د. عبد المنعم فؤاد
د. عبد المنعم فؤاد


أستاذ بجامعة الأزهر لمروجي زواج التجربة: أترضونه لبناتكم؟!

نادية زين العابدين

الخميس، 21 يناير 2021 - 11:11 م

تثار هذه الأيام دعوات ما يسمى بـ "زواج التجربة" ويقصد بها زيادة الشروط والضوابط الخاصة فى عقد الزواج وإثباتها في عقد مدني منفصل عن وثيقة الزواج والهدف إلزام الزوجين بعدم الانفصال في مدة أقصاها من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات يكون الزوجان بعدها فى حل من أمرهما: إما بالاستمرار أو الانفصال حال استحالة العشرة بينهما.

وحول مشروعية هذا كان الحوار مع الدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهرالذي يؤكد أن هذه المبادرة فتنة يراد بها أن تنتشر فى المجتمع لزعزعة استقرار الأسرة فى بلادنا وهدم بنيانها القائم على رباط الزواج الذي هو في الإسلام آية من أعظم آيات الله سبحانه وتعالى وميثاق سماه الله ميثاقا غليظا لحفظ حقوق الرجل والمرأة وبقاء زواجهما، ففرض المهر والإيجاب والقبول والمعاشرة الطيبة وحفظ ما ينتج من أولاد، لذا كان من أهم عوامل الزواج هو قيام عقد الزواج على نية الاستمرار الدائم لا أن يقوم على توقيت مدة محددة تصيب كل من الزوجين بالقلق وعدم السكينة، فقد كفل الزواج كلا من طرفي العقد حق إنهاء الحياة الزوجية في أي وقت طالما استحالت العشرة عن طريق الطلاق للزوج أو الخلع للمرأة أو القاضى عند الترافع إليه لدفع الضررعن المرأة مع حفظ حقوقها الشرعية.

وتابع: "نقول لمروجيه: اتقوا الله فى أسرنا ، وشبابنا ؛ فشرع الله برىء مما تزعمون، وتأقيت أو توقيت الزواج بمدة معينة محرم شرعا ؛ إذ الزواج ميثاق غليظ، وآية من آيات رب العالمين ، والديمومة تاجه ، وعلى هذا تُقام الأسر ،وتبنى المجتمعات ، وهو سكن ، ومودة فأين السكن ،والهدوء ،والمودة فى أسرة ينتظر فيها الزوج ، أو الزوجة الانفصال كل مطلع شمس".

واستطرد: "هذا أمر أما الأمر الثانى فإن هذا الزواج صورة من صور زواج المتعة عند الشيعة ، وأهل السنة عندنا وبالاجماع يحرمون هذا الزواج، فلننتبه لمن يروجون هذا الفكر الشيعى فى شكل شعارات جديدة تدس السم فى العسل حتى يتقبلها المجتمع  ،واقول لهؤلاء هل تقبلون على بناتكم خوض هذه التجربة !".

كرامة المرأة

وتساءل :الزواج الشرعى الذي أقره الاسلام يصون كرامة المرأة ،وهذا الزواج إذا طلقت المرأة فيه فلن يقبلها المجتمع لأنها عاشت تجربة فاشلة وهذا لايليق بالانسان الذى كرمه الله، وأيضا اذا كان لدى الزوجين اولاد أين يذهبون بعد الطلاق ؟ويؤكد: هذا الزواج لن يقلل الطلاق كما يدعون بل سيزيده .

أما عن البعض الذى يأخذ بعض ألفاظ من حديث "المسلمون عند شروطهم" لايكملون الحديث فنص الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم )المسلمون عند شروطهم الا شرطا حرم حلالا او أحل حراما( وأيضا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "ما كان من شرط ليس فى كتاب الله عز وجل فهو باطل وان كان مائة شرط كتاب أحق وشرط الله اوثق".

ويضيف: صحيح الزواج فى الشرع الشريف يندرج تحت مسمى الزواج المشروط غير أن الشروط فى عقود الزواج على ثلاثة أقسام الاول شروط صحيحة ونافذة يجب الوفاء بها ولا تعارض بينها وبين مقتضيات الزواج كاشتراط الزوج عدم خروج الزوجة من دارها وعدم سفرها أو دخول أحد بيتها فهذه لا حرج فى اشتراطها وعدم الوفاء بها يسوغ انهاء الزواج لقوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" ، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "احق الشروط أن توفوا به ما استحللتم من الفروج" ، الثانى : شروط باطلة فى ذاتها ولكن لا يلزم بطلانها بطلان الزواج مثل الشروط المنافية لعقد الزواج ومقتضياته او تسقط حقا واجبا كاشتراط الرجل ألا يعطى المرأة مهرا او اشتراط المرأة ألا يطأها زوجها هذه شروط باطلة ولا يجب الوفاء بها .

ثالثا : شروط باطلة فى ذاتها وتنسحب على عقد الزواج فتبطله كاشتراط مدة معينة ينتهى بعدها كما هو الحال فى زواج التجربة لانه يعد زواج متعة باطلا فعن على بن ابى طالب رضى الله عنه قال ان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر  ، وأيضا قول الربيع بن سبره عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم : نهى عن المتعة وقال ألا انها حرام عليكم من يومكم هذا إلى يوم القيامة ومن كان اعطى شيئا فلا يأخذه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة