الجاز دليفري.. بيزنس «محمود» من التروسيكل الأزرق
الجاز دليفري.. بيزنس «محمود» من التروسيكل الأزرق


حكايات| الجاز دليفري.. بيزنس «محمود» من التروسيكل الأزرق

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 22 يناير 2021 - 04:53 م

كتب: حمد الترهوني

 
ربما كانت الظروف أصعب من «محمود» لكن الشاب العشريني لم يسلم إلى «شماعة البطالة» وأعطى ظهره لليأس ليسابق رزقه بعربة تروسيكل بلونها الأزرق المميز.

 

في سن مبكرة بدأ محمود جلال «23 عاماً»، رحلة البحث عن لقمة العيش له ولأسرته من خلال التجارة في لترات من الجاز، وهي المهنة التي ورثها عن والده صاحب السبعين عاما.

 

دخلت الظروف لتمنع الأب السبعيني جلال من استكمال مسيرة تجارة الجاز، والتي ظل يعمل تحت جناحها لأكثر من 50 عاما بين قرى ونجوع المنيا، فيتسلم الشاب محمود «راية الجاز» منه.

محمود تحدث عن رحلته مع تجارة الجاز فيقول: «وأنا عندي 7 سنوات كنت أرى والدي وجدي وهم بيحملوا الجاز في عربيات كارو، ويطلعوا من الفجر يسرحوا بها في القرى».

 

ويضيف الشاب المنياوي: «كنت أتمنى يكون عندي عربية كارو أسرح بها مع نفسي، وفي يوم أبويا تعب، وكنت حينها 10 سنوات، فقررت أطلع بعربية الجاز عشان أتحمل المسؤولية وأريحه من التعب، خاصة بعد مرضه ومن هذه اللحظة قررت إني استمر في تجارة الجاز وحتى الآن». 

 

أما الوضع الأسري فيتحدث عنه محمود بقوله: «عندي 4 أشقاء أنا أكبرهم وجميعهم في مراحل تعليمية مختلفة.. أحدهم يدرس بالصف الأول الإعدادي لكن أنا بحاول أبني مستقبلي من خلال بيع الجاز اللي باشتريه من البنزينة.. أهم حاجة عندي إني ما أمدش إيدي لحد لا أنا ولا أخواتي».

 

اقرأ أيضاً| الأويمجي في دمياط.. فن النقر على الخشب بـ«حنية»

 

مسؤولية محمود لا تتوقف عند تعليم أشقائه بل تمتد إلى الأب الذي حاصره المرض، ويحتاج لعلاج شهري يصل إلى 500 جنيه، لكن ما يراه الشاب الميناوي أزمة هو أن بيع الجاز باللتر لم يعد كالماضي.. «البيع ما بقاش زي زمان.. قبل 10 سنوات كان الناس تشتري مننا باللتر، دلوقتي لو وزعت على المخابز البلدية ألف لتر باخد على كل 20 لتر جنيه واحد يعني ممكن كل بيعة أطلع لي بـ20 جنيه.. فضل ونعمة من عند ربنا بس تدوم على كده».

 


يسكن محمود في قريته إبشادات بمركز ملوي جنوب المنيا لكنه لا تجارته لا تتوقف عند حدود بلدته، إذ يخرج صباح كل يوم للتحرك في القرى المجاورة على أمل يستقر بمشروع ثابت.


ويختتم الشاب محمود جلال حديثه، بقوله: «بالنسبة لحياتي اليومية أنا عامل جدول ماشي عليه مش هقدر أغيره.. عشان عندي التزامات يومية.. أبدأ من الساعة الثالثة فجرًا، وبعد المغرب أكون في البيت.. وإن شاء الله هاتروق وتحلى».
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة