الجمعة، 22 يناير 2021 - 08:16 م

بقلب متحجر، وغيظ حانق، ظلت تطوي جسد خادمتها الصغيرة (12 عاما) دون رحمة أو شفقة، غير مبالية بأنين صرخاتها المكتومة، وتوسلاتها بدموع يشوبها خوف ورهبة وانكسار، تشهق من شدة الخوف، مذعورة تحدق إلى مخدومتها تتلمس الخلاص من هذا التعذيب.

وفجأة قامت الشيطانة صاحبة المنزل والمال بسحل الفتاة على الأرض، وسجنتها في الحمام، تجهش بالدموع حتى لقيت مصرعها متأثرة بجراحها.

وما إن لفظت الفتاة أنفاسها الأخيرة، أسرعت رئيسة الخدم بالمنزل إلى السيدة تخبرها بوفاة الخادمة الصغيرة فما كان منها وبكل جبروت وعنجهية، تطلب منها أن تخبر الطبيب بأن الفتاة ماتت بسبب آلام الدورة الشهرية، معتقدة الهرب من عدالة السماء.

اقرأ أيضًا| وجبة غداء تنقذ صيدليا مصريا وزوجته من انفجار طائرة 

حين انتهى الطبيب بتوقيع الكشف الطبي على الفتاة، روعته المفاجأة حيث جسد الفتاة تكسوه الحمرة الداكنة، ولم يبال بما قالته رئيسة الخدم وسارع إلى إبلاغ العقيد محمد صالح مأمور مركز المحلة بما شاهده.

انتقلت قوة أمنية إلى مكان الواقعة بمصاحبة الملازم ميشيل شحاته، حيث ذكرت رئيسة الخدم في أقوالها إن الفتاة وقعت فوق درجات السلم، غير أنها كانت تعاني من آلام الدورة الشهرية، وأيدت باقي الخادمات أقوالها، ليتم تحرير محضر بالواقعة.

لكن أمام أحمد جبر وكيل أول النيابة، كشفت التحقيقات أن السيدة الثرية هي التي قامت بتعذيب الفتاة، وكيها بالنار؛ عقابا لها على أكل كمية كبيرة من السمن، وبالرغم من إنكار الفتاة إلا أنها ثارت، وقررت تأديبها.

هذه القصة المؤلمة تعود تفاصيلها إلى العام 1955، وحينها صرحت النيابة العامة بدفن الفتاة في جريمة هزت الشارع المصري بأكلمه ليتم حبس السيدة ورئيسة الخدم وتتوالى جلسات المحاكمة.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم