يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

أمريكا.. أمريكا.. أمريكا

يوسف القعيد

الخميس، 21 يناير 2021 - 08:30 م

تابعت وملايين البشر بالكرة الأرضية انتقال السلطة من الرئيس الذى قاوم أن يسبق اسمه كلمة السابق. وباءت محاولته بالفشل. وانتقلت السلطة بالفعل إلى رئيس حالى.

واستغربت المظاهر الأمريكية المصدرة إلينا لتجعل كل منا يجدد إيمانه بأنها − أى أمريكا − بلد الحريات والديمقراطية التى لم تحدث من قبل فى التاريخ الإنسانى.

وأنا لن أقف أمام أنها البلد الأول ديمقراطياً. فالذى يحسم هذا غيرى من أساتذة العلوم السياسية أهل الاختصاص. ولكنى فقط أكتب عن حجم الاستعراض غير العادى الذى يمارسونه كلما وصلوا إلى مسألة انتقال السلطة من رئيس لآخر. أعرف أن الانتقال هذه المرة كان له طعم مختلف. فمن النادر أن يرحل رئيس أمريكى بعد الولاية الأولى. ومن حدث معه ذلك قلة من الرؤساء الأمريكان.

لكن عندهم قدرة فائقة على أن يصدروا لنا ما يتصورون أنها ديمقراطيتهم التى لا وجود لها فى العالم إلا عندهم. ومن يريد أن يرى ويشاهد ليس أمامه سوى متابعة ما يجرى هناك. وقمة المتابعة عملية انتقال السلطة من رئيس لآخر. وهذه المرة فإن العملية كان لها إيقاع مختلف. لأن الرئيس المنقضية ولايته قضى مدة واحدة. رغم كل محاولاته التى لا تحصى ولا تعد لكى يحصل على الولاية الثانية.

فكل رئيس أمريكى يرى أن هذه الولاية حق من حقوقه التى لا يمكن أن تُناقش ولا يقترب منها أحد. وإن اقترب منها لا بد أن يكون هذا بشرط واحد. الإشادة بها والإعجاب بمنجزاتها واعتبارها من الأمور التى لا وجود لها فى العالم إلا فى أمريكا.

إنه مجتمع الاستعراض. لا أقول الفرجة. ولكن الاستعراض غير العادى. وأنا لن أكذب وأقول إننى لم أتابع هذا الاستعراض انطلاقاً من موقفى. فقد تابعته ابتداء من الراديو، وصولاً إلى التليفزيون، وانتهاء بالصحف جرائد ومجلات. لكن تساؤلات الحيرة لم تفارقنى لحظة وأنا أتابع هذا الماراثون الأمريكى من أوله إلى آخره. أشاهده كغريب. فرغم سفرياتى القليلة لم تطأ قدمى أرض أمريكا. ورغم أنهم ترجموا لى رواية ونشروها. فقد كانت الرواية سبق نشرها فى لندن بنفس اللغة. ومن المؤكد أن فى التجربة الأمريكية ما يغرى الملايين ممن يعيشون فى بلادهم خاصة فى العالم الثالث. وكل حلمهم هو الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

ولن أسهب فى ذكر الأعمال الأدبية والفنية والأفلام السينمائية التى قدمت المجتمع الأمريكى باعتباره مجتمع المثال. وأيضاً لهاثنا إلى دور السينما عندما كانت تعرض فى شبابنا أفلام رعاة البقر وأبطالها المعروفين لنا. حيث كنا نجلس وأعيننا مفتوحة على آخرها. وخيالنا يحلق هناك فيما وراء المحيط. وقد اكتشفت بعد أن تقدمت فى السن أن السينما لعبت دوراً أساسياً فى فرض الأسطورة الأمريكية على العالم. وأنها قدمت مجتمعا لا أقول إنه مجتمع الكاوبوى. ولكن بالنسبة للحالمين بالسفر إليها. وخصوصاً الذين لا يتمكنون من تحقيق حلمهم بأنها جنة الله على الأرض.

ليس من حقى التدخل بأمورهم. ولكن تلك ملاحظات عن متابعة لمعركة الانتخابات التى جاءت ببايدن رئيساً. أمامنا رئيس يستعد لجولة ما بعد السنوات الخمس، ورئيس يبدأ حكمه. فماذا سنجد؟!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة