كرم جبر
كرم جبر


إنهــا مصـــــــر

ومازلنا نتذكر

كرم جبر

الجمعة، 22 يناير 2021 - 09:28 م

الربيع العربى من فعل الشيطان الذى جاء من الغرب بحثاً عن شياطين الشرق، الذين هم أصلاً من صناعته، فاتحدت إرادة الطرفين على إشعال صراع دينى دموى فى المنطقة.. ولا يعلم الغرب أن صراع الأديان فى الشرق ليس كما فى بلادهم، وتتعمق جراحه بمرور الزمن ولا تتداوى، ولعل إراقة الدماء لم تتوقف لحظة واحدة،  حتى الآن فى مستنقعات الثأر الدينى .

الربيع المصرى انطلقت نسائمه فى 30 يونيو، يوم خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه، ينقذ بلاده من بين أنياب الشيطان، واستجابت السماء لدموع الخائفين على بلدهم، وكانت إرادة الله فوق أيدى كل من أضمر لمصر شراً.. ولكن لا تزال الكهوف مليئة بالشياطين، والعقول مفخخة بأفكار إرهابية، أخطر من الديناميت والمتفجرات.

كُتب لمصر النجاة، لأنها رغم المحن، حافظت على ثوابتها الراسخة، وأهمها عدم السماح بتقويض العمود الرئيسى للدولة المصرية، وقاد الجيش المصرى العظيم عملية إعادة تثبيت أركان الدولة المنهارة، ولم يكن صدفة أوثورية أن يرفع الأشرار شعار يسقط حكم العسكر، فهم يدركون تماماً أن بقاء الجيش معناه بقاء مصر واستمرارها.. ورسخ الجيش قاعدة احترامه للشعب، واحترام الشعب له، فى أحلك الفترات على مر التاريخ.

كان الهدف هو السعى إلى استبدال مؤسسات الدولة بكيانات بديلة، الشاطر وميليشياته وكهنة المقطم، وتلقى جهاز الشرطة أصعب الضربات، من الدعوات الكاذبة إلى هيكلته بهدف تصفيته، إلى ظهور الضباط الملتحين لأخونة الأمن، ناهيك عن التنكيل بجهاز أمن الدولة، ومحاولات محو ذاكرة الأمن، وعمليات حرق أقسام الشرطة لتوصيل رسالة للداخل والخارج بأن الدولة غير قادرة على حماية مواطنيها، ولكن خاب مسعاهم ووقفت البلاد على قدميها واستعادت قوتها .

ديمقراطية الربيع العربى لن تتحقق ـ كما قال صانعوها ـ إلا بعد اقتتال داخلى وحروب دينية لمدة ثلاثين عاماً، مثلما حدث فى أوربا فى القرن السابع عشر، وأدى إلى فناء ثلث سكان بعض الدول، وبعدها يجلس المنهزمون على موائد التفاوض، لاختيار النموذج الديمقراطي، على قاعدة "كلهم مهزومين"، فيقبلون رغم أنفهم الشروط والإملاءات.

ديمقراطية الربيع المصري، تنبع من ثقافة المصريين وحضارتهم ووعيهم ومكوناتهم الفكرية وعقيدتهم الدينية، وتترجم المخزون الاستراتيجى للمجتمع، فى صياغة نظام حكم يلبى سلمية انتقال السلطة، ويحقق رضاء عموم المصريين، ويجب أن يفهم الغرب أن الديمقراطية ليست ساندويتش هامبرجر وزجاجة بيبسي، يريدون كل الشعوب تناولها، واستساغة مذاقها.

الخروج العظيم فى 30 يونيو كان الوسيلة الحاسمة لمواجهة الإرهاب والإرهابيين، وأن هذا الوطن لن يجعل مستقبله موضوعاً للمراهنات، ولن يستسلم أبداً لزيف وخداع اللوبى الناعم الذى يبرر العمليات الإرهابية بالفقر وحقوق الإنسان، ففاتورة العمليات الإرهابية سبب رئيسى فى المعاناة، وكانت السيارات المفخخة التى تقتل الأبرياء حافزاً ليصرخ الناس: ارحلوا عن وطننا، فالمصريون يزرعون الخير والحب والسلام، وأنتم صناع الموت والخراب والدمار.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة