المزرعة العملاقة بشرق بورسعيد جاهزة للافتتاح
المزرعة العملاقة بشرق بورسعيد جاهزة للافتتاح


بشائر الخير تسطع فى سماء الإنجازات مع بداية العام الجديد

افتتاح أكبر مزرعة سمكية في العالم ببورسعيد قريباً

محمد التفاهني

الجمعة، 22 يناير 2021 - 11:57 م

- إنشاء‭ ‬مصانع‭ ‬ووحدات‭ ‬بيطرية‭ ‬وأماكن‭ ‬تدريب‭ ‬وإقامة‭ ‬للعاملين

- لأول‭ ‬مـــــــرة‭.. ‬الاســــــــــتزراع‭ ‬داخل‭ ‬الأقفاص‭ ‬بالبحر‭ ‬المتوسط

- استخــدام‭ ‬أحــــــــــدث‭ ‬التكنولوجيــا‭ ‬لإنتاج‭ ‬الأسماك‭ ‬والجمبرى‭ ‬للاســـــــــــــــــــــــــتهلاك المحلـــــى‭ ‬والتصـــدير

 

شهد الاستزراع السمكى طفرة حقيقية منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة، حيث أعطى له أهمية خاصة بالتوسع فى إقامة المشروعات العملاقة وإنجازها فى توقيتاتها المحددة، والتى أسهمت فى توفير الآلاف من فرص العمل وسد الفجوة الغذائية، وتوفير أسماك بجودة عالية، والحد من الاستيراد وزيادة التصدير، وتستهدف رؤية مصر الوصول بإنتاج الأسماك إلى ٢٫٨مليون طن سنويا.

 

وفى خطوة هى الأكبر من نوعها فى مشروعات المزارع السمكية التى أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشائها، أصبحت المزرعة السمكية فى منطقة شرق بورسعيد الأكبر فى العالم جاهزة للافتتاح، وتشكل مع مزرعة بركة غليون التى تم افتتاحها فى العام الماضى حجر الزاوية فى وصول إنتاج الأسماك فى مصر إلى ٢٫٨ مليون طن سنويًا بعد أن توقف الإنتاج المحلى منها إلى ١٫٨ مليون طن، ويصل استهلاك الغذاء السمكى فى مصر حاليًا حوالى ٢٫٣ مليون طن ليكون هناك فائض للتصدير وتنتهى سنوات الاستهلاك من هذه السلعة الاستراتيجية.

 

وتقع مزرعة شرق بورسعيد السمكية على ساحل البحر المتوسط بسيناء إلى الشرق من منطقة شرق بورسعيد الاقتصادية العملاقة وتبلغ مساحة المزرعة ١٩٫٣ الف فدان تضم ٥٩٠٦ أحواض للاستزراع، بالاضافة إلى انشاء بحيرة للصيد الحر على مساحة ١٠ آلاف فدان، وتوفر حوالى ١٠ آلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة سواء بمشاركة فى أعمال الصيد وإنتاج الأعلاف والتصنيع والتغليف ومصنع الثلج داخل المزرعة إضافة إلى فرص العمل فى عمليات نقل الإنتاج السمكى من وإلى المزرعة.

 

أقفاص سمكية

كما أنه لأول مرة يتم استخدام الاستزراع السمكى داخل مجموعة من الأقفاص السمكية الضخمة فى عرض البحر المتوسط للجمع بين الاستزراع فى الأحواض والاستزراع فى البيئة الطبيعية داخل مياه البحر.

 

وإلى جانب الأحواض هناك مفرخ يعمل مع الأحواض السمكية على إنتاج ١٦٠ مليون زريعة سمكية أهمها الدنيس والقاروص واللوت والبورى و٥٠٠ مليون يرقة جمبرى سنويًا، إلى جانب حضانة لتجهيز ١٦٠ مليون اصبعية من الأسماك و٣٠٠ مليون يرقة جمبرى سنويًا.. كما تم تزويد المزرعة بعدد من آليات الخدمات لتوفير أفضل الظروف لإنتاج وتربية الأسماك وحفظها وتصنيعها بعد الإنتاج منها ثلاث محطات رفع عملاقة لمياه البحر تضخ مياهها فى قنوات ممتدة لتغذية الأحواض السمكية بمياه البحر إضافة لثلاث محطات مماثلة لصرف المياه بعد استهلاكها داخل الأحواض. 

 

وبالاضافة إلى إنشاء منطقة صناعية تتضمن مصنعا لإنتاج الأعلاف وتغذية الأسماك بطاقة ١٥٠ ألف طن سنويًا ومصنعا آخر للفرز وتصنيع وتعبئة وتغليف الأسماك وثالثا لإنتاج الثلج ووحدة بيطرية تشمل معامل تحاليل وأبحاث لضمان سلامة المياه والغذاء، وصحة الأسماك وخلوها من الأمراض، بالاضافة الى مركز لتدريب العاملين بالمشروع وتنبع أهمية هذا المركز من توفير كوادر بشرية قادرة على التعامل الفائق مع المزارع السمكية البحرية، وهو ما يضمن فى النهاية أقصى جودة وإنتاجية للأسماك المستزرعة، كما تشمل المزرعة مخازن للأعلاف والمعدات والمهام ومنطقة إدارية وسكنية للعاملين وقاعات لاستقبال الزائرين والمتعاملين مع المزرعة.

 

وأيضا تم بناء حاجز أمواج شرقى وآخر غربى فى المنطقة المواجهة للمزرعة فى البحر ساعدا على إقامة حوض لسفن الصيد واللنشات والوحدات المساعدة بطول ١١٢ مترا وعرض ٨٥ مترا ويستوعب ٦ سفن يبلغ طول السفينة ٣٠ مترا، هذه المزرعة العملاقة تم تأمينها بكامل محيطها بنظام مراقبة بأحدث تكنولوجيا وتدار بمنظومة إلكترونية حديثة لتحقيق أعمال المتابعة والمراقبة الالكترونية لكافة أنشطة المشروع نهاراً وليلًا وتوفير كافة إجراءات التأمين المطلوبة للأفراد والمعدات والأحواض والمنشآت.

 

وتقوم تغذية الأسماك المستزرعة على أعلاف ذات مواصفات غذائیة وتصنیعیة فائقة الجودة، وتحتوى هذه الأعلاف على نسبة بروتین خام لا تقل عن 42%، ودهون خام لا تقل عن 10%، بالإضافة إلى المعادن والفیتامینات اللازمة لزیادة معدلات النمو، كما یتم متابعة نمو الأسماك المستزرعة بأخذ عینة من الحوض كل أسبوعین ووزنها وحساب متوسط وزن السمكة الواحدة، وللحفاظ على سلامة وأمان وصحة العاملين بالمشروع، تم إنشاء مراكز مجهزة للإعاشة، وتوفير زى ومهمات السلامة وبرامج الكشف الطبى الدورى والتوعية بمخاطر العمل وسبل الوقاية من مخاطر الحريق، وأخرى للإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة حفاظاً على تحقيق النظافة العامة.

 

محطات قوى

وتحتوى المزرعة على ٨ محطات قوى كهربية كل منها بقدرة ١ ميجا وات، و١٨ محطة رى على الترع الفرعية، وتشمل كل محطة عدد ٨ طلمبات رفع مياه، وأيضا انشاء مصنع مواسير خاص بها لمد المشروع بالمواسير اللازمة، وهو ما ساهم فى توفير نفقات شرائها ونقلها إلى موقع المشروع.

ويعتبر المجرى الملاحى لقناة السويس هو المصدر الرئيسى لتغذية الأحواض الرئيسية، ثم رفع المياه للأحواض الفرعية عن طريق طلمبات على جانبى الأحواض، وقد تم وضع أسالیب علمیة للحفاظ على نقاء ونظافة المياه الناتجة عن عملیة الاستزراع واستخدام الأعلاف، بنفس درجة النقاء للمياه المُغذية للمشروع وذلك من خلال تصمیم الأحواض.

وتم تصميم وتنفيذ مجموعة من المصارف الفرعية والرئيسية التى تسع كمية میاه الصرف الناتجة من الأحواض یومیاً، والتى تعمل كمكون رئيسى فى استكمال المعالجة البيولوجية، حيث يوجد بها الطحالب وأسماك العائلة البورية والقشريات التى تتغذى على المواد العضوية المتبقية بمياه الصرف.

 

شرق بورسعيد

وتعد مزرعة بورسعيد السمكية هى الحلقة الأخيرة فى اكتمال منظومة التنمية بمنطقة شرق بورسعيد الاقتصادية لتكون هى أول منطقة اقتصادية مكتملة فى مصر تضم محاور تنموية متعددة إلى جانب نشاط الاستزراع السمكى.. وتضم منطقة شرق بورسعيد العملاقة المجاورة للمزرعة انجازات أخرى تتضمن ميناء شرق بورسعيد العملاق، ويوصف انه الأكبر فى حوض البحر المتوسط وواحد من أهم ١٥ ميناء محوريا فى العالم بعد تطويره ليصل أطوال أرصفته إلى ٥٫٥ كيلو متر وتتنوع فيه الأنشطة المينائية واللوجستية، حيث من المخطط إقامة ١٥ محطة متنوعة على هذه الأرصفة لتداول الحبوب والزيوت والوقود والسيارات إلى جانب النشاط الرئيسى لتداول الحاويات والمناطق اللوجستية فى ظهير الميناء.

 

وتضم المنطقة أيضا أكبر منطقة صناعية فى الشرق الأوسط على مساحة ١٠ ملايين متر تم الإنتهاء من تجهيز المرحلة الأولى منها على مساحة ٤ ملايين متر وتتسابق شركات الاستثمار العالمية لإقامة مشروعات صناعية بها على رأسها المنطقة الصناعية الروسية على مساحة ٢ مليون متر إلى جانب أول مشروع مصرى من نوعه لتوطين صناعة السكة الحديد وهناك عروض استثمارية عالمية ومحلية مازالت تحت الدراسة بالهيئة الاقتصادية لمحور قناة السويس.. كما يكمل محور الإنتاج الزراعى والتنمية الزراعية سلسلة التنوع بمنطقة شرق بورسعيد حيث تقع جنوب المنطقة الاقتصادية منطقة الاستصلاح والاستزراع النباتى وسهل الطينة على مساحة ٥٨ ألف فدان بدأت العمل والإنتاج من خلال ٧ تجمعات سكانية تحقق الهدف الاستراتيجى للدولة مع بقية مشروعات التنمية فى إنهاء عزلة سيناء وخلق مجتمعات اقتصادية وعمرانية بها.

 

ويجسد هذا الهدف مشروع مدينة السلام التى تعد أول مدينة مليونية فى سيناء وتوفر المدينة محورا تنمويا جديدا فى أنشطة إدارة الأعمال والتنمية السياحية حيث تعد المدينة الجارى العمل بها فى شرق بورسعيد هى العاصمة الإدارية الثانية فى مصر بعد العاصمة الإدارية الأم وتضم المدينة أكبر مركز لإدارة الأعمال فى حوض البحر المتوسط ومارينا لليخوت ومنطقة سياحية عالمية وقرية أولمبية عالمية ومنتجعات للإسكان الفندقى وآخر للإسكان الإدارى والعاملين بمشروعات شرق بورسعيد والمستهدف أن تستوعب المدينة ٢ مليون نسمة. 

 

وتخدم هذه المنظومة التنموية العملاقة الأنفاق المعجزة أسفل قناة السويس والتى ربطت سيناء بالوادى والدلتا وبالعالم الخارجى حيث ترتبط مباشرة بالطريق الدولى الساحلى ومحور ٣٠ يونيو والطرق الدولية الحديثة الجارى إنشاؤها حاليًا فى سيناء.. وباكتمال منظومة التنمية المتكاملة الممتدة من شرق بورسعيد والتى تتلاحم مع مدينة سلام الواقعة على الحدود بين محافظة بورسعيد وشمال سيناء تنتهى عزلة القطاع الشمالى بأكمله فى سيناء والممتد من قناة السويس حتى حدود مصر الشرقية فى هذا القطاع وفى سنوات معدودة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى لينهى عزلة قرون طويلة ممتدة عاشتها هذه المنطقة منذ قدم التاريخ.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة