كاريكاتير
كاريكاتير


بياعين الهوا ليميتد.. أموت أنا

أحمد عباس

الجمعة، 22 يناير 2021 - 12:37 ص

أنهى برهان بلبل تمرينة التنس المعتادة وتوجه لمكتبه بسرعة لمباشرة أعمالة "المتلتلة"، وتوقيع أكوام الورق التى تنتظره، ألقى مضربه الـ "ويلسون" على الأرض، ونادى بعلو حسه: فيفى.. يا فيفى.

ثباح الخير، أخبار الشغل إيه!.. ردت فيكي بصوت جهورى من الخارج بينما دقات كعوبها تكاد تخرم الأرضية: فيفى. فيفى فى عينك!.. اسمى فيكى، صباح الخير يا بلبل بيه.. خير؟. رد السيد بلبل بضحكة بلهاء: احنا بنهذر واللا ايه يا فوفو.. الموظفين فين؟. فيكى: قلت اسمى فيكى، انهى شغل وأنهى موظفين.. أنا لحد دلوقتى مش عارفة احنا بنشتغل فى إيه أصلا!

فيفى يا حبيبتى احنا هانشتغل فى أى حاجة تكثب فلوث بثرعة، نشتغل مثلا اثتيراد وتثدير، ونثميها "بلبل − كو".

سحبت فيكى سيجارة رفيعة من علبتها، وأشعلتها بعصبية شديدة، وقذفت السيد برهان بـ"تبريقة" مخيفة، وردت: أنهى استيراد وتصدير، هو انت عايش معانا!، فيه وباء فى العالم واللا حضرتك لسه مولود امبارح، مين هايصدرلك وهاتصدر لمين، ثم برطمت بينما كان هو يضرب الكرة ببلاهة فى الحائط ترد فى يده، وهمست: قال فيفى قال.. وبا لما يبقى يلهفك يا بعيد!

رفع برهان حاجبه وفكر قليلا ثم أردف: يبقى نثتغل الفرثة ونشتغل فى الإعلام، نفتح قناة يا فوفا، والله فكرة ممتاذة، قناة برهان بلبل.. "بى بى تشانيل".. ايه رأيك!

يا بلبل بيه امتى آخر مرة اتفرجت على تلفيزيون، الكلام ده كان زمان، دلوقتى لو عايز تكسب من الإعلام، تبقى عينك ع الإعلانات.. والإعلانات دلوقتى كلها بتلم فلوس بس، مابتوزعش، فكر فى حاجة مفيهاش دوشة.. أنهى مُعلن ده اللى هاييجى قناة اسمها بى بى.. دى حاجة تقرف!

طيب إيه رأيك يا فوفو نفتح شركة محمول مثلا، ثم سرح بعيدا فى اللوحة المعلقة وأغمض عينيه وقال: الله شريحة محمول جديدة، لونها فوشيا شبه الشراب ده، ويبقى اثمها "بلابيلو"، والله فكرة كويثة جدا يا فوفتى!

أنا مش فوفة حد.. يا أستاذ بلبل مش كده سيب الكورة وركز معايا أرجوك.. محمول ايه، حضرتك فاهم اللى بتقوله!

غضب السيد برهان جدا، وقذف بالكرة قذيفة خبطت فى البرواز المعلق وردت فى سيجارة فيكى أسقطت منها الولعة، وقال: يعنى إيه فاهم حاجة، كل حاجة لأ لأ، إيه بيكثب فلوث يعني، فلوث حايرة طايرة كده مالهاش ثاحب!

بتناكة شديدة ردت فيكى: "الأوت سورسيج"..

هدأ السيد بلبل قليلا ثم سرح وقال: أوت ثورثينج !، والله حلو.. كويث أوى بيتعمل اذاى ده بقى!

شعرت فيكى بنفسها أكثر ورفعت كتفها وشرحت للسيد برهان: "الأوت سورسيج".. ده يا مستر برهان يعنى لا تكون بتعرف حاجة، ولا بتفهم خالص لكن تشتغل فى كل حاجة من غير ماتدفع ولا مليم، ديتها كام موظف شكلهم مستحمي، وهووووب تكسب فلوس طازة، أول بأول، يعنى مثلا لو عايز تشتغل فى الإعلام مش لازم تفتح قناة، ولا جرنال، إنت تقدر تبقى مستشار إعلامي، تقدم رؤيتك للشركات الكبيرة، وتنصحهم يعملوا ايه فى الكوارث اللى زى حضرتك كده، رئيس أمريكا نفسه بيعتمد على الـ"بى آر" علشان تحلى صورته.. ثم تنحنحت بصوتها الخشن وقالت: إحم إحم سورى بس حضرتك فاهم حاجة!

فزاد العبط على وجه برهان بك، وقال: أيوااا هايل، دى الأفكار يا مذمذيل، واحد ذيى لاذم فعلا يقدم رؤيته، انا مش أقل من رئيث أمريكا.. انتى عارفة إنى أصولى أمريكية، آه من ثان فرانثيثكو، أهى دى الأفكار اللى تجيب فلوث فعلا، والشغلانة دى اثمها ايه يا فيفو!

اسمها "بى آر" يا مستر برهان، فانبعج وجه السيد بلبل جدا ورد بسرعة" أيوة أيوة عارفه، دا الواحد يسوى ييجى 2000 جنيه دلوقتى عملته وأنا مثافر باريث، ممتاذ الـ "بى آر" ده، أنا موافق!

حاولت فيكى استعادة توازنها بعد ماسمعته، وردت عليه بغضب: يا بلبل بيه مش كده، التانى اسمه تحليل "بى سى آر" وصحيح بيكسب ألوفات، لكن ده بيزنس.. بيزنس اسمه "بى آر"، يعنى "بابليك ريلاشين"، علاقات عامة، وده يكسب ملايين مش ألوفات!

وبينما استدارت فيكى تبحث عن "الولعة" التى طيرتها كرة "التنس"، بعد أن شمت رائحة شياط سمعت همهمات السيد بلبل ورأت عينيه اللتين لم تفارقاها وهى منحنية، يقول: "بى آر.. بى آر" أموت أنا فى العلاقات العامة!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة