أسبانيا تحتفى بمبدع الإتيكيت العربى "زرياب"
أسبانيا تحتفى بمبدع الإتيكيت العربى "زرياب"


إسبانيا تحتفي بمبدع الإتيكيت العربي «زرياب»

شيرين الكردي

الخميس، 21 يناير 2021 - 06:58 م

يقول خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إنه في إطار زيارة الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار لإسبانيا ومشاركته فى الدورة 113 للمجلس التنفيذى لمنظمة السياحة العالمية، بالعاصمة الإسبانية مدريد، بحضور بدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسبانى، ووزراء ومسئولى السياحة من 33 دولة نكشف عن اعتزاز أسبانيا بمعالم الحضارة الإسلامية وتكريمها لعلمائها الأجلاء.

ويشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، إلى أن إسبانيا أنشأت عام 2013 نصب تذكاري بقرطبة يعد من المعالم السياحية بها لمبدع الإتيكيت العربى " أبو الحسن علي بن نافع المشهور بزرياب 857-789م" يعلوه العود وطائر الزرياب وهو طائر أسود عذب التغريد اتخذ لقبًا لزرياب .

ورصدت دراسة للفنانة التشكيلية السكندرية رحاب فاروق الإتيكيت والموسيقى والجماليات في حياة المبدع العربى زرياب، موضحة أنه  نشأ في بغداد لعائلة كردية وكان تلميذًا للموسيقي"إسحاق الموصلي "في بغداد قدمه كصوت جديد ببلاط الخليفة هارون الرشيد  فأعجب به وبعذوبة صوته وبحسن أدائه للألحان والتنوع في الطبقات.


وتشير الفنانة رحاب فاروق، إلى أن معلم زرياب "إسحاق الموصلى" لاحظ  تفوق التلميذ على أستاذه  فداخله الحقد والحسد وهدد زرياب وخيّره إما بالخروج من بغداد أو اغتيال ؛ فتأبط عوده ورحل خوفًا من التصفية الجسدية لينتقل بعدها في الأمصار إلى أن طاب له الحل في بلاد الأندلس، واستقر فى قرطبة الذى دخلها كموسيقي ومغني للموشحات وأسس أول معهد للموسيقي في العالم في مدينة قرطبة.
 
ويرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان معالم هذه الدراسة موضحًا أن زرياب سرعان ما شغلته سلوكيات الناس وعاداتهم فبدأ بوضع تقاليد وآداب لسلوكهم حيث أدخل وجبات الطعام ثلاثية الأدوار والمقبلات وهي أن تبدأ بالحساء ثم الطبق الرئيسي ثم تختم بالفواكه والمكسرات وكان له ذوق خاص في تنسيق الموائد وتنظيمها، واستبدل أكوابهم الفضة والذهب بأكواب من الزجاج الرقيق واصطناع الأصص للأزهار من الذهب والفضة.

وقد استحسن الناس ذوقه حتي في الأطعمة، فدلهم على صنوف محببة لم تكن الأندلس تدري شيئا عنها مثل "النقايا" وهي نوع من المعجنات المحشوة باللوز والفستق والسكر تشبه القطايف وهو أول من أدخل "الهليون" للمطعم الإسباني واسموه ال"Espárragos" ؛ وإلى الآن يُنسب نوع من الحلوي إلى "زرياب في الشرق يسمونه "زلابية" وهو تحريف ل"زريابية"  واشتهر عنه إقامة الولائم الفخمة وتنسيقها وكان ذلك كله النواة الأولي في فخامة قصور ملوك الأندلس وبيوت الأغنياء وأناقتهم.


ويتابع الدكتور ريحان من خلال الدراسة بأن زرياب كان له خبرة بالزي والتصميم وقد تخير البساطة والتناسق وفكرة ارتداء ثياب مصنوعة من مواد مختلفة لارتدائها في فصول مختلفة من السنة،  نقل اليهم طرق تسريح الشعر وتصفيفه وتنظيف الأسنان بمادة تشبه المعجون وأدخل الشطرنج إلي الأندلس ومنه انتقل إلى أوروبا ونقل أجمل ما في بغداد إلى قرطبة ومنها للأندلس كلها  وهو الذي نقل أحسن الأقمشة  وأزهي الألوان من بيوت الخلفاء إلي بيوت النبلاء ولم يكن أثره مقصورًا على الموسيقي والغناء وتجديده فيهما، بل سحر أهلها بحسن صوته وجمال أدائه وإعجاز فنه وتبحره فيه بل إنه فتن الناس بآدابه وسعة ثقافته وتنوع معرفته ووصفوه بالرجل الأنيق في كلامه وطعامه، راقبوه كيف يتكلم وكيف يجلس إلي المائدة أيضًا، وكيف يأكل علي مهل ويجيد المضغ للطعام ويتحدث ويشرب بأناقة، كان يضع علي مائدته الكثير من المناديل، هذا لليدين وهذا للشفتين وهذا للجبهة وهذا للعنق ؛ وهو أول من لفت أنظار النساء إلي أن مناديل المرأة يجب أن تكون مختلفة اللون والحجم وأن تكون معطرة أيضًا.


كتب النوتات الموسيقية، وزاد العود وترًا خامسًا وكانت أربعة أوتار وأدخل علي الموسيقي مقامات كثيرة لم تكن معروفة من قبل ، جعل مضراب العود من قوادم النسر بدلا من الخشب، ابتدع الغناء بالنشيد قبل البدء "الموشح" ، ويرجع اليه الفضل في تعليم الجواري الغناء في صره والعزف علي العود، كان عالمًا بالنجوم وتقويم البلدان وطبائعها ومناخها وتشعب بحارها وتصنيف شعوبها لم ينقل إلي المجتمع الأندلسي فنون الموسيقي وضروب الغناء فقط وإنما نقل إليه أوجه الحياة الحضارية التي  سادت في الشرق ثم انتقلت للغرب.

اقرأ أيضا: بايدن يحيي ذكرى 400 ألف أمريكي حصد «كوفيد-19» أرواحهم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة