رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

تحت القبة

رفعت رشاد

الخميس، 21 يناير 2021 - 07:41 م

تعودنا أن نطلق على حديث النواب فى البرلمان − الكلام تحت القبة − نظرا للطراز المعمارى لقاعة مجلس الشعب الذى صار اسمه مجلس النواب − أفضل مجلس الشعب −. البرلمان هو ميدان الكلام لذلك يسمى مكلَمة لأن الفعل فيه كلام يتحول إلى تشريعات أو توصيات أو أدوات للمراقبة والمحاسبة. لذلك تحرص البرلمانات فى كل دول العالم على أمرين جوهريين فى الممارسة البرلمانية، الحصانة وهى للشعب قبل أن تكون للنائب وقد وجدت حتى لا يخاف النائب بسبب أداء واجبه فى الرقابة والتشريع. الأمر الآخر، حرية الكلام داخل قاعة البرلمان أو ما نطلق عليه فى مصر − تحت القبة −. فلا يجوز محاسبة نائب على كلام تفوه به داخل قاعة المجلس إنما يمكن الرد على النائب من زملائه أو من رئيس المجلس المنوط به الحفاظ على القيم البرلمانية وعلى النظام داخل القاعة. فَلَو أن نائبا هاجم الحكومة لا يجوز معاقبته مهما قال، إلا لو تضمنت كلماته خروجا على الآداب أو تعدى على آخرين جسديا وغير ذلك مما لا يعد من وظائف النائب أو واجباته.

مع بدايات جلسات مجلس النواب الجديدة هاجت القاعة ضد النائب محمد عبد العليم داود وهو زميل صحفى استطاع أن يبقى على مقعده فى البرلمان لعدة دورات بثقة ناخبيه وأهالى دائرته. لن أعقب ولا أناقش ما قاله داود إنما أقصد من مقالى الإشارة إلى تقاليد برلمانية مستقرة فى كل البرلمانات وكذلك التنويه عن سوابق برلمانية تحمى النائب من تغول القاعة ضده. كما أن النائب لو أحيل إلى لجنة القيم التى تحاسب النواب إذا ما خرجوا عن التقاليد والسوابق البرلمانية، فإن اللجنة يجب أن تحاسبه على قدر ما قام به من خروج لا أن تعاقبه بعقوبة أكبر مما يستحق. أعرف محمد عبد العليم النائب المشاغب منذ عقود وبغض النظر عن توافقى أو عدم توافقى معه فى توجهاته إنما هو من النواب الذين يضفون على البرلمان سمة الممارسة الديناميكية الفعالة. البرلمان مكلَمة لكن مكلَمة حيوية لا مجرد دردشة فمصالح الدول لا يجرى الحديث عنها بالهمس خاصة فى البرلمان بل تدور مناقشات البرلمان بكل صراحة ووضوح.

لقد تلقى الرأى العام ما جرى من مناقشات تحت القبة بترحاب، فالناس تتوقع أن يكون الحوار سجالا لا من طرف واحد ولو وجد نواب معارضون داخل البرلمان علينا أن نتقبل ذلك بارتياح حتى لو كان تم التنسيق بين القوى الحزبية من قبل بشأن القوائم الانتخابية. اللافت أن محمد عبد العليم انتخبته الكتلة البرلمانية لحزب الوفد رئيسا لها وهو ما يعتبر رسالة للمجلس وللجنة القيم وللرأى العام.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة