الأغذية المغشوشة
الأغذية المغشوشة


«واحدة وعليها واحدة».. الرصيف منفذ بيع أغذية «بير السلم»

مصطفى عبدالله ميري

الجمعة، 22 يناير 2021 - 01:23 م

◄عروض مغرية لجذب الزبون .. والأغلفة المقلدة سر البيع 

◄حماية المستهلك: سوق موازية لا تخضع للرقابة.. ومباحث التموين والصحة المسؤولين عن ضبطها ومصادرتها  
◄تاجر: لها انتشار واسع فى السوق المصرى.. ويمتلكون شبكة للتوزيع 

◄خبيرة تغذية: أضرارها قد تصل للوفاة.. ويدخل فى إنتاجها مواد يحرم استخدامها 

على أحد أرصفة منطقة وسط البلد يفترش أحد الباعة، ويعرض بضاعته «بسكويت وشيكولاتة وزيت زيتون كاتشب وميونيز».. غلاف لامع لكنه خادع فكل عبوة تحمل اسما وغلافا مشابهين لإحدى الماركات العالمية، والمشتري بسيط الحال لا ينجذب إلا للسعر والعرض المغري.

الكثير من السلع التي سببت انتشار فوضى الأغذية في الأسواق وأصبحت ظاهرة متكررة على الكثير من الأرصفة، فقد استغل تجار معدومو الضمير غياب الرقابة الجادة على الأسواق، وقاموا بترويج سلع وأغذية مغشوشة قد تكون منتهية الصلاحية وغير مسجلة بوزارة الصحة، بأسعار رخيصة لجذب أنظار الزبائن، مستغلين حاجة المواطنين.

أظهرت دراسة أعدتها لجنة الضرائب والجمارك باتحاد الصناعات المصرية، أن حجم تعاملات السوق السنوية تزيد على 400 مليار دولار، أي أكثر من 7 تريليونات جنيه، نصيب السوق الموازية منها يزيد على 60% بنحو 4 تريليونات، بحسب بعض التقديرات والإحصائيات لعام 2018.

وطبقاً لمعدلات تحصيل الضرائب الفعلية فهي من 20-27% من حجم السوق بشقيها الرسمي وغير الرسمي، وإذا أخذنا الحد الأدنى للتحصيل وهي نسبة 20% من هذه التعاملات، فإن الضرائب المفترض تحصيلها تزيد على 1.4 تريليون جنيه.

 

انتشار واسع

وفي البداية يقول أحد تجار المواد الغذائية، أحمد الهندي، إن هذه المنتجات والمعروفة بمنتجات «بير السلم»، كثيرة الانتشار في المحلات وعلي الأرصفة وفي المترو والقطارات، فمنتجات «بير السلم» لها مندوبين معروفين، يمرون علينا لمعرفة طلباتنا وتوفيرها لنا.

وتابع التاجر إن لهذه المنتجات انتشارا واسعا بالسوق فهي تتميز بغلاف جيد ومظهر جذاب، وكما أنها تختار أسماء مشابهة لماركات عالمية، والذي يخدع المستهلكين.

وذكر «الهندي» أن هذه المنتجات لها مصانع عديدة تقوم بتغيير اسمها كل فترة وتغيير مكانها، رغم ضخامة معدات التصنيع، خوفاً من الملاحقة، كما أنها تضع تاريخ تصنيع وانتهاء للمنتج، ومكونات المنتج، والوزن، لكن بالتأكيد هذه المواصفات غير حقيقية، لعدم وجود رقابة عليها، ولتغييرها كل فترة بمنتج آخر.

ونصح تاجر الجملة، بالابتعاد عن الأسماء غير المعروفة، خاصة في المنتجات الغذائية، لأنها تعرض حياة الإنسان للخطر، ويقارن دائماً بين السعر والمنتج، فإذا وجد سعراً قليلاً مقابل منتج كبير فهذا عرض وهمي ويجب الابتعاد عنه.

مصانع «بير السلم»

تقول سعاد الديب رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك، إن مصر بها صناعات «بير السلم» ليس لها أي مواصفات ومستندات وغير معلوم أماكنها، مشيرة إلى أن الاتحاد عقد مؤتمراً حول صناعات «بير السلم» وطلبنا من الدولة القيام بمجموعة إجراءات لتقنين أوضاعها.

وأهابت «الديب»، بالمواطنين عدم شراء المنتجات الرخيصة غير معلومة الهوية والمواصفات والتي تنتجها مصانع مجهولة، مشددة على ضرورة شرائها من مصدر معلوم وله ترخيص يخاف علي سمعته.

وشددت على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل فاتورة الشراء من البائع، بشرط أن تكون معتمدة، مع التأكد من مواصفات معتمدة للسلعة قبل الشراء، وعدم الشراء بدافع انخفاض السعر وتجاهل الجود .

«إهدار للاقتصاد القومي»
وأشارت «الديب»، إلى أن صناعات «بير السلم» تعد إهداراً للاقتصاد القومي وتضر بسمعة مصر، مؤكدة على ضرورة تقنين هذه المصانع لتدخل مع القطاع الرسمي .
وذكرت أن مصانع «بير السلم» لا تخضع للرقابة ولو وردت شكاوى منها لا نستطيع التصرف معها، لأنها غير معلومة الأماكن والعناوين، لافتة إلى أن هذه المصانع تبيع للمحلات بأسعار متدنية ودون فواتير ويشكلون منظومة فيما بينهم. وأضافت أن المسؤولية على هذه المنتجات يجب أن تكون جماعية ولا تتحملها جهة واحدة بشكل منفرد، فتعاون كل الوزارات والجهات المعنية، لمواجهة هذه الظاهرة يكون أقوي، ويمكننا من ملاحقة المخالفين وضبطهم ومعاقبتهم لكي يكون رادعاً لكل من تسول له نفسه مخالفة القانون.

خطر السرطان
تقول الدكتورة إسراء أحمد خبيرة التغذية والباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا القليوبية التابع لمركز البحوث الزراعية، إن الغش هو كل منتج دخل عليه تغيير بصورة ما  أفقده شيئًا من قيمته المادية أو المعنوية، سواء كان ذلك بالإضافة أو بالإنقاص أو بالتصنيع أو بغير ذلك، فللغش صور عديدة منها منتجات «بير السلم» فقد تنتج الشكولاتة دون وضع زبدة كاكاو، أو وضع مكسبات طعم ولون دون النظر إلى الضرر العائد منها، والنظر فقط للمكسب المادي. وتابعت: «قد تقوم مصانع بير السلم بعملية الغش عن طريق صناعة منتج مشابه تماما لمنتج شركة أخرى أو معتمدة، وهذا بقصد الإضرار بالشركة، وكما يمكن أن يحتوى المنتج على خطر فيزيائي، وخطر كيميائي، أو إضافة مواد حافظة دون مقدار، وأخيراً إضافة الألوان الصناعية الضارة لجذب الزبائن، وأيضاً ممكن استخدام مواد ذات خطر إشعاعي».

وحذرت خبيرة التغذية، من تناول المنتجات مجهولة المصدر لما لها من أضرار جسيمة، فصناعها يستخدمون أدوات تساعدهم في تصنيع الأغذية دون النظر إلى جودتها أو صلاحيتها للاستخدام في تصنيع الغذاء من عدمه، فهناك الكثير من المواد يحرم استخدامها في تصنيع الطعام، مثل جرادل الطلاء وغيرها، وكما أن عرض المنتجات الغذائية في الشمس يضعف قيمتها الغذائية ويعرضها للتلف، فإذا كان تاريخ صلاحية المنتج  ستة أشهر بعد عرضها في الشمس يصبح 15 يوما فقط.


ونصحت إسراء، بشراء المنتجات الغذائية من أماكن معروفة ولها سمعة طيبة، لا تعرض منتجاتها في الشمس لأنها تتفاعل مع الحرارة، كما أن المغشوش منها قد يصيبك بداية من المغص المعوي والإسهال أو الترجيع، وصولا إلى الإصابة بالصفراء أو الجفاف إلى الوفاة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة