الخميس، 21 يناير 2021 - 11:30 م

لا يسلم الإنسان من بعض العوارض التي تحدث له ومنها المرض ومن أصيب به عرف قيمة العافية والصحة ، ومن رقد على سرير المرض قدر معروف عيادته ، فالمريض تنقطع بالأوجاع حيلته فتزول حدة نفسه ويرق قلبه فيفرح بمن يزوره ويحزن عندما ينشغل الناس عنه ، ولأننا نعيش واقع عدم خلو معظم العائلات والبيوت من مريض بأمراض عادية أو وبائية كما هو الحال مع جائحة كورونا ، وعملا بالقاعدة الشرعية "لا ضرر ولا ضرار" نتذكر ضوابط فقه المريض ما بين حقوقه وواجباته بمنهج آداب أرشدنا إليه الهدى النبوى الشريف.

يقول الشيخ فكرى إسماعيل من علماء الأزهر الشريف : من أدب الإسلام عيادة المريض وتفقد حاله تطييبا لنفسه ووفاء بحقه وهى سنة مؤكدة لزيادة الترابط والتكافل والتعاون بين الناس ، والمريض الذى تجب عيادته هو الذى يحبسه مرضه عن شهود الناس − من غير أصحاب الأمراض المعدية − وإذا كان مريضا ولكنه يخرج ويشهد الناس فلا تجب عيادته ، أما إن كان مريضا بمرض معد كما فى حال وباء كورونا فيمكن السؤال عنه عبر الهاتف أو سؤال أهله عن حاله واحتياجاته لاتقاء ضرر العدوى وتقديم ما يستطيع من إحسان إلى ذويه ، ونؤكد أنه لا تعارض بين الترغيب فى عيادة المريض وما يثبت فى شأنها من الأجر وبين النصوص الشرعية الدالة على الابتعاد عن أصحاب الأمراض التى يخشى منها العدوى ولا يشرع عيادتهم عملا بالقاعدة الشرعية " لا ضرر ولا ضرار".

ويضيف: زيارة المريض مستحبة ولو كان فاقدا الإدراك من باب جبر خاطر أهله مع ما يرجى من إجابة الدعاء بإذن الله ، وكذلك زيارة الطفل المريض مواساة لأهله ، ونذكر هنا بضرورة تعويد الأطفال زيارة المرضى فيكتسبون عادة طيبة ترقق قلوبهم عند بيان فضلها وثوابها ، ومن فضائل وثواب عيادة المريض الجلوس فى معية الله عز وجل قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: )يابن آدم مرضت فلم تعدنى قال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده ( أى وجدت ثوابى عنده ، وأيضا صلاة الملائكة على الزائر والاستغفار له.

حول واجبات المريض وأسرته يقول الشيخ عبدالحميد قرقر المدرس بالازهر : على المريض اذا كان محجوزا فى المستشفى أن يتعامل مع العاملين والمرضى الاخرين باسلوب لائق والالتزام بنظم المستشفى ومنها احترام مواعيد الزيارة والحفاظ على ممتلكات المكان أما اذا كان المريض ملازما الفراش فى بيته على اسرته منع الزيارة اذا طلب الاطباء ذلك حرصا على صحته او اصابته بمرض معد واتباع تعليمات العزل اذا كان مصابا بكورونا اما اذا كانت حالته عادية فتحدد اوقات للزيارة من الاهل والاصحاب حتى لايرهق المريض ولا يتعارض مع وقت نومه وتناوله للعلاج.