إنتصار دردير
إنتصار دردير


صباح الفن

حظر تجول

إنتصار دردير

الجمعة، 22 يناير 2021 - 10:16 م

لا يكفى أن تصنع فيلما جيدا ،ولا أن تطرح قضية مجتمعية مسكوتا عنها ،ولا أن تشارك به فى مهرجان كبير،وتحصل على جائزة مهمة لكى يضمن ذلك نجاحه الجماهيرى ،لكن من المهم أيضا اختيار توقيت مناسب للعرض، ليس فقط لأجل تحقيق ايرادات تغطى بعضا من تكلفته ـ وهو تطلع مشروع ـ ولكن لتصل أيضا قضيتك التى أردتها للجمهور، فلا أحد يصنع الأفلام لنفسه، ولا للمهرجانات ،وانما هى للجمهور، وأن  فن بلا جمهور ليس فنا.

 

وفى رأيى أن صناع فيلم "حظر تجول" لم يوفقوا فى إختيار توقيت عرضه برغم تميزه وبرغم تمثيله لمصر فى مهرجان القاهرة السينمائى وتتويج بطلته إلهام شاهين بجائزة أفضل ممثلة (مناصفة مع الممثلة الروسية ناتاليا بافلينكوفا) وبرغم أهمية القضية التى يطرحها ،فقد تراجعت إيراداته فى هذا التوقيت العجيب الذى اختاروه ،فى ظل تزايد إصابات الموجة الثانية من وباء كورونا ،وكان من الضرورى تأجيل عرضه لوقت لاحق مثلما هربت أفلام عديدة من ظروف عرض غير مواتية، ليس فى مصر فقط، بل فى السينما الأمريكية أيضا التى اضطرت لتأجيل عرض أفلام كبيرة فى هذا التوقيت الظالم. 

 

فيلم "حظر تجول" كان يستحق ظروفا أفضل للعرض، خاصة وهو يطرح قضية مهمة، نطالع تفاصيلها بين الحين والآخر بصفحات الحوادث، فتقشعرلها أبداننا، لكن مخرج الفيلم أميررمسيس يعرضها بأسلوب فن راق ،دونما السقوط فى فخ الابتذال، وأتصور لو أن السيناريو وقع فى يد مخرج آخر لاستغله فى تقديم مشاهد مثيرة ،لكن رمسيس نأى بنفسه عن ذلك تماما، وتجاوز القضية،ليأخذنا الى منحى إنسانى عن علاقة متشابكة بين أم قتلت زوجها دفاعا عن طفلتها، لتقضى عشرين عاما خلف القضبان رافضة البوح بأسباب جريمتها ،وبين إبنة تراها مدانة بجريمتها، ويتصاعد  الصراع بينهما. 

 

وأدت الفنانة إلهام شاهين شخصية الأم بإحساس كبير وتوحد مع الشخصية ،موقنة بأبعادها ،فلم يفلت منها مشهد واحد، وعبرت أمينة خليل بإجادة عن شخصية الابنة التى تتنازعها مشاعر الحب والكراهية تجاه أمها ،وأضاف الممثل الفلسطينى كامل الباشا كثيرا لشخصية يحيى  شكرى الذى عاش حياته أسيرا لقصة حب ،فيما برع أحمد مجدى فى دور زوج الابنة ،ويبقى أمير رمسيس مخرجا ومؤلفا بارعا لفيلم جيد ظلمه توقيت العرض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة