محمد فريد عضو مجلس الشيوخ وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
محمد فريد عضو مجلس الشيوخ وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين


إنقاذ المواطن

أخبار اليوم

الجمعة، 22 يناير 2021 - 11:35 م

 

بقلم/ محمد فريد

المتابع لصفحات الرأى ومواقع التواصل الاجتماعى فى الأيام الماضية،  يلاحظ حالة الاستهجان لتصفية شركة الحديد والصلب المصرية، قد أتفهم حالة الحزن المصحوب  بالحنين للماضى التى تمثلها الشركة التى خرجت فى ظروف استثنائية من تاريخ الأمة المصرية وارتبطت بحالة تعبئة شعبية  فى ظل تأسيس جمهوريتنا وما صاحبها من تحديات كبيرة.

 

لكن الحقيقة أن قرار التصفية قرار تأخر كثيرًا إذ إن "الصرح الإنتاجى العريق" كما يحلو للبعض تسميته بلغ زمن التشغيل فيه  8% والــ 92% الباقية توقف ناجم عن الأعطال التى أصبحت مزمنة، وهو ما انعكس على مستوى الإنتاج والذى  بلغ 79% منه  غير مطابق للمواصفات، والنتيجة الطبيعية هى تحقيق خسائر مليارية على مدى العشر سنوات الأخيرة جاوزت 8 مليار جنيه، منها خسائر يومية قرابة ال3 ملايين جنيه فى العام الماضى فقط.

 

ورغم تلك الحقائق المأساوية عن الخسائر المليارية لايزال هناك من ينادون بضرورة بقاء الشركة وإهدار المزيد من مليارات دافعى الضرائب تحت ذريعة أن الشركة كانت تحقق أرباح لكن ما يتم إغفاله أنه فى عام 2010 وهو العام الأخير الذى حققت الشركة فيه أرباح  بلغت 49 مليوناً، حققت إحدى الشركات الخاصة المنافسة أرباح  تجاوزت 576 مليون جنيه، أى قرابة 12 ضعف مما حققته شركة الحديد والصلب المصرية.

 

وهو ما يؤكد الحقيقة التى أثبتتها التجارب مرات لا تحصى، وهى أن الإدارة الخاصة  أكثر كفاءةً وقدرةً على تعظيم ثروات حاملى الأسهم، وأنه رغم الدعم الحكومى الكبير لشركات القطاع العام  ومنها الحديد والصلب وتعاقب مجالس الإدارات فإن نزيف الخسائر كان مستمرًا حتى يوم اتخاذ قرار التصفية.

 

إن المدافعين عن بقاء هذه الشركة وغيرها من الشركات الخاسرة تحت دعاوى إنقاذ الشركة والحفاظ على أصول "الشعب" هم فى الواقع مدافعون عن استنزاف أموال ومقدرات "الشعب" والحقيقة فإن تصفية الشركات الخاسرة هو إنقاذ للمواطن وأمواله وأصوله.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة