عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


خطاب بايدن وعنوانه

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 21 يناير 2021 - 08:21 م

 

ثمة جملة مهمة تضمنها خطاب الرئيس الأمريكى رقم ٤٦ جو بايدن في حفل تنصيبه لأنها تتضمن عنوانا لكل سياساته المنتظرة داخليا وخارجيا.. هذه الجملة تقول: بالمثل والقدوة ستعود امريكا إلى قيادة العالم (وهي تعني أنه يتطلع لعودة الولايات المتحدة لدور قيادة العالم الذى يعتقد هو واخرون ان ترامب فرط فيه حينما أضعفها بتعزيز الانقسام الداخلى فيها وإذكاء الخصومات مع الحلفاء في الخارج.. ولذلك فإن عودة الولايات المتحدة لممارسة دورها القيادي العالمي سوف يحتاج لتصحيح سياسات سلفه الداخلية والخارجية معا.

داخليا يرى بايدن أن الطريق لاستعادة بلاده قوتها يكمن في استعادة وحدتها التي يهددها انقسام حاد يعرف خطورته عليها لذلك كان لافتا للانتباه أنه في كلمته كرر عدة مرات الحاجة إلى الوحدة والتي لا تعنى مصادرة الاختلافات أو عدم الاعتراف بها‭،‬ وانما الاستفادة منها في إطار التمسك بقيم الديمقراطية، ومواجهة التعصب والتطرف والعنف.. وهنا يمكن فهم وعده للأمريكيين بأنه سيكون رئيسا للجميع‭,‬ للملايين الذين انتخبوه وايضاً للملايين الذين لم ينتخبوه ومنحوا اصواتهم لترامب، أي أنه سوف يتعامل مع كل الأمريكيين باعتبارهم متساويين ولن ينحاز لمن صوتوا له فقط فى الانتخابات وجاءوا به إلى البيت الأبيض.

وخارجيا يرى بايدن أن سبيله لاستعادة بلاده دورها في قيادة العالم كما يطمح يتمثل في استعادة قوة تحالفاتها الأساسية والتي يعتقد كما قال اكثر من مرة أن سياسات ترامب أضعفت هذه التحالفات لاستهانته بها وعدم تقديره لأهميتها وضرورتها لأمريكا وليس لهؤلاء الحلفاء فقط.. ولكن هذا لا يعني أنه سوف يستبدل سياسات ترامب الخارجية بكل سياسات أوباما الخارجية والتي كان من بينها فرض كلمتها فرضا على الآخرين وأيضاً تغيير الأنظمة السياسية من الخارج‭،‬ لأنه كما قال في كلمته في حفل تنصيبه أن أمريكا سوف تعود لقيادة العالم بالمثل والقدوة.. أي أنها سوف تقدم نموذجا يحتذى عالميا وبالتالي تجمع هذا العالم وراءها ليحاكيها ويتبنى ذات المواقف والسياسات التي تتبناها والقرارات التي تتخذها‭،‬ وحتى تصير أمريكا قدوة ومثلا يحتذى يتعين عليها أولا ان تتخلص من الانقسام المجتمعي الذي يهددها وأن تستعيد وحدتها وهذا ما أكد عليه بايدن في كلمته وقال إنه سوف يسعى إلى تحقيقه رغم إدراكه للمصاعب والتحديات التي تعترض طريقه لإنجاز تلك المهمة الكبيرة.

إذن.. أراد بايدن أن يكون واضحا منذ الوهلة الأولى وهو أنه سيكون رئيسا مختلفا عن ترامب بالطبع ولكنه لن يكون نسخة أخرى من اوباما الذي عمل نائبا له لنحو 4 سنوات، ليس لأنه يبغى الاختلاف أو التميز وإنما لأن الظروف تغيرت وأيضاً لأنه له رؤاه الخاصة التي هى ثمرة تجربة سياسية طويلة له.. وهذا هو عنوان خطابه في حفل التنصيب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة