى تجربة جديدة بعد ترشيح حزب التجمع لكِ لخوض انتخابات مجلس النواب الأخيرة ونجاحك ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر. كيف تعاملتِ مع الأمر؟
بخبرتى الصغيرة فى الدنيا تعلمتُ أن الحياة هى الفعل، وأنك تعيش مادام لديك شىء تستطيع تقديمه، فالروح تصيبها الشيخوخة بمجرد أن ينفد العطاء. وقد اعتبرتُ هذه التجربة منحة من الله لتجديد قدرتى على الفعل، وجمالها يكمن فى أنها لم تكن فى حساباتى أو ضمن أحلامى. كنت أرى أن دورى الأكبر فى الكتابة أو تأسيس مراكز ثقافية أو العمل على فكرة تنوير ووعى الناس بشكل مختلف، لكن هذه الفرصة أشعرتنى أن الله يمنحنى مجالًا مختلفًا وأكثر اتساعًا للعطاء، من خلال مكان يُصنَع فيه القرار ويمكننى داخله أن طرح وجهات النظر التى أحلم بها منذ زمن.
هل تسعين لتحقيق مشروع محدد أو معَّد مسبقًا؟
ليس مشروعًا بشكل صريح، فكل المشاريع يمكن أن تكون عظيمة جدًا على الورق وعند تنفيذها لا تحقق جدواها. ولنتفق أيضًا أن الواقع داخل البرلمان مختلفًا، وأن الأحلام ليست كلها صحيحة وقابلة للتنفيذ، فأنا لم أعمل فى الإدارة أبدًا، ولذلك لا أحب أن أقيّم أداء أحد أو أحكم عليه، لأننى لم أكن بمكانه ولا أعلم الأدوات المتاحة له ومدى استغلاله لها ونسبة تأثيرها. لكن الصدق مع النفس يساعد على تحقيق القدر الأكبر من الحلم.
ما أتصوره أننى سألتقى أولًا مع المعنيين بالمشهد الثقافى، سواء كانوا فى اتحاد الكتاب أو اتحاد الناشرين أو وزارة الثقافة أو الهيئة العامة للكتاب وغيرها، لأتعرف على المشكلات التى تعطّلهم وما يحتاجون إليه؛ قانون أم ميزانية أم تشريع، ثم أحاول تيسيرها من خلال المجلس. أما المستوى الثانى فهو طرح رؤية لسياسات ثقافية، لأن الثقافة لها طبيعة خاصة جدًا ومتغلغلة فى كل شىء، ليست أدبا وسينما فقط، وإنما سلوك أيضًا. فضلًا عن أن المثقف يتم تشويهه منذ أكثر من ثلاثين عامًا، مما خلق انفصالًا بينه وبين الشارع.
ما المشروعات الثقافية التى يمكن أن تحل هذه الأزمة برأيك؟
أن تكون النصوص المقدمة فى السينما والدراما المصرية حقيقية ومتوازنة مع المجتمع، بدون تطرف فى تقديم النمط الاستهلاكى والقصور، وإنما تقدّم القراءة والكتابة والفن. بالإضافة إلى ضرورة عودة المسرح المدرسى، وقصور الثقافة فى المحافظات، ومشروعات التنمية المبنية على بيع منتج ثقافى.
من المشروعات التى أتصورها مثلًا، أن توفر الدولة أكشاكًا لشباب فى قرى صغيرة لبيع الكتب، فى تلك الحالة سيعمل الشاب جيدًا لتسويق بضاعته وكسب المال، وسيتمكن من الوصول للقارئ المستهدف لأنه واحد منهم، وبذلك نكون وفرنا فرص عمل وقضينا على البطالة وخلقنا مناخًا مختلفًا للحياة، فالثقافة مثل السياسة، لابد أن يكون لدى كل مواطن نسبة وعى بها، تجعله يشعر عندما يمر من أمام مسرح أو مكتبة أن ذلك المكان ليس غريبًا عليه.
شعار حملتك هو «الثقافة للجميع». هل تشمل رؤيتك الأجيال الحالية بما تفرضه من أدوات مختلفة؟
بالطبع. ما أحلم به هو تحسين دور المؤسسات الثقافية بما يلائم المجتمع الجديد لتقديم خدمة جيدة، وحينها المجتمع نفسه سيفرز التطور. كل جيل ينتج مبدعيه الذين يعبرون عنه ويؤثرون فيه، ولابد من إتاحة المجال للجميع ليختار كل شخص ما يناسبه. شعار «الثقافة للجميع» على كل المستويات؛ تقديم الثقافة وعدم مصادرة الآراء بسبب الاختلاف سواء بالتفتح أو الانغلاق. الاختلاف هو ما يخلق وعى.
إلى جانب خطواتك البرلمانية المرتقبة، ما خطوتك القادمة على الصعيد الأدبى؟
انتهيتُ من كتابة رواية جديدة، أستعين فيها بقدر من خبرة عشتها أثناء فترة انهيار الاتحاد السوفيتى، إذ أتناول من خلال شخصية مصرية روسية، علاقة الناس بالوطن، وكيف يمكن أن تكون لدى الإنسان أحلام وعند تطبيقها لا يستطيع التعامل معها، فالبشر أزمتهم الأولى والأخيرة فى الحياة هى تقييم احتياجاتهم، وكل ما نعيشه دائمًا اختبار لمنظومة توازننا النفسى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة