أحد آثار حريق القاهرة - أرشيفية
أحد آثار حريق القاهرة - أرشيفية


الملف الغامض لحريق القاهرة.. سر تجاهل الملك فاروق للكارثة

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 22 يناير 2021 - 02:10 م

 

كتب: حاتم نعام


هناك حرائق اعتبرت كوارث قومية لبعض الشعوب، منها حريق روما أيام الإمبراطور نيرون وحريق لندن الكبير في القرن السابع عشر، وبعض هذه الحرائق شب قضاء وقدر لكن منها ما كان شبوبها لأسباب سياسية مثل حريق روما الذي أشعله الجيتو اليهودي في روما.

 

ولا يزال حريق القاهرة وأسبابه ملفا غامضا، فقد بدأ الحادث صباح السبت الموافق 26 يناير 1952 عندما خرج حوالي 270 جنديا من عساكر بلوك النظام من معسكرهم بالعباسية وهم في ثورة من الغضب والتمرد متجهين الى جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) وهناك انضم إليهم طلبة الجامعة واتجهوا إلى وسط القاهرة؛ حيث التقوا مع مظاهرة أخرى من طلبة الأزهر وشكل الجميع كتلة بشرية ضخمة هائجة تطالب بالثأر من البريطانيين الذين قتلوا في اليوم السابق حوالي 58 جنديا مصريا في الإسماعيلية.

 

انقسم المتظاهرون إلى قسمين، اتجه الأول إلى مبنى رئاسة مجلس الوزراء المصري والقسم الثاني اتجه إلى قصر عابدين والكل يطالب المسئولين بالسلاح لقتال الإنجليز في منطقة القنال؛ بحسب ما نشرته آخر ساعة في 13 يناير 2002.


 
وكانت توجد مظاهرات أخرى في مناطق مختلفة في القاهرة إلا أنه حدث في المظاهرات التي كانت بميدان الأوبرا أن أنبرى بعض أشخاص غير معروفين وقاموا بإشعال النيران في كازينو وسينما أوبرا، كانت الساعة وقتها الثانية عشرة والنصف ظهرا وكانت هذه النيران هي أول نيران تشتعل في ذلك اليوم.

 

اقرأ أيضًا| ثالث برلمان مصري.. تعهدات بتقوية الجيش وإعمار السودان

 

بعد ذلك بدأت الحرائق تظهر في العديد من المحلات العامة كالمطاعم والبارات ودور السينما والملاهي والمصارف والفنادق وغيرها واستمر اشتعال النيران حتى منتصف الليل تقريبا بعد ما طالت أكثر من 200 منشأة مختلفة مع ملاحظة عدم جدية السلطة يومها في إطفاء النيران، وقدرت الخسائر بمبلغ 28 مليون جنيه بما يعادل حوالي 17 بالمائة من ميزانية الحكومة المصرية ذلك العام.

 

وكان الملك فاروق قد قرر إقامة مأدبة غذاء لأربعمائة من ضباط الجيش المصري حدد لها يوم الحريق، المناسبة كانت احتفال الملك فاروق بميلاد ابنه ولي العهد أحمد فؤاد الثاني، استمرت المأدبة من الظهر حتى الساعة الرابعة عصرا وكان الملك فاروق تصله أخبار ما يحدث في القاهرة أما الضباط المدعوون بالقصر فكانوا لا يعلمون ماذا كان يحدث خارج القصر.

 

وكتب اللواء محمد نجيب في مذكراته أنه كان مدعوا إلى مأدبة الملك فاروق مع زملائه الضباط في ذلك اليوم وأن فاروق كان يعرف ما يجري خارج القصر ومع ذلك لم يقم بتأجيل أو إلغاء الحفل بل لم يحاول إصدار الأوامر لرجاله بإطفاء النيران وظل مع مدعويه دون الاكتراث لهذه الكارثة حتى انصرفوا الساعة الرابعة عصرا وطلب منهم رئيس الأركان استخدام الشوارع الجانبية لأن الحرائق كانت تملأ المدينة.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة